على باب الوزير| الحياة بعد الستين

الحياة بعد الستين
الحياة بعد الستين

دينا عرفة

الباقى من الرحلة قليل.. أردد دائما هذه الجملة علما بأن المحطات كانت شاقة وصعبة - تحملتها - لأننى كنت أتمتع بصحة جيدة طيلة السنين، كنت شابا لا أبالى،تزوجت ورزقت بأولاد، أتعب من أجلهم، كان بداخلى فرحة وأنا أترقب ومنتظر ساعة التقاعد لشعورى بالراحة والاستقرار حتى جاءت آخر محطة فى إنهاء مسيرتى الوظيفية، لكن بكل صراحة لو القرار لدى لأتمنى أن يرجع بى الزمن وأبقى فى عملى، أحيانا أغمض عينى وأتذكر عودتى من عملى لمنزلى وأصوات أولادى وحركتهم  التى كانت تملأ البيت وظروفى المادية التى كانت على ما يرام،فرق كبير بين الراحة المعنوية والمادية والتعب وقلة ذات اليد..

لم أتوقع أن يأتى اليوم الذى تتحول فيه حياتى إلى معاناة وأشعر بالحاجة فالمعاش أصبح لا يكفى حتى العلاج، الأيام تشبه بعضها وأمراض الشيخوخة أصبحت تلاحقنى مثل ظلى، هذا حال التيجان البيضاء الذين اكتست رؤوسهم بالشيب وبلغوا من الكبر عتيا ووصلوا من العمر أرذله وصاروا يصرخون بأعلى أصواتهم..

لا نريد مجرد البقاء أحياء ولكن نريد أن نعيش، نحيا حياة كريمة فهل يعقل أن يكون بعد ما كل سنين التعب والتفانى فى العمل أن نحمل هموما! فقدنا النوم فكيف أنام وأنا أفكر فى غد، ما بين التفكير فى احتياجاتى اليومية لى ولزوجتى ومعاناتى الشهرية أمام التأمين الصحى وطابورعلاج الطويل؟
باختصار هو كأس وداير والكل سوف يتذوقه فالحياة بعد التقاعد مريرة جدا.. فيا سادة أرحموا أجسامنا الضعيفة، وأنظروا لنا نظرة رحمة، الباقى من عمرنا لنستريح وليس للشقاء والذل، كانت هذه استغاثة شحاتة زكى عبد العاطى.