صدى الصوت

حالة معرض الكتاب

عمرو الديب
عمرو الديب

نجح على مدى دوراته المتتالية فى أن يسكن الضمائر، ويستقر فى الوجدان، وصار علامة فى حياتنا المعاصرة تلتمع فى الأفق، ليس فقط لدى حشود القارئين، ولكن عند  جموع المتطلعين إلى قضاء أوقات دافئة فى أجواء راقية، وقد امتد تأثير معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى انطلقت أحدث نسخه منذ أيام إلى أوساط القارئين بالعربية فى كل مكان، وأيضاً إلى دوائر الباحثين عن المعرفة فى أوعيتها الصافية العريقة بشتى لغات الأرض، والعجيب أن معرض القاهرة العريق حقاً لم يفقد بريقه بعد تطور الأدوات، وظهور الوسائط الحديثة الناقلة للمعرفة، ولا أعنى فقط الكتب «الإلكترونية»، والموسوعات الرقمية، وإنما أقصد أيضاً المنصات التى تروج للكتب الورقية على اختلاف تخصصاتها، وأحجامها وأشكالها، وتسهل الحصول عليها، ووصولها إلى أى مكانٍ عبر شبكات البريد المتعددة، ورغم كل هذه التطورات لم يفقد معرضنا حيويته، وتأثيره، ودوره، ومكانته عند حشود العاشقين للمعرفة، وجموع المغرمين بالقراءة علاوة على الآلاف من المتطلعين إلى استكشاف ذلك العالم الذى قد يبدو غريباً لديهم ، وذلك لأن معرض القاهرة العريق  نفذ إلى الذاكرة الشعبية المصرية حقاً، واستقر فيها بما أحدثه من حالةٍ عجيبة قد يصعبُ وصفها هل صار طقساً سنوياً؟ أم موسماً للشغف؟، وإرواء الفضول؟ أم أصبح ملاذاً للباحثين عن الدفء وسط الحشود فى برد الشتاء القارس وصقيع الوحدة القاسية؟، والمؤكد أنه يستدعى أجواء جذابة ساحرة، وينسج حالة مجتمعية لافتة تطبع أيام فترة انعقاده بألوانٍ باهرة تثير مشاعر وأحاسيس متفردة، والحقيقة أن هذا الحدث الكبير الذى يُعد أبرز هدايا الثقافة المصرية إلى مجتمعها، وإلى محيطها العربى يشهد تطوراً مستمراً مع كل دورة جديدة، وأرجو أن تتخلص نسخة هذا العام من أية هناتٍ- ومنها أن بعض المشاركين فى برامج الفعاليات علينا إعادة النظر بالنسبة إليهم لعدم إرتباطهم الوثيق بعالم الشخصية التى يتحدثون عنها وعدم إلمامهم بمنجزها أو بالقضية المثارة للنقاش- وأرجو أن تحرز هذه الدورة نجاحاً يفوق ما تحقق فى العام الماضى بشهادة حشود الزائرين التى أذهلت أعدادها المراقبين.