لأول مرة فى تاريخ بطولة الأمم الأفريقية يخرج جميع المنتخبات العربية مبكراً.. وتقام مباريات دور الثمانية بدون أى منتخب عربى.. الأمر الذى يعنى أن هناك خطراً شديداً أصبح واقعاً ولابد من إعادة الحسابات لأن أفريقيا السمراء «بتجرى» كروياً ونحن مازلنا مشغولين فى الأزمات والصراعات والمجاملات وفيتوريا.. عفواً الفاشل!!
هناك منتخبات تفوقت وتألقت بشكل ملحوظ فى أمم أفريقيا ببلاد «الأفيال» كوت ديڤوار.. التكهنات كانت تشير إلى أن التاريخ سيلعب لعبته مثل بطولات سابقة.. لكن الدنيا بالفعل تغيرت.. وهناك من نجح بالفن واللعب والقوة والمهارات.. وهناك من سانده الحظ والتوفيق مع الوضع فى الاعتبار أن المهارات والروح عامل أساسى فى الوصول إلى درجة الإجادة.
وصل منتخب كوت ديڤوار إلى المربع الذهبى.. الأرض بالفعل والجماهير وربما الدعوات ساندت منتخب الأفيال غير المقنع و«المبخت».. فكان التفوق على حساب منتخب مالى أحد أفضل منتخبات البطولة.. والأمور «ماشية» مع منتخب كوت ديڤوار ولحسن حظ هذا المنتخب أنه سيلتقى مع الكونغو الديمقراطية نعم منتخب جيد جدا ولكنه ليس بشراسة منتخب نسور نيجيريا المتكامل.. القوى.. والذى جاء من بعيد حيث إن التكهنات لم تكن فى صالحه تماماً وأرى أن الأخضر النيجيرى وكاب فيردى أو الرأس الأخضر من أفضل منتخبات البطولة.. وأضاع «الكاب» الفوز والتأهل إلى المربع الذهبى أمام جنوب أفريقيا بعد أن ضاعت الهجمات السهلة.. وتفوق ويليامز حارس جنوب أفريقيا وأحد نجوم البطولة.
الحوار والرغى والكلام عن البطولة لن يتوقف أبداً لأنها أمم الغرائب والعجائب.. وتستحق الاهتمام والبدء من جديد فى العمل الجماعى من أجل الوصول إلى نقطة الحل.. دائماً نتعاطف ونهتم جداً بعد كل أزمة.. ومع مرور الوقت تنتهى الأزمة على «فشوش» ويكون الضحية المسئول.. أو الاتحاد.. ويأتى بعده وبعده ولا جديد للأسف !
نعم شعبية اتحاد الكرة برئاسة الصعيدى المهذب جمال علام أصبحت فى «الحضيض».. لا يوجد أحد يوافق على استمرار هذا الاتحاد الذى جاء بفيتوريا الذى كنا نهتف له فى يوم من الأيام!!
نحن بالفعل شعب طيب جداً.. وكان التأييد لفيتوريا غير عادى وأتذكر أن الأبواق الإعلامية المختلفة والمتنوعة أشادت بعبقرية الرجل الذى يخطط لسنوات وسنوات وأنه حضر من البرتغال بأجندة.. وارتفعت حدة «التطبيل» بعد الفوز على بلجيكا بالكويت (2/1).. ولكن الأمور لم تتحسن أبداً فى المباريات الرسمية التى لعبها المنتخب وكان كل المنتخب بلا روح أو شكل أو منظر أو طريقة.. ولعل الحلم كان كبيراً فى هذه البطولة لكن الحلم تحول إلى كابوس!!
الخريطة تحتاج إلى التغيير الفورى.. هناك نغمة بأن المدرب المصرى لا يصلح أو غير موجود.. والسؤال ماذا فعل رجال اتحاد الكرة من أجل إعداد وصقل ابن البلد؟
أتذكر أن د. عبدالمنعم عمارة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة كان قد بادر بسفر المدربين أولاد البلد إلى دورات خارجية مثل ليبزج بألمانيا وهى إحدى الدورات الدراسية الكبرى مع فرق كبيرة للتعلم والمعايشة.. وكان الأمر إيجابياً جداً.. وهذه الأمور أصبحت غير موجودة ولا يوجد مدرب «بيصرف» على نفسه فى التعليم إلا على ماهر مدرب المصرى البورسعيدى حسب معلوماتى أو ما سمعت!!
لابد من وضع برنامج كامل، لأن المنتخبات الصاعدة أو التى ستمثل المستقبل.. لا حول ولا قوة.. لن نستطيع أن نصمد أمام الطوفان الأفريقى والدليل النتائج التى شاهدناها.. باستثناء المنتخب الأوليمبى الذى صعد لأوليمبياد باريس ويعانى من الإهمال والتجاهل وعدم توفير البرنامج الذى يليق بالحدث!!
المنظومة فعلاً «خربانة» داخل اتحاد الكرة والدليل إجادة وتألق والشرف الذى شعرنا به فى وجود الحكام محمد عادل وأمين عمر ومحمود البنا بأمم الأفيال وسيطرتهم التامة على نجوم القارة والمدهش أن رئيس لجنة الحكام الخواجة بيريرا كان غير معجب ببعض هذه الأسماء!
الواضح أن العيب فى المناخ العام وافتقاد التحكيم الثقة على أرضه لأنه غير مسنود أقصد «الجبلاية بيعاه».. وبالتالى الأمر ليس فى فيتوريا فقط بل أن هناك منظومة يجب أن تتغير وأولها هذا البيريرا الذى لا دور له ويحصل أيضاً على دولارات المصريين!
الأمور من الممكن أن تتحسن جداً فى المرحلة المقبلة.. وعلى كل فرد يشعر بأنه فاشل ولن يعطى ووجوده مرفوض عليه أن يرحل بالسلامة لأن شكله أصبح فعلاً «بايخ»!