« ذكرى العالم الآتى».. قصيدة للشاعر الدكتور محمد حلمي حامد

الشاعر الدكتور محمد حلمي حامد
الشاعر الدكتور محمد حلمي حامد

 

وحطـَّتْ فـَوقـَك ِالطيرُ

مَلائكة ً.. مُرفرفـَة ً

تحفُّ سَمَاك ِفى دِعَةٍ

وفى إقبالْ

فلـَمْ أنبسْ

وتاهَ الحَرفُ عَنْ شَفتىْ

كأنَّ النورَ فى عَينيك ِ

طيفُ خيالْ

ورفـَّتْ حَولـَكِ الأنـسَامُ    عَاطرَة

فقلتُ : الآنَ .... لم أكمِلْ

وتاهَ البالْ

أخذتُ النهرَ من كفـَّيك ِ ..

ذكرَى عَالم ٍ يأتى

فهوَّمتُ

وقالَ القلبُ :  بُحْ بالحُبِّ ياحَرفُ

فلم أقدرْ .. ولم أنبسْ

أهذا الوقتُ وقتُ البَوح

 يا قلبُ  ؟

وقد عِشْنا سنينَ الحبِّ

لم نـَشهدْ خشوعَ الطير ِ

من حَوْلـَى مُحبـِّينا

ولمْ نـَسْمَعْ .. بهَـمس ِ المَوج ِ للأنـْسَام ِ

يَمْـرَحُ فى خـَوافـِينا

وظلَّ العَالمُ المَجروحُ

فى الصَّدر ِ

يُهَوِّمُ حـُلمُهُ الأبَدىُّ ألا يهرب الحَرفُ

وأنْ تـَبقى سماتُ النور ِ

من حَوْلـَى مُحبـِّينا

مُرَفرفة ً .. وَخاشِعَة

وَها نـحنُ

ووجْهُك ِ يَدخلُ الفردوسَ

فى أسْبَاطِهِ فـَـرحا ً

أخذتُ الحُلمَ من عـَينيك ِ ..

ذكرى عالم ٍ يـَأتى

فأسلـَمْتُ

وَقلتُ : اللهَ ..  رُدَّ جَريحىَ القلبَ ً..

فقـَد  زلَّ

وَ خَاضَ العـَتمَة َ الصَّمَاءَ

والأوهامَ والظلَّ

وظنَّ الطيرَ من حَوْلـَى مُحبـِّينا

مَلائكة ً .. مُرفرفة ً

ووحيَا ً منكَ ..

لا يأتى لهُ البَاطلْ

وَنالَ العقلَ فى دِعَة ٍ

فحَطـَّتْ حَولـَهُ الطيرُ

العيون التى

 

إن العيونَ التى فى طـرفها حـــور

قتلــْـــننا ثــمَ لمْ يحييــن قتـــــــلانا

جرير

 

وَكنتِ أنتِ ..

قبلَ أنْ تكونَ فى الذرى

فرَاشَة ٌ

تطيرُ نـَحوَ سُلـَّم ِ الرُؤَى

الرتيبِ والبَديعْ،

وَمقلتاكِ كَانتا

عَوَالِمَ التـَّخَلـُّقِ الوَليدِ

مَدَّ  لى سَحَابَةَ التشوُّقِ الغـَريبِ

سِحرُكِ الوَديعْ 

فانتبَهْتُ

لحظة الشروق ِ للهَوَى

مَددتُ مُقلـَتىَّ للسَمَاءِ

باحثا ًعن الهدَايةِ التى

تنامُ فى عَينيكِ والحَوَرْ

وَكنتِ أنتِ-

مُنذ ُأنْ تَعَطـَّشَتْ

بـِحَارُ عشـْقىَ المجنون ِ

للشطوط ِ- رائعة

مِنديلـُكِ المَشْغولُ بالحَرير ِ

 يَسْتـَحِى

وخوفـُكِ البَرئُ

 من لقائِنـَا الصَّغيرْ

لامْ ...وكنتِ فى بدايةِ الكلامْ

عَلامة َ استفهامْ ..

وقلتِ : لا أنامْ

وحرَّفَ الكهَّانُ قِصَّتى .. وَقصَّتِكْ

كأنـَّمَا مَعَالِمُ السمَاحَةِ التى

على عينيكِ مُعْجـِزَة

يا أيها الكهَّانُ

ياصنـَّاعَ هذا العالمَ الملئ بالكوارثْ

هلا رأى بَصيرُكُم فتاتى الجَميلة؟

أبصَرتُهَا الصباحَ

تَعـبُرُ المَحدودَ للمَدَى

وتَعبرُ الجُسُورَ للشَذى

ومنذ أنْ تَبَسَّمَتْ

كأنمَا الشموسُ أشرَقـَتْ

وقامَ من قبورنـَا الجمالُ

 مرتين

قالتْ لىَ : السلامْ ... لا أنام

- نمتُ ليلتين

وقلتُ للرفاق :

"تلكم الحقيقة ُ التى

تقولها السواسنُ الصغيرة

عودوا إلى منابع ِ المياه"

وسرتُ منذ أن ألقيتِ لى

وريقة ً صغيرة ً إلى الذرى

أشقُّ أفرعَ الحَياةِ

 بَاحثا ًعن الحَياة

وقلتُ : يَاه

هل المَلائكُ التى تنامُ فى عَينيكِ

تـَسْتَحمُّ بالندا الطرىِّ

فى الصَّباحْ ؟

وهل أغانى السِّحْر ِ

ترتـَوى مِن الخلودْ ؟

أشفقتُ أنْ أظلَّ هكذا إلى الأبدْ

وثاقىَ التمزُّقُ

الذى يشدُّنى إلى ارتعَاشَةِ الجَسَدِ

ولعنتى المَوَاتُ ... ينخُرُ العظامَ

والترَابُ يَدْخلُ الرئة

ويَطلـَعُ الدَّرَجْ

يَدقُّ بابى الخـَئونُ فى لـُحَيظةِ اللقاءِ

: عُدْ

: قِفِى

فتلكَ لحظة ُاللقاءِ

لنْ أعودَ للمدَى

هذا أنا  وَجدتُ ضالتى

لكنـَّمَا المَلائكُ التى تـُنَغـِّمُ

الوجودَ واللوحَاتِ

عَبرَ الحُجرةِ الصغيرةِ

تَحُولُ بَينَ كفـِّىَ الصغير ِ

 وارتعاش ِ هَامتِكْ

           : لا .. ليسَ للمَلاكِ أنْ يَمدَّ

   راحَتيهِ للبـَشَـرْ

         وَقلتُ : هلْ أرَاكِ ؟

 

إنَّ العيونَ التى فى طـرفِهَا حَوَرٌ

قتلـننـا ثــمَّ لـَـمْ يُحْــييــنَ قتـْــلانا