الرزق من تحميل ونقل القصب..

شيّال الحمول.. «الجمّال» مهنة شاقة للرجال فقط

محصول القصب ومهنة الجمال
محصول القصب ومهنة الجمال

بابتسامة تمحمو مشقة التعب، وعدم خفيف يداعب به مصدر رزقه الموسمي، وفرحة الأطفال الذين يسيرون خلفه، يقف الجمّال شامخًا ، يتحدى مشقة المهنة الصعبة ، بالصبر والرزق من تحميل ونقل القصب.

اقرأ أيضا | وزير التموين: احتياطي القمح يكفي 4.2 شهر والزيت 5.3 شهر والسكر 5.4 شهر

مهنة شاقة خاصة بالرجال فقط، تنشط في محافظة قنا، مع بداية موسم العصير، بعد حصاد محصول القصب ، في 120 ألف فدان في قنا.

«شيّال الحمول»، هي وظيفة الجمّال، وهي مهنة موسمية، يكسب فيها العامل قوت يومه، خلال موسم الحصاد، إذ يذهب إلى الأراضى الزراعية المزروعة بالقصب بعد الحصاد، ويحمل القصب على الجمال، ويسير في شوارع وطرقات، حتى يصل إلى عصارة القصب، التي تنتج العسل الأسود، أو الوصول إلى قاطرات القصب، التي يُشحن فيها القصب ، لتوريده إلى شركات السكر، لإنتاج السكر.

ومهنة الجمّال لم تقتصر فقط على حمل القصب لإنتاج السكر والعسل، بل يتم فيها تحميل القصب من "غيط لغيط"، لزراعة القصب ،إذ يحمل الجمل القصب بعد حصاده إلى أرض زراعية أخرى، ويتم تفريغ الحمولة " الذرّيعة" وتقطيعها لزراعة القصب.

كما يتم فيها حمل القمح والبرسيم، كما تستخدم أيضا لتعليق " التوب" الذي يقدم إلى مقامات أولياء الله الصالحين، في الاحتفالات بموالدهم ،كنوع من الزينة ووفاء بالنذر.

وتتصدر محافظة قنا،  محافظات مصر، في إنتاج السكر، إذ يصل إجمالي إنتاج السكر في المحافظة 300 ألف طن سنويا، بنسبة تتراوح ما بين  35 و 40 % من إجمالي إنتاج السكر في مصر.

وعرفت قنا بأن بها صناعات محلية عديدة مثل صناعة الفخار والفركة والعسل الأسود والجلاب، ولكن صناعة السكر تمثل استراتيجية كبيرة، يتم إنتاجه داخل 3 مصانع في المحافظة وهي مصانع سكر نجع حمادي ودشنا وقوص .

مع بداية شهر يناير من كل عام، تستقبل هذه المصانع،  محصول القصب من المزارعين،  وحتى شهر مايو، وفي هذه الفترة يتم حصاد القصب ، وإنتاج السكر " مزاج المصريين "، في موسم رزق للمزارع وللعمالة الموسمية مثل " الشحّانة والجّمالة والرغّابة".

و تبلغ المساحة المنزرعة بمحصول قصب السكر بالمحافظة حوالي 120 ألف فدان تمثل حوالي 35% من إجمالى المساحة المنزرعة بالقصب على مستوى الجمهورية تنتج حوالي 3 مليون طن قصب خام تنتج بدورها حوالي 300 ألف طن سكر سنويا .

ويعد موسم عصر القصب، يعد بمثابة موسم الخير للمزارعين ، لما يمثله محصول القصب من أهمية استراتيجية في توفير السكر ، كأحد أهم السلع الغذائية الأساسية للشعب المصري.

وتمر صناعة السكر ، بعدة مراحل، تبدت من عمليات الحصاد والتنظيف والنقل والشحن ثم التفريغ والعصر والمعالجة الكيميائية والحرارية والترويق وفصل الرواسب والتبخير والطبخ والبلورة وفصل السكر والتجفيف والتعبئة والتخزين .

ويرتبط عصر القصب بصناعات أخرى، كالسكر المبلور والمولاس والعسل الصناعي والكحول بجميع مشتقاته والخل وحامض الخليك الثلجي وخميرة الأعلاف وغاز ثانى أكسيد الكربون والفيناس والمذيبات العضوية والمواد اللاصقة وكبريتات الصوديوم وخميرة الخبز الطازجة والجافة والعطور ومستحضرات التجميل والزيوت والعجائن العطرية ومكسبات الطعم والرائحة والخشب الصناعي .