خلال مؤتمر صحفى مع نظيره الصومالي:

السيسي: مصر لن تسمح بأي تهديد للصومال وأمنه

الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نظيره الصومالى حسن شيخ محمود خلال المؤتمر الصحفى
الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نظيره الصومالى حسن شيخ محمود خلال المؤتمر الصحفى

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس بقصر الاتحادية «حسن شيخ محمود» رئيس جمهورية الصومال الشقيقة.

صرح بذلك المستشار أحمد فهمى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية.

وأجريت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الصومالى، كما عقد الرئيس السيسى مباحثات ثنائية مع الرئيس حسن شيخ محمود بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما تطرقت المباحثات إلى بحث الاتفاق الذى تم توقيعه بين أرض الصومال وأثيوبيا مؤخراً، وكذا سبل تطوير علاقات التعاون المشترك بين البلدين فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والعسكرية خلال الفترة المقبلة.

كما تم التطرق كذلك خلال اللقاء لتطورات الوضع فى منطقة البحر الأحمر.

 الرئيس الصومالي: لن نسمح لأى دولة بالاستيلاء على أراضينا بما في ذلك إثيوبيا 

 نرفض اتفاقية أرض الصومال وإثيوبيا ولا أحد يحاول أن يجرّب مصر أو يهدد أشقاءها 

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن مصر لن تسمح بأى تهديد للصومال وأمنه، مجددًا الرفض للاتفاق المُوقع بين إقليم أرض الصومال وإثيوبيا مؤخرًا بشأن الاستحواذ على ميناء فى البحر الأحمر.

وأضاف الرئيس السيسى، أن مصر تدعم الصومال وترفض التدخل في شئونه والمساس بسيادته»، مؤكدًا أن الاتفاق بين أرض الصومال وإثيوبيا غير مقبول لأحد.

وشدد على دعم مصر للصومال في محاربتها للإرهاب والعمل على تطوير العلاقات، قائلًا: «إن الصومال دولة عربية ولها حقوق طبقًا لميثاق الجامعة العربية فى الدفاع المشترك لأى تهديد له».

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس السيسي، بقصر الاتحادية، عقب مباحثاته مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمود بحضور وفدي البلدين.
وقال السيسى: «إن مصر لن تسمح بتهديد الأشقاء إذا طلبوا منها التدخل»، مشيرًا إلى أن دولة الصومال دخلت فى مشكلة عام 1991 واستمرت هذه المشكلة والتحديات التى عصفت بقدراتها أكثر من 30 سنة.

ووَجَّه الرئيس رسالة للمصريين، قائلًا: «إن أي تحدٍ يمكن مجابهته طالما أن الدولة مستقرة وآمنة».

وأعرب الرئيس السيسى عن ترحيبه وسعادته بزيارة الرئيس الصومالى والوفد المرافق له لمصر، مشيدًا فى الوقت نفسه بالإنجازات التى تحققت خلال الفترة الماضية تحت قيادة الرئيس حسن شيخ محمود فى الصومال.. ونَوَّه الرئيس السيسى بالنجاحات التى حققها الرئيس الصومالى خلال الفترة الماضية منها مكافحة الإرهاب الذى تسبب فى حالة من عدم الاستقرار لمدة طويلة قد تصل إلى أكثر من 30 سنة فى البلاد، كما تمكن من شطب الديون التي أثقلت عاتق الدولة الصومالية والناجمة عن الظروف الاقتصادية الصعبة التى مرت مؤخرًا على البلاد.

وقال الرئيس السيسى: «إن الحكومة الصومالية نجحت خلال الفترة الماضية فى رفع الحظر عن توريد الأسلحة والمُعدات المفروض على الصومال منذ عام 1991»، مؤكدًا قوة العلاقة المصرية ـ الصومالية، واصفًا إياها بـ «التاريخية».. وأضاف السيسى: «إن مباحثتنا الثنائية مع الرئيس الصومالى كانت مباحثات بَنَّاءة جدًا فى سُبل تطوير العلاقات بين البلدين فى المجالات المختلفة، منها المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية».. وتابع الرئيس: «أننا مستعدون دائمًا لتطوير علاقتنا مع أشقائنا بأفريقيا وفي الدول العربية، والصومال دولة أفريقية وعربية مثل مصر، وعلى استعداد أيضًا أن نتطور ونتحرك بشكل إيجابي وبإرادة قوية في كل المجالات المتاحة»، مضيفًا: «نحن نقول دائمًا إن مصر لا تتدخل فى شئون الدول وتسعى للتعاون من أجل البناء والتنمية والتعمير».. وقال السيسى: «إن هناك موضوعًا مهمًا تحدثنا به يتعلق بموضوع الاتفاق الذي تم بين إقليم (أرض الصومال) وإثيوبيا فيما يخص إيجاد ميناء على البحر الأحمر، وتحدثنا على أننا في مصر كان لنا موقف تم تسجيله مباشرة في أعقاب الأمر ببيان لوزارة الخارجية يرفض التدخل في شئون الصومال أو المساس باستقلال ووحدة أراضيه ورفض هذا الاتفاق، ونحن نؤكد ذلك مرة أخرى وهو كان أحد النقاط التي تناولتها مباحثاتنا مع الرئيس الصومالي».
وأضاف السيسى: «أقول إن التعاون والتنمية أفضل كثيرًا من أي شيء آخر، ورسالتي الآن ليست لمصر ولا للصومال ولكن رسالتى للإثيوبيين، أنك تحصل على تسهيلات مع الأشقاء في الصومال أو في جيبوتي أو إريتريا فهو أمر متاح بالوسائل التقليدية، وأن تبقى لك فرصة أن تستفيد من الموانئ الموجودة في هذه الدول أمر لا يرفضه أحد، ولكن محاولة القفز على أي أرض من الأراضي حتى تستطيع السيطرة على تلك الأراضي بشكل أو بآخر مثل الاتفاق مع (أرض الصومال)، بالتأكيد لا يوجد أحد يوافق على ذلك».
وقال الرئيس السيسى: «إن الصومال دولة عربية ومن ضمن أعضاء جامعة الدول العربية ولها حقوق طبقًا لميثاق الجامعة في الدفاع المشترك عن أي تهديد تتعرض له»، مؤكدًا أن حديثه لا يعتبر تهديدًا لأحد، ولكن لكى يفهم الجميع أن مصر لن تسمح لأحد بتهديد أو المساس بالصومال، قائلًا: «لا أحد يحاول أن يجرب مصر أو يهدد أشقاءها خاصة لو طلبوا منا الوقوف معهم».

وأكد الرئيس السيسي أن مصر لا تهدف إلا للبناء والتنمية والتعمير، مطمئنًا الرئيس الصومالي بأن مصر تقف إلى جانب الصومال من أجل البناء والتنمية والتعمير، داعيًا الجميع إلى التعاون وإيجاد لغة للحوار بعيدًا عن التهديد أو المساس بأمن واستقلال الدول.

ووَجَّه الرئيس رسالة إلى المصريين قائلًا: «إن الصومال دخل في مشكلة عام 1990، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن استمرت المشاكل والتحديات التي عصفت بقدرات الدولة لمدة أكثر من 30 عامًا»، مشيرًا إلى أنه دائمًا ما يدعو المصريين إلى الحرص على بلادهم والمحافظة على استقرارها.

وأضاف الرئيس السيسى: «أن أى تحدٍ يمكن مجابهته طالما أن الدولة مستقرة وآمنة، ولكن في حالة دخول الدول فى حالة عدم الاستقرار يكون الخروج من هذه الحالة ليس بالأمر السهل ويستغرق ما بين 20 إلى 30 عامًا».

وأشار الرئيس إلى أن حجم اقتصاد الصومال يبلغ نحو 7 مليارات دولار وتعداد سكانها يقدر بنحو 25 مليون نسمة، قائلًا: «تصوروا لو أنه منذ عام 1990 حتى اليوم الاقتصاد الصومالي يزيد بمعدل مليار دولار سنويًا، كم كان سيكون رقم اقتصادها الآن»، مشيرًا إلى أن كل هذه مقدرات تم إهدارها على شعب الصومال وتبدأ من جديد في التعمير والبناء.
وأعرب الرئيس السيسي، في ختام كلمته، عن ترحيبه مجددًا بنظيره الصومالى، متمنيًا له التوفيق.

ومن جانبه أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أن مصر تعتبر حليفًا تاريخيًا ودولة شقيقة وصديقة للصومال، معربًا عن تطلعه إلى المزيد من الرخاء والتعاون القائم على الاحترام والمنافع المشتركة بين البلدين.. وثَمَّن الرئيس الصومالي الدعم الفوري من الرئيس السيسي للصومال عبر إدانة والتصدى لمحاولة إثيوبيا غير القانونية تقويض السيادة وسلامة الأراضي الصومالية.

وأشار إلى أنه ناقش مع الرئيس السيسي تعزيز العلاقات بين البلدين، مضيفًا: «لدى الصومال رغبة قوية للعمل مع مصر لتعزيز الروابط الاقتصادية والأمنية والسياسية، خاصة في هذا الوقت من حالة عدم اليقين الجيوسياسية والفوضى في النظام العالمى».

ولفت الرئيس الصومالي إلى أن جميع الشركاء الدوليين والإقليميين يقدمون كل الدعم من أجل التزام إثيوبيا بالقانون الدولي واحترام سلامة الأراضي الصومالية وسيادتها، مشددًا على أن أن البحر الأحمر جزء أساسي من التجارة العالمية، ويقدم فرصًا حالية ومستقبلية لجميع البلدان، خاصة لدول الجوار المُطلة عليه، وكذلك الخليج العربى.

وتابع: «لدينا إمكانات وفرص كبيرة، ولن نسمح لأي دولة بالاستيلاء على أراضينا، سواء إثيوبيا أو أى دولة أخرى.. ورسالتنا للشركاء الدوليين بأن الشراكة بين مصر والصومال في كل المجالات لا تهدد أى بلد آخر».

وقال الرئيس الصومالي «إنه لشرف لي أن أتواجد هنا في القاهرة معكم.. وأتطلع إلى تعزيز والدفع قدمًا بنتائج مناقشتنا اليوم من أجل مستقبل مُثمر للبلدين».