أصل الحكاية.. «الأوزريون» بأبيدوس أغلى تذكرة دخول موقع أثري في العالم 

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تبلغ تذكرة دخول "الأوزريون" بأبيدوس 30 ألف جنيه للأجنبى باعتباره من أعظم آثار العالم قيمة وتفردًا فهو الأثر المسجل على جدرانه أغلب الكتب الدينية فى مصر القديمة، ويحتوي علي نسخة كاملة لكتاب الموتي، أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية.

وأشار الدكتور ريحان إلى أن أوزيريون يسمى"أوزوريون أو أوزيرون" هو عبارة عن مجمع معبد صغير تكريمًا للمعبود أوزوريس في أبيدوس، تم بناؤه في عهد الأسرة المصرية التاسعة عشر عصر الإمبراطورية المصرية، فهو قبر رمزي للمعبود أوزير. يقع خلف معبد الملك سيتي الأول من الجهة الغربية أسفل المعبد بحوالي ١٨ متر، اكتشفه العالم الإنجليزي السير وليام بيتري والعالمتان البريطانيتان (هيلدا بيتري زوجة السير وليام فلندرز بيترى ) ومارغريت موراى  وبدأ حفر الموقع فى 1902 ـ 1903 وأعمال رفع الكتل الحجرية والكشف عن الممر الجنائزي تم عام ١٩٢٥م.

وأضاف أنه ليس معروفًا بالظبط من بناه فهناك عدة آراء فمثلًا يقول بيتري أن الجيرانيت الوردي المستخدم في الأوزريون يشبه المستخدم في بناء معبد الوادي الخاص بخفرع من عصر الأسرة الرابعة، و يعتقد بوجود رابط بينهما، حيث أن معبد الوادي الخاص بخفرع يسمي أيضًا مقبرة أوزوريس.، وهناك رأي آخر أنه من بناء الملك سيتي الأول كقبر رمزي له مثل سيتي أوزير .

وأوضح الباحث الآثارى باسم سليمان أبو خرشوف أن المبني فريدَا من نوعه، ليس له مثيل في الحضارة المصرية القديمة، فهو مبنى ذو طبيعة مائية في نشأته، حيث يمثل ويحاكي المحيط الأزلي في الفكر المصري القديم، وعليه فقد أنشأ على عيون مياه جوفية قديمة.

وأشار إلى أن مدخله يقع فى الناحية الشمالية ويؤدي إلى ممر طويل ضيق عرضه 2.60 تقريبا ينتهي جنوبًا بحجرة الاستراحة يقطعها شرقًا ممر ضيق يؤدي إلى قاعة مستطيلة ثم إلى قاعة وسطى تحتوي على جزيرة حجرية في وسطها ويحيط بها الماء من كل جانب.

وأضاف أنه في الجانب الغربي والشرقي ومن تلك القاعة يتواجد درجان يوصلان إلى قاع القناة المملؤة بالمياه، وكان يوجد عشرة أعمدة مربعة من الجيرانيت الوردي، وكان له سقف مقبي لا يوجد منه سوي جزء بسيط الآن في الجهة الشمالية الشرقية، عليه نقوش غائرة توضح الملك مرنبتاح مع الآلهة المصرية المختلفة، و غرفة الدفن الرمزية توجد في الجهة الشرقية، و توجد نقوش تمثل الكتب الدينية منقوشة علي جدران الأوزريون، كما يوجد نقشان لزهرة الحياة علي أحد الأعمدة الجيرانيتية.

وعن مياه الأوزوريون، نوه الباحث الآثارى أبو خرشوف إلى عدة آراء لمصادرها، منها وجود قناة فرعية كانت تصل بين نهر النيل و الأوزريون مارة أسفل معبد سيتى الأول.

وذكر في كتاب وصف مصر الجزء الثالث والعشرين الذي يصف أبيدوس وجود فرع للنيل يصل إلى مرسي نهري أمام معبد سيتي الأول، وكذلك هناك تفسير جيولوجي وهو اتجاه المياه الجوفية يتحتم عليها الاصطدام بالهضبة الجبلية غرب الأوزريون ومن ثم الارتداد إلى موضع الأوزريون الذي ينخفض كثيرًا عن مستوي سطح الأرض، وعليه فإن الأوزريون هو مبنى مائي الأصل، ويعتقد ان سبب زيادة وتدفق المياه به يرجع إلى زيادة مناسيب مياه نهر النيل خاصة بعد إنشاء السد العالي.

وأيضًا بسبب وجود منازل القرية والأراضي الزراعية، حيث  تسبب  التدخل العمراني والزراعي زيادة في تدفق مياه الصرف الصحي والصرف الزراعي وهو الأمر الذي زاد في ارتفاع مناسيب المياه في الأوزريون، وقد تم معالجة هذه المياه حاليًا بواسطة المجلس الأعلى للآثار.


اقرأ أيضا | أصل الحكاية | «أبيدوس» قبلة الفراعنة و«الأرض المقدسة» في مصر القديمة