من الآخر

«الجبلاية» .. وحازم وفيتوريا

د.أسامة أبوزيد
د.أسامة أبوزيد

لابد أن يخرج اجتماع مجلس إدارة اتحاد الكرة غدًا بقرارات قوية تهدئ من حالة الغضب الشديد التى انتابت الوسط الكروى بعد خروج المنتخب المهين من أمم أفريقيا، والإهانة تكمن فى أن آمال المصريين كانت كبيرة جدًا فى أبنائها الذين افتقدوا الكثير من حماس البطولة.

لابد أن تنهى الجبلاية حدوتة الخواجة فيتوريا الذى أصبح وجوده أمرًا يزعج ويحبط المصريين حيث إنه المتهم الأول فى الخسارة والخروج الأفريقي.

كنت أتمنى أن يعلن مجلس إدارة اتحاد الكرة بالكامل استقالته بعد توديع البطولة على يد الكونغو ولكن الواضح أن هؤلاء الأشخاص المحترمين يتمسكون بالكراسى وإن كان وجودهم ليس مرغوبًا فيه من كل من يتابع كرة القدم أو يهتم بها، لم ينجح الاتحاد فى دخول قلوب المصريين وإن كانت الحسنة الوحيدة تأهل المنتخب الأوليمبى إلى أولمبياد باريس، ويقال إن المدرب الموجود مع الفراعنة الصغار البرازيلى ميكالى مدرب له قدرات جيدة وسبق أن تولى منتخبات وبالتالى فإنه يمتلك خبرات، بعكس فيتوريا الذى جاء إلى المنتخبات، بعد مشوار مع الأندية، وتدريب المنتخبات ظاهرة جديدة بالنسبة له، ونحن نحتاج إلى مدرب صاحب اسم وشهرة وسيرة ذاتية على مستوى المنتخبات.

سبق أن تولى تدريب منتخب مصر ثنائى استطاع أن يحقق إنجازات مثل كوبر الأرجنتينى، تأهلنا معه إلى مونديال روسيا 2018، وكيروش البرتغالى لعبنا معه نهائى كأس الأمم الأفريقية وخرجنا من تصفيات كأس العالم فى المباراة الفاصلة، وكلاهما على أيدى السنغال المدجج بالنجوم العالمية، ولكن بركلات الجزاء الترجيحية فى المناسبتين..

وكيروش كانت لديه قدرات كبيرة وطرق تدريبية منظمة ويلعب بمتهى الاحترافية وكان من أكثر المدربين الذين تركوا بصمة على الكرة المصرية وبالتالى فإن عودته بصلاحيات مطلوبة إن كانت الحسابات التعاقد مع مدرب أجنبى.

لا مجال للتهاون أو تلميع الأمور، لأن تصفيات التأهل للمونديال موجودة وقريبة وغير مضمونة، المدرب القادم لابد أن يكون له خبرات ويعرف قدرات المنافسين، وأعنى أنه لا مجال لبقاء فيتوريا تحت أى بند مهما كان الشرط الجزائى، ومن جاء بالعفريت فليصرفه، وأقصد هنا حازم إمام الذى يجب أن ينهى هذا الجدل مع فيتوريا، ويجب أن يعلم فيتوريا نفسه أن بقاءه غير مستحب تمامًا مثل اتحاد الكرة.

نعم هناك أشهر قليلة على انتهاء مدة مجلس الجبلاية، وسيأتى مجلس جديد بعد الانتخابات التى ستجرى بمجرد انتهاء أولمبياد باريس، وأتصور أن الساحة لا توجد بها أسماء تستطيع القيادة فى المرحلة الصعبة القادمة، وبالتالى فإن البحث فى الدفاتر سيتم، وأتصور أن هانى أبوريدة المندوب الأفريقى فى الاتحاد الدولى لكرة القدم سوف يعود ويحدث حالة إيجابية على مستوى نتائج الكرة المصرية.

سعدت جدًا بما قرأته على لسان حازم إمام بعد أن عاد من رحلة كوت ديفوار، حيث أكد أنه يفكر فى تقديم استقالته، أتمنى أن يفعلها حازم إمام لأنه خسر الكثير والكثير فى مهمة الاشراف على المنتخبات، لأن الأمور كانت تسير عكس المصلحة العامة، وهناك لاعبون كانوا يشاركون فى البطولة بالمجاملة أو التدخلات، فالانضباط لم يكن موجودًا، وهذا لن يتكرر فى المستقبل بإذن الله.

أمر غريب ومؤسف جدًا أن يكون هناك قناعة من مجلس إدارة اتحاد الكرة بأن وجوده غير مطلوب وأن غالبية المصريين يوجهون إليه أصابع الاتهام بالتقصير بل بالفشل ومع ذلك يريد البقاء والاستمرار.. عيب.

قصة أبوجبل وإعلان وجوده فى الأهلى ثم استبعاده فى اللحظات الأخيرة فيلم دراماتيكى من المستحيل أن يكون الفاعل هو الأهلى .. الموقف فتح الباب للقيل والقال والمهاترات، وفى النهاية الأهلى يحتاج إلى حارس مرمى صاحب خبرات تقود المسيرة مع مصطفى شوبير نظرًا لإصابة الشناوى.

الإعلان عن صفقة جابسكى قبل مباراة الكونغو أمر خاطئ جدا لأن جابسكى الذى شاهدناه ليس أبوجبل الذى نعرفه، المستوى ضعيف والفورمة ليست موجودة ووجوده فى المنتخب كان مجاملة.

صفقة عبدالله السعيد فى الزمالك كانت مطلوبة منذ سنوات وسنوات.. عبدالله من أصحاب الخبرات ويستطيع قيادة الفريق الأبيض داخل الملعب، لأنه لاعب صاحب شخصية ومهذب ولاعب موهوب ويصنع الفارق.

نعم عبدالله سنه كبير ولكن خبراته أكبر والزمالك يستطيع الاستفادة من إمكانياته بشرط اللعب بطريقة تساعده على التألق.. السعيد لاعب مميزة ولكن التشكيل يجب أن يكون فيه «عجوز» واحد فقط، لأن أكثر من ذلك سيتأثر الأبيض أبوخطين حمر، أقصد فترات وجود عبدالله فى الملعب لا يجب أن يكون متواجدًا بها شيكابالا أحد الموهوبين الممتعين والعباقرة فى ميت عقبة، ولكن الملعب ميستحملش اتنين.

كل الاحترام والتقدير لما بذله مجلس حسين لبيب لإنهاء الأزمات العويصة من فك القيد وإبرام صفقات جديدة وبعدد وافر يسد النقص فى الصفوف والأهم فى زمن قياسى.. برافو .