صدى الصوت

معرض الكتاب .. موعدنا

عمرو الديب
عمرو الديب

لم يكن رائدًا فى منطقته وسباقًا فى إقليمه فقط، ولكن فى القارة بأسرها برز كنموذج مشرق ساطع يرفرف فى شرفات عالمه، لذلك بدا معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى نستقبل نسخته الجديدة بعد نحو عشرة أيام كعلم مصرى مرفرف فى أفق الثقافة العربية، وسطع ملهمًا البلاد الشقيقة كى تنسج على منواله، وتحتذى تجربته حتى صارت معارض الكتب تتوج هامات معظم العواصم العربية، والمدن الكبرى فيها تأثرًا بمعرض القاهرة الرائد العريق الذى انطلقت أولى دوراته عام 1969 فى عهد وزير الثقافة النابه الفذ د. ثروت عكاشة، والمفكرة الرائعة الراحلة د سهير القلماوى أول مديرة للمعرض باعتبارها رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب.. الجهة المنظمة للحدث الكبير الذى صار بصمة محفورة فى الضمير الثقافى العربى، وأصبح علامة بارزة فى أفق عشاق المعرفة من مختلف البلدان العربية، والإفريقية، وأيضًا الأجنبية التى يعرف أبناؤها اللسان العربى، أو يدرسون فى مصرنا فى دور العلم فيها، ومعاهدها العريقة، وأكاديمياتها المتميزة، وكما قلت مرارًا أن معرض الكتاب يقف شاهدًا دائمًا على التفوق الحضارى لبلادنا التى تلقى الجحود من بعض أبنائها، وتتحمل سخافات الموتورين، والحاقدين على أصالتها، وعراقتها، وتميزها، وفى كل نسخة من نسخه المنتظمة فى الانعقاد يحاول أن يكون بشيرًا للثقافة الراقية، وسفيرًا للمعرفة البناءة، ولذلك تبوأ معرض القاهرة الدولى للكتاب مكانة مرموقة فى نفسى، ونفس كل قارئ باحث عن الحقائق، والمعارف، ومن هذا المنطلق دائمًا ما يدفعنا الحرص عليه إلى التنويه ببعض السلبيات التى قد تكتنف أداءه، ومنها  بعض المجاملات الممجوجة فى استضافة بعض الزائفين المبتزين ضمن ندواته، وفعالياته، وأنشطته الفكرية، والفنية، وأرجو أن تختفى هذه الظاهرة تمامًا فى هذه النسخة المنطلقة على مشارف جمهوريتنا الجديدة التى تبشر بالخلاص من مثالب، وسلبيات عصور مولية، ونحن نأمل لهذه الدورة الجديدة أن تبرأ من بعض ممارسات النسخ السابقة، وتتمكن من إحراز نتائج غير مسبوقة رغم أنف التحديات التى تلوح أمام هذه النسخة الجديدة، ويمكن أن يستند المعرض إلى رصيده الهائل، ومكانته المرموقة فى الضمير العربى، وهو يجتاز الصعوبات والعقبات، ونأمل أن يتغلب دفء الثقافة على صقيع البلادة، والجهالة، والعتمة.