د.إلهام سيف الدولة حمـدان تكتب : الموسيقا .. والعزفٌ على أوتار القلوب !

إلهام سيف الدولة حمـدان
إلهام سيف الدولة حمـدان

‭ ‬تأتي‭ ‬قناعاتي‭ ‬ـ‭ ‬بحكم‭ ‬التربية‭ ‬والنشأة‭ ‬ـ‭ ‬أن‭ ‬الموسيقا‭ ‬هي‭ ‬عزفٌ‭ ‬على‭ ‬أوتار‭ ‬القلوب‭ ! ‬فإنني‭ ‬أبدأ‭ ‬كلماتي‭ ‬بمقولة‭ ‬رائعة‭ ‬تترجم‭ ‬أجمل‭ ‬المعاني‭ ‬لأهمية‭ ‬الموسيقا‭  : ‬إن‭ ‬الحياة‭ ‬مثل‭ ‬البيانو؛‭ ‬فالمفاتيح‭ ‬السوداء‭ ‬ترمز‭ ‬إلى‭ ‬لحظات‭ ‬الحزن‭ ‬والشدة؛‭ ‬أما‭ ‬المفاتيح‭ ‬البيضاء‭ ‬فهي‭ ‬لحظات‭ ‬السعادة‭ ‬والفرح؛‭ ‬وكلاهما‭ ‬تلعبان‭ ‬معًا‭ ‬لصناعة‭ ‬أجمل‭ ‬الألحان‭ ‬الرائعة؛‭ ‬فلا‭ ‬تكتمل‭ ‬الألحان‭ ‬أبدًا‭ ‬بالمفاتيح‭ ‬البيضاء‭ ‬فقط‭ ‬أو‭ ‬بالمفاتيح‭ ‬السوداء‭ ‬فقط‭ ‬؛وهكذا‭ ‬هي‭ ‬حياتنا‭ ‬لحظات‭ ‬حزن‭ ‬ولحظات‭ ‬فرح‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬اللذة‭ !‬

ومع‭ ‬الأوتار‭ ‬شدت‭ ( ‬ثومة‭ ) ‬بأجمل‭ ‬كلمات‭ (‬رباعيات‭ ‬الخيام‭) ‬؛التي‭ ‬ترجمها‭ ‬عن‭ ‬اللغة‭ ‬الفارسية‭ ‬الشاعر‭ ‬الملهم‭ ‬أحمد‭ ‬رامي؛‭ ‬وأبدع‭ ‬الموسيقار‭ ‬العملاق‭ ‬رياض‭ ‬السنباطي‭ ‬بأوتاره‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الجُمَل‭ ‬الموسيقية‭ ‬التي‭ (‬تخربش‭) ‬بنقاء‭ ‬وصفاء‭ ‬جدران‭ ‬الروح‭ ‬والقلب؛‭ ‬ونميل‭ ‬نشوةَ‭ ‬وطربًا؛‭ ‬حين‭ ‬تشدو‭ :‬

أفِقْ‭ ‬خَفيفَ‭ ‬الظِلِ‭ ‬هذا‭ ‬السَــحَر‭ .. ‬نادى‭ ‬دَعِ‭ ‬النــومَ‭ ‬وناغِ‭ ‬الوَتَر‭.‬

فما‭ ‬أطالَ‭ ‬النـــــوم‭ ‬عمرًا‭ ‬ولا‭ .. ‬قصَّر‭ ‬في‭ ‬الأعمَار‭ ‬طول‭ ‬السَّهر‭!‬

فالشاعر‭ ‬والموسيقي‭ ‬يداعبان‭ ‬أوتار‭ ‬القلب؛‭ ‬بأوتار‭ ‬الآلة‭ ‬الموسيقية‭ ‬التي‭ ‬يعزف‭ ‬عليها‭ ‬ألحانه؛‭ ‬و”‭ ‬الوتر”‭ : ‬هو‭ ‬حبلٌ‭ ‬مشدود‭ ‬يصدر‭ ‬صوتًا‭ ‬رنَّانًا‭ ‬إذا‭ ‬حُرِّك‭ ‬أو‭ ‬ضُرب‭ ‬عليه‭ ‬“؛‭ ‬وهو‭ ‬مستعمل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الآلات‭ ‬الموسيقية‭ ‬الوترية‭ !‬

‭ ‬فالآلات‭ ‬الموسيقية‭ ‬أدوات‭ ‬ابتكرها‭ ‬الإنسان‭ ‬مذ‭ ‬مشى‭ ‬بقدميه‭ ‬على‭  ‬سطح‭ ‬الأرض؛‭ ‬فعمل‭ ‬ــ‭ ‬باديء‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬ــ‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الأشياء‭ ‬الموجودة‭ ‬حوله‭ ‬مثل‭ ‬“عظام‭ ‬الحيوانات”‭ ‬إلى‭ ‬“‭ ‬صافرات‭ ‬“‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬ثقبها‭ ‬عدة‭ ‬ثقوب؛‭ ‬واكتشف‭ ‬بالصدفة‭ ‬أنه‭ ‬يستطيع‭ ‬ان‭ ‬يجعل‭ ‬منها‭ ‬أداة‭ ‬نداء‭ ‬على‭ ‬بني‭ ‬جنسه؛‭ ‬واكتشف‭ ‬بالفطرة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬“صوت”‭ ‬يصدر‭ ‬له‭ ‬معنى‭ ‬ويُخبر‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬يطلبه؛‭ ‬فهناك‭ ‬صوت‭ ‬لطلب‭ ‬النجدة‭ ‬والاستغاثة‭ ‬من‭ ‬الحيوانات‭ ‬المفترسة؛‭ ‬وصوتٌ‭ ‬آخر‭ ‬للنداء‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬الطعام‭ ‬أو‭ ‬النار؛‭ ‬أو‭ ‬الدعوة‭ ‬للحُب‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬الجماعة‭ ‬أو‭ ‬العائلة‭ .‬

ومع‭ ‬التطور‭ ‬الزمني‭ ‬وانتشار‭ ‬القبائل‭ ‬والجماعات‭ ‬والدول؛‭ ‬تعددت‭ ‬الآلات‭ ‬الموسيقية‭ ‬وأصبح‭ ‬هناك‭ ‬أنواع‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬الآلات‭ ‬الموسيقية؛‭ ‬فمنها‭ ‬“الإيقاعي”‭ ‬و”الوتري”‭ ‬ومنها‭ ‬أيضاً‭ ‬الهوائي؛‭ ‬ولكل‭ ‬منها‭ ‬المقامات‭ ‬الموسيقية‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬ونغماتها‭ ‬المتنوعة؛‭ ‬التي‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬تعلمها‭ ‬عازفو‭ ‬الموسيقا‭ ‬المحترفين‭ ‬أو‭ ‬الهواة‭ .‬

‭  ‬وبالولوج‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الآلات‭ ‬الموسيقية‭ ‬الوترية؛‭ ‬التي‭ ‬تهتز‭ ‬لها‭ ‬أوتار‭ ‬القلوب‭ ‬التي‭ ‬وهبها‭ ‬الله‭ ‬جمال‭ ‬ورهافة‭ ‬المشاعر؛‭ ‬وتدخل‭ ‬بالإنسان‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬النشوة‭ ‬والجمال‭ ‬والبهجة؛‭ ‬ولتزيح‭ ‬عن‭ ‬كاهله‭ ‬عبء‭ ‬المشكلات‭ ‬الحياتية‭ ‬،نستعين‭ ‬بـ‭ ‬“أهل‭ ‬الذكر”‭ ‬ليحدثوننا‭ ‬في‭ ‬عجالة‭ ‬عنها‭ ‬ـ‭ ‬بتصرف‭ ‬ـ‭ ‬يقولون‭: ‬

‭ ‬“إن‭ ‬الآلات‭ ‬الوترية‭ ‬هي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الآلات‭ ‬الموسيقية‭ ‬حيث‭ ‬أنها‭ ‬تصدر‭ ‬الصوت‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اهتزاز‭ ‬الأوتار‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬مشدودة‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق؛‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬إزاحة‭ ‬الوتر‭ ‬يسبب‭ ‬إلى‭ ‬اهتزازات‭ ‬في‭ ‬أنماط‭ ‬معقدة‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬الصوت؛‭ ‬وإن‭ ‬هذه‭ ‬الأوتار‭ ‬تكون‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬مختلفة؛‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬ألياف‭ ‬نباتية‭ ‬أو‭ ‬معدنية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أمعاء‭ ‬الحيوانات‭ ‬أو‭ ‬الحرير‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬تُصنع‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬صناعية‭ ‬مثل‭ ‬النايلون‭ ‬والبلاستيك“‭. ‬و‭ ‬“إن‭ ‬أسماء‭ ‬الآلات‭ ‬الوترية‭ ‬هي‭ ‬الكمان‭ ‬والفيولا‭ ‬والسيلوأو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالتشيلو‭ ‬والباص‭ ‬المزودج‭ ‬والجيتار‭ ‬والبانجو‭ ‬والماندولين‭ ‬والقيثارة‭ ‬والبُزُق‭ ‬والعود‭ ‬والسيتار‭ ‬والقانون‭ ... ‬“

‭  ‬وسنتطرق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬إلى‭ ‬شرح‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الآلات‭ ‬الموسيقية‭ ‬الوترية‭ :‬

‭*‬الكمان‭: ‬ويعد‭ ‬أصغر‭ ‬آلة‭ ‬من‭ ‬الآلات‭ ‬الوترية‭ ‬،ذو‭ ‬نغمة‭ ‬مرتفعة،‭ ‬ويبلغ‭ ‬طول‭ ‬الكمان‭ ‬ذي‭ ‬الحجم‭ ‬النموذجي‭ ‬على‭ ‬حوالي‭ ‬24‭ ‬بوصة‭ ‬مع‭ ‬قوس‭ ‬أطول‭ ‬قليلاً،‭ ‬ويتم‭ ‬حمله‭ ‬أثناء‭ ‬العزف‭ ‬باليد‭ ‬اليسرى‭ ‬وبواسطة‭ ‬الرقبة‭ ‬أيضًا؛‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬يكون‭ ‬مسند‭ ‬عليها؛‭ ‬ويتم‭ ‬الضغط‭ ‬للأسفل‭ ‬على‭ ‬الأوتار‭ ‬ليتم‭ ‬تغيير‭ ‬النغمة،‭ ‬بينما‭ ‬اليد‭ ‬اليُمنى‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تحريك‭ ‬القوس‭ ‬أو‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الأوتار‭.‬

‭* ‬الفيولا‭:‬وهي‭ ‬شبيهة‭ ‬بالكمان‭ ‬ولكنها‭ ‬أكبر‭ ‬قليلاً؛‭ ‬ويزيد‭ ‬طولها‭ ‬قليلاً‭ ‬عن‭ ‬قدمين؛‭ ‬وأوتارها‭ ‬أسمك‭ ‬من‭ ‬أوتار‭ ‬الكمان،‭ ‬ويتميز‭ ‬صوتها‭ ‬بالدفء،‭ ‬ويتم‭ ‬وضعها‭ ‬أثناء‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬الكتف‭ ‬والذقن‭ ‬ويتم‭ ‬مسكها‭ ‬باليد‭ ‬اليسرى‭ ‬ويتم‭ ‬الضغط‭ ‬لأسفل‭ ‬على‭ ‬الأوتار‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬تغيير‭ ‬النغمة‭.‬

‭*‬التشيلو‭: ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬حجماً‭ ‬من‭ ‬الكمان‭ ‬والفيولا‭ ‬وطوله‭ ‬تقريبًا‭ ‬4‭ ‬أقدام؛‭ ‬وله‭ ‬أوتار‭ ‬أكثر‭ ‬سمكًا‭ ‬من‭ ‬الكمان؛‭ ‬وينتج‭ ‬التشيلو‭ ‬نغمات‭ ‬متعددة‭ ‬منها‭ ‬الدافئة‭ ‬المنخفضة‭ ‬ومنها‭ ‬العالية‭ ‬الساطعة؛‭ ‬وبسبب‭ ‬حجمه‭ ‬الكبير؛‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬لنا‭ ‬بوضعه‭ ‬تحت‭ ‬الذقن‭ ‬لهذا‭ ‬عند‭ ‬العزف‭ ‬عليه‭ ‬يتم‭ ‬جلوس‭ ‬العازف‭ ‬ووضعه‭ ‬بين‭ ‬الركبيتن‭ ‬والرقبة‭ ‬على‭ ‬الكتف‭ ‬الأيسر؛‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬جسمه‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬ويتم‭ ‬دعمه‭ ‬بمشبك‭ ‬معدني،‭ ‬ويتم‭ ‬العزف‭ ‬عليه‭ ‬بشكل‭ ‬مشابه‭ ‬للعزف‭ ‬على‭ ‬الكمان‭ ‬والفيولا‭ ‬بالضغط‭ ‬على‭ ‬الأوتار‭ ‬أو‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬العزف‭ ‬عليه‭ ‬بتحريك‭ ‬القوس‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬خطف‭ ‬الأوتار‭ ‬للخارج‭ .‬

‭*‬الباص‭ ‬المزودج‭ ‬“دبل‭ ‬باس”‭: ‬إن‭ ‬الباص‭ ‬المزدوج‭ ‬يبلغ‭ ‬طوله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أقدام؛‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬الآلات‭ ‬الوترية‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬العازف‭ ‬الوقوف‭ ‬أو‭ ‬الجلوس‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬طويل‭ ‬ليستطيع‭ ‬العزف‭ ‬عليها؛‭ ‬وهي‭ ‬شبيهة‭ ‬بالتشيلو‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تموضع‭ ‬الجسم‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الباص‭ ‬المزدوج‭ ‬يقف‭ ‬جسمه‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬ويكون‭ ‬مدعوماً‭ ‬برباط‭ ‬معدني؛‭ ‬ورقبته‭ ‬تتموضع‭ ‬على‭ ‬كتف‭ ‬العازف‭ ‬الأيسر؛‭ ‬وتستخدم‭ ‬اليد‭ ‬اليسرى‭ ‬لتغيير‭ ‬النغمة‭ ‬أما‭ ‬اليد‭ ‬اليمنى‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحريك‭ ‬القوس‭ ‬أو‭ ‬جذب‭ ‬الوتر‭ ‬للخارج‭ ‬‭.‬

‭*‬البُزُقْ‭:  ‬وهو‭ ‬آلة‭ ‬موسيقية‭ ‬وترية،‭ ‬عُرفت‭ ‬في‭ ‬اليونان؛‭ ‬وانتشرت‭ ‬عند‭ ‬الأكراد؛‭ ‬تشبه‭ ‬العود‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬مصغر؛‭ ‬وتمتاز‭ ‬برقبة‭ ‬أطول‭ ‬من‭ ‬العود؛‭ ‬ويقول‭ ‬المؤرخون‭ ‬أنها‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬وتركيا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الكرد؛‭ ‬لذلك‭ ‬تُستخدم‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقطوعات‭ ‬الموسيقية‭ ‬التي‭ ‬تعزف‭ ‬هناك؛‭ ‬وأطلق‭ ‬عليها‭ ‬الأتراك‭ ‬مسمى‭ (‬بزوق‭ ) .‬

‭*‬القيثارة‭: ‬أو‭ ‬“‭ ‬الهارب‭ ‬“‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬الخشب،‭ ‬وتتكون‭ ‬من‭ ‬47‭ ‬وتر‭ ‬وتشبه‭ ‬آلة‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النغمات‭ ‬؛‭ ‬يتم‭ ‬العزف‭ ‬عليها‭ ‬باستخدام‭ ‬اليدين‭ ‬فكل‭ ‬وتر‭ ‬من‭ ‬أوتارها‭  ‬يُصدر‭ ‬نغمة‭ ‬مختلفة‭ ‬وتأتي‭ ‬بألوانٍ‭ ‬مختلفة‭ ‬تساعد‭ ‬العازف‭ ‬على‭ ‬تمييزها‭ ‬من‭ ‬بعضها‭ ‬البعض؛‭ ‬وقد‭ ‬استُخدمت‭ ‬هذه‭ ‬الآلة‭ ‬الموسيقية‭ ‬عند‭ ‬الفراعنة‭ ‬في‭ ‬مصر؛‭ ‬واعتمدت‭ ‬على‭ ‬خشب‭ ‬مجفف؛‭ ‬تربط‭ ‬فيه‭ ‬الأوتار‭ ‬لتستخدم‭ ‬في‭ ‬العزف‭ ‬بواسطة‭ ‬“‭ ‬الكهنة‭ ‬“‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬المعابد‭ ‬والأديرة‭ .‬

‭*‬الماندولين‭: ‬من‭ ‬الآلات‭ ‬القديمة؛‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬أوتار‭ ‬فردية‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬؛‭ ‬فيمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬متضمنة‭ ‬أربعة‭ ‬أوتار‭ ‬مزدوجة؛‭ ‬ونستطيع‭ ‬أن‭ ‬نعثر‭ ‬على‭ ‬معزوفات‭ ‬الماندولين‭ ‬في‭ ‬موسيقا‭ ‬فيفالدي‭ ‬وبيتهوفن؛‭ ‬ويعدونها‭ ‬من‭ ‬الآلات‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬إيطاليا؛‭ ‬وصُممت‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬ظهر‭ ‬محدَّبْ‭ ‬مستدير‭.  ‬وعرفت‭ ‬هذه‭ ‬الآلة‭ ‬الموسيقية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬للميلاد؛‭ ‬واعتمدت‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬سمّيت‭ ‬باسم‭ ‬الماندولا‭. ‬لتكون‭ ‬تصميماً‭ ‬مطورًا‭ ‬منها،‭ ‬وتُستخدم‭ ‬في‭ ‬عزف‭ ‬المقطوعات‭ ‬الموسيقية‭ ‬المنفردة‭ .‬

‭*‬الجيتار‭: ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أوتار‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬وتر‭ ‬يرتبط‭ ‬بمفتاح‭ ‬في‭ ‬عنق‭ ‬الجيتار،‭ ‬وتستخدم‭ ‬الريشة‭ ‬للعزف‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اليدين‭ ‬معا،‭ ‬وظهر‭ ‬منه‭ ‬نوع‭ ‬كهربائي‭  ‬استُخدم‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭.‬

‭*‬القانون‭ : ‬يتكون‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬78‭ ‬وترًا؛‭ ‬ويتم‭ ‬العزف‭ ‬عليه‭ ‬باستخدام‭ ‬أدوات‭ ‬صغيرة‭ ‬يتم‭ ‬لبسها‭ ‬بالأصابع‭ ‬مثل‭ ‬الكشتبان‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬الخياطة‭ ‬ولكنه‭ ‬مختلف‭ ‬عنه‭ ‬حيث‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬ريشة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬الأوتار‭. ‬ويقال‭ ‬إنّ‭ ‬القانون‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الآشوري؛‭ ‬وعرفه‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬العباسي‭ .‬

‭*‬العود‭: ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الآلات‭ ‬الوترية‭ ‬الشهيرة‭ ‬في‭ ‬الموسيقا‭ ‬العربية‭ ‬حيث‭  ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬خمسة‭ ‬أوتار؛‭ ‬ويتضمن‭ ‬صندوقا‭ ‬يدعى‭ ‬ظهر‭ ‬العود؛‭ ‬ويكون‭ ‬مفرغا‭ ‬من‭ ‬الداخل؛‭ ‬و‭ ‬أوتاره‭ ‬تكون‭ ‬ممتدة‭ ‬إلى‭ ‬نهايته‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬تدعى‭ ‬“رقبة‭ ‬العود”‭ ‬والتي‭ ‬تكون‭ ‬منتهية‭ ‬باثني‭ ‬عشر‭ ‬مفتاحاً‭ ‬لضبط‭ ‬الأوتار،‭ ‬ويتم‭ ‬العزف‭ ‬عليه‭ ‬باستخدام‭ ‬الريشة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بتحريك‭ ‬الأوتار‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬الضغط‭ ‬عليها‭.‬

وسبحان‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬منح‭ ‬أوتار‭ ‬القلوب‭ ‬تلك‭ ‬المشاعر‭ ‬الفياضة‭ ‬المرهفة؛‭ ‬ومنح‭ ‬البشرية‭ ‬الإلهام‭ ‬لابتداع‭ ‬تلك‭ ‬“الموسيقا”‭ ‬لتكتمل‭ ‬بها‭ ‬نشوة‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬الأرض‭ .. ‬ولنردد‭ ‬مع‭ ‬كوكب‭ ‬الشرق‭ :‬

‭ ‬أفِقْ‭ ‬خَفيفَ‭ ‬الظِلِ‭ ‬هذا‭ ‬السَـحَر‭ .. ‬نادى‭ ‬دَعِ‭ ‬النــومَ‭ ‬وناغِ‭ ‬الوَتَر‭.‬

;