قول لين

العصفورة

محمد سعيد
محمد سعيد

تعلمت من السياسة وفنونها المختلفة ألا ألتفت للأيقونات المصنوعة التى تلفت الانتباه وتشتته عن الهدف الرئيسى.. كما تعلمت ألا تلعب المشاعر دوراً فى رؤيتى لحقيقة الأمور.. وتجنيب العواطف قبل الحكم على الأشياء..

وتعلمت أيضا ألا تجذبنى الأضواء المبهرة التى تزين العرض.. بل السعى للبحث عن الغرض من العرض نفسه.. فلا مجال فى السياسة وألاعيبها للعواطف، ولا حتى للصُدف.. إنها فن حاد بلا قلب أو مبدأ.. هى فن الممكن فى زمن المستحيل.. تتحكم فيها قواعد ميكافيلية جوفاء الغايات والوسائل. 

ومن منطلق أحكام ميكافيلية السياسة لم أتعاطف يوما مع جماعة أو حركة «وظيفية» صُنعت لتحل محل سلطة شرعية.. قدموها على أنها «أيقونة» المقاومة.. لم أر يوما فى هذا «الملثم» المختبئ خلف قناع المناضل أمام الكاميرا خارج أرض المعركة  بطلاً.. ماذا لو كان أساساً دمية ضمن أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعى وليس بشراً من لحم ودم؟! لا أفرق بين إنتاجه الفنى وإنتاج داعش والجماعات الإرهابية التى كانت تفسد فى سيناء وغيرها من أرض الدول العربية..لم تجذبنى بطولات الزيف ضد سفن الشحن فى البحر الأحمر.

الثابت عندى أنه لابديل للدولة الوطنية ومؤسساتها الشرعية بأى جماعة أو حركة أو شخص.. كل العصافير ستطير يوماً بعد انتهاء الإلهاء.. كل الأيقونات ستنهار بعد أداء الأدوار.. فإما الاستمتاع بالعرض.. أو الانتباه مبكراً للحفاظ على القضية والوطن.