بعد فيلم أصل الحكاية .. محمد أمين مخرج إثارة الجدل

المخرج محمد أمين
المخرج محمد أمين

خيرى‭ ‬الكمار

يعتبر محمد أمين، من أهم المخرجين الموجودين على الساحة السينمائية المصرية، ويتميز بأنه مخرج دائما ما يبحث عن الخروج عن المألوف والتقليدي في السينما، فمنذ بدايته وحتى الآن يحرص على تقديم موضوعات مهمة تخص المجتمع، وبتناول جريء، لهذا تصطدم أفلامه مع الرقابة وتثير ضجة وتصر الرقابة على حذف العديد من مشاهدها، ويجاز بعضها للعرض “للكبار فقط”، ومنها أحدث أفلامه “أصل الحكاية”، الذي حصل على موافقة الرقابة على العرض بتصنيف “+18”، وكان من المفترض أن يعرض يوم 24 يناير، لكن تأجل عرضه فجأة بدون أي أسباب، وعن تفاصيل الفيلم وأفلامه الأخري التي اصطدمت مع الرقابة وأثارت الجدل.. نتحدث في السطور التالية.

“أصل الحكاية” 

رغم أن سيناريو فيلم “أصل الحكاية” تأليف وإخراج محمد أمين إلا أنه لم يواجه أي مشاكل داخل الرقابة، أو لم يثار أي أخبار حول ذلك، إلا أنه بعد الانتهاء من تصويره حصل على موافقة الرقابة على عرضه بتصنيف عمري “18+”، أي “للكبار فقط “، وهو ما اعتبر مفاجأة، لأن أحداث الفيلم تدور في إطار اجتماعي كوميدي، حول فكرة بسيطة، هي إختلاف أفكار مجموعة من الأشخاص داخل أسرة واحدة، والصراع بينهم بسبب ذلك، وردود أفعالهم اتجاه غرائزهم المختلفة، ورغم أن فكرة الفيلم تبدو بسيطة وتعتمد على التناول الكوميدي، لكن يتضح من التصنيف العمري، أن أمين تناول موضوع الفيلم بشكل جريء، أو بتناول فكري يحمل أبعاد عديدة جعلت الرقابة تصرح بعرضه بهذا التصنيف العمري، والمفاجأة الأكبر كانت في عدم عرض الفيلم بالموعد المحدد له، وتأجيله بشكل مفاجئ، وكأن أمين لا ترى أفلامه النور إلا بصعوبة، ودائما ما تؤجل دون أسباب واضحة، لتثير جدل قبل وبعد عرضها. 

فيلم “أصل الحكاية” بطولة خالد الصاوي وبيومي فؤاد وشيري عادل وكريم عفيفي وهالة فاخر ومحمد ثروت وعلاء مرسي ومحمود حافظ.

“فيلم ثقافي”

بدأ محمد أمين مشواره السينمائي عام 2000 والذي شهد تقديم أول أفلامه كمؤلف ومخرج، وهو “فيلم ثقافي”، والذي كان اسمه كاف لإثارة ضجة من قبل عرضه، حيث كان هذا الاسم يستخدم بين الشباب للإشارة إلي الأفلام الإباحية، وتناول الفيلم مجموعة من مشاكل وأزمات الشباب، خاصة عدم قدرتهم على الزواج، وذلك من خلال 3 أصدقاء يسعون لمشاهدة فيلم إباحي ويواجهون العديد من العقبات من أجل تحقيق هذا الأمر، والذي يعد بمثابة حلم لهم ولغيرهم من الشباب، وقام ببطولة الفيلم فتحي عبد الوهاب وأحمد رزق وأحمد عيد، وواجه الفيلم عدة مشاكل مع الرقابة، التي اعترضت على العديد من مشاهده، ولم تصرح بعرضه إلا بعد حذف العديد من المشاهد، ومنها خط درامي كامل، وأثار الفيلم ضجة كبيرة وقتها، وحقق نجاحا فنيا جيدا.

“ليلة سقوط بغداد”

في عام 2005، قدم أمين ثاني أفلامه كمؤلف ومخرج، وهو “ليلة سقوط بغداد”، الذي تناول من خلاله تأثير الحرب الأمريكية على العراق، من خلال شعور ناظر مدرسة أن ما حدث للعراق يمكن أن يحدث لمصر، وتفكيره في إمتلاك مصر سلاح ردع يمكن من خلاله التصدي للقوة الأمريكية، وقد تناول أمين هذه الفكرة في إطار اجتماعي كوميدي لكنه ينتمى للكوميديا السوداء، وقام ببطولة الفيلم حسن حسني وأحمد عيد وبسمة وهالة فاخر ويوسف داود ومحمد الصاوي، وواجه الفيلم عدة أزمات مع الرقابة، التي طالبت بحذف العديد من مشاهده، خاصة التي تخص أمريكا، لكن بعد مفاوضات عديدة وتأجيل عرضه أكثر من مرة، تم التصريح بعرضه تحت تصنيف “للكبار فقط”، كما شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، وأثار جدل وضجة كبيرة عند عرضه تجاريا، محققا نجاحا كبيرا جماهيريا وفنيا. 

“بنتين من مصر”

ثالث أفلام أمين كمؤلف ومخرج كان “بنتين من مصر” الذي قدمه عام 2010، بطولة زينة والأردنية صبا مبارك وأحمد وفيق، والذي تناول من خلال قصته تأخر زواج فتاتين ومعانتهما بسبب العديد من المشاكل الاجتماعية المهمة في المجتمع المصري، ليعكس من خلال ذلك كل أزمات المجتمع على كل المستويات، ومثل فيلميه السابقين واجه الفيلم مشاكل مع الرقابة، والمطالبة بحذف بعض مشاهده، وبالفعل حذف أمين العديد من مشاهد الفيلم حتى يتمكن من تقديمه، وآثار الفيلم ضجة كبيرة بعد عرضه تفوق الفيلمين السابقين، وشارك في بعض المهرجانات، وحقق أيضا نجاحا فنيا وجماهيريا.

“فبراير الأسود”

عام 2013 قدم أمين فيلمه الرابع، “فبراير الأسود”، من تأليفه وإخراجه، وبطولة خالد صالح وطارق عبد العزيز وألفت إمام وميار الغيطي وإدوارد وأحمد زاهر وسليمان عيد، والذي طرح من خلاله تراجع أهمية العلم والعلماء في المجتمع والاهتمام أكثر بأصحاب السلطة والثروة، وتناول هذه الفكرة في إطار من الكوميديا السوداء، ولم يواجه الفيلم أزمات ومشاكل رقابية كبيرة  مثل الأفلام السابقة، لكنه أثار ضجة عند عرضه، وحصد اهتمام نقدي كبير للقضايا التي طرحها، وحقق نجاح جماهيري جيد. 

 “‏التاريخ السري لكوثر”

بدأ أمين تصويره عام 2017، وهو من تأليفه أيضا، وبطولة ليلى علوي وزينة ومحسن محيي الدين، وتدور أحداثه حول الصراع الذي شهده المجتمع المصري عقب ثورة يناير 2011، ومدى أهمية إمتلاك الإنسان للوعي الكامل بكل ما يحدث حوله، حتى يستطيع تحديد مصيره، وواجه الفيلم العديد من المشاكل والأزمات الإنتاجية والرقابية، وأمتد تصويره حوالي 6 سنوات، ورغم أن الفيلم تم الإنتهاء منه بشكل كامل منذ منتصف العام الماضي، وأصبح جاهز للعرض، إلا أنه كما أثير في الكواليس ظل يواجه مشاكل رقابية تمنع عرضه، إلى أن اعلنت بطلته ليلى علوي خلال العام الماضي في أحد البرامج التلفزيونية أنه سيعرض على منصة قريبا، وأنه لن يعرض في دور العرض، وهذا التصريح كان يشير بشكل غير مباشر أن الفيلم لم يستطع الحصول على موافقة الرقابة على عرضه تجاريا، ورغم ذلك فإن الفيلم لم يعرض حتى الآن على إحدى المنصات، وأصبح يواجه مصير مجهول.

“200 جنيه” و”المحكمة”

تعد تجربة “200 جنيه” و”المحكمة” استثناء في مسيرة أمين، حيث أنهما لم يواجها أزمات رقابية، حيث أكتفا فيهما بالإخراج فقط، وترك التأليف لأحمد عبدالله، وعرض الأثنان عام 2021، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها أمين فيلمين ليس من تأليفه، ويعرضان أيضا في عام واحد.. الفيلم الأول الذي عرض كان “200 جنيه”، الذي اعتمد على البطولة الجماعية لمجموعة كبيرة من الفنانين من خلال أدوار صغيرة، على رأسهم ليلى علوي وأحمد السقا وغادة عادل وهاني رمزي وإسعاد يونس وأحمد رزق وأحمد السعدني ومي سليم وآخرين، وطرح من خلاله فكرة تنقل ورقة مالية من فئة 200 جنيه بين العديد من الأشخاص من طبقات اجتماعية مختلفة، والفيلم الثاني هو “المحكمة” الذي أعتمد أيضا على البطولة الجماعية على رأسهم فتحي عبد الوهاب وغادة عادل ويسرا اللوزي وجميلة عوض ونجلاء بدر وأحمد خالد صالح وآخرين، وتناول من خلاله مجموعة من القضايا المهمة والجريئة.

اقرأ  أيضا : فيلم «أنف وثلاث عيون» يحقق 261 ألف جنيه في يومين


 

;