وجع قلب

أوقفوا هذه الفوضى

هبة عمر
هبة عمر

مع امتداد العمران والبناء فى أرجاء محافظة القاهرة وما حولها من مدن جديدة تتكرر مشكلات قطع المياه والكهرباء وأحيانا الغاز بسبب حوادث الحفارات المستخدمة فى حفر الأرض لتنفيذ المشروعات، وما ينتج عنها من معاناة كبيرة لسكان المناطق المحيطة بالمشروع، رغم وجود مركز معلومات لشبكات مرافق القاهرة وهو الأول من نوعه فى الشرق الأوسط وافريقيا إذ يوفر قاعدة بيانات متكاملة حول شبكات المرافق فى باطن الأرض للاستفادة منها فى المشروعات القومية والاستثمارية  ويتبعه عشرة مراكز فى محافظات الدلتا والصعيد، التى يفترض أن تستخدمها أى شركة مقاولات قبل تنفيذ أى مشروع، فهل يحدث هذا بالفعل؟

منذ أيام تم قطع المياه عن عدة مشروعات بالقاهرة الجديدة، ومنها مشروع دار مصر، بسبب قطع حفار لكابلات الكهرباء التى تغذى محطات المياة، وقبلها تكرر نفس الأمر أكثر من مرة فى نفس المنطقة، وقبلها أيضا تسبب حفار فى قطع الكهرباء عن مدينة العريش وانقطعت أيضا خدمات الاتصالات والإنترنت وعدة خدمات حكوميه، ولا ينسى أحد الحادث المروع فى أبريل عام ٢٠١٧ حين اصطدم حفار تابع لهيئة الصرف الصحى بخط للغاز الطبيعى فى القاهرة الجديدة راح ضحيته مواطن وأصيب ١٧ آخرون، وتسبب فى حريق كبير أغلق محاور الطرق الرئيسية، وتكرر أيضا فى مدينة الزقازيق بالشرقية، وفى كفر طهرمس بالهرم، وكلها كان السبب الرئيسى فى حدوثها إهمال شركات المقاولات المسئولة عن الحفر فى تلك المناطق واستهتار السائقين، وبالطبع كانت الخسائر تقدر بملايين الجنيهات غير الضحايا من المتوفين والمصابين.

وقف هذه الفوضى يتطلب وقف العشوائية والاستعانة بالعلم بدلا من «الفهلوة» والتعامل مع أعمال الحفر الممتدة والمستمرة بفهم كامل لما يمتد تحت الأرض من شبكات مياه وكهرباء وغاز واتصالات والاستعانة بالخرائط التى تكشف مسارات الخطوط والشبكات المختلفة، وتدريب السائقين عليها ومحاسبة كل مسئول يقصر فى أداء مهمته وتوفير المعلومات الصحيحة قبل تنفيذ أى مشروع.