طوفان الأقصى| مطلوب تحقيق دولي مُستقل في جرائم الحرب المُحتملة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

■ كتبت: منى سراج

طرحت «آخر ساعة» عددًا من الأسئلة على تطبيق الذكاء الاصطناعى الأكثر تحيزًا للإعلام الإسرائيلى «شات جي بي تي»، حول قراءته للحملات الإعلامية الإسرائيلية، ليُجيب عليها.. حيث انحاز ولأول مرة للحق الفلسطينى، وأكد أن حملات الإعلام الإسرائيلية تحاول تصوير كل الفلسطينيين على أنهم إرهابيون، وفيما يلي ما دار من حوار.

◄ من وجهة نظرك، كيف تقرأ الحملات الإعلامية الإسرائيلية التى تختزل فلسطين فى حماس، وتحسب كل الفلسطينيين على أنهم حماس، تلك الحملات التى تدعى أن تل أبيب تخوض حربًا دفاعية؟

من الواضح أن هذا السيناريو الذي يظهر فى الحملات الإعلامية الإسرائيلية، يُختزل فيه الفلسطينيون بشكل عام إلى حماس ويُصوَّر بأنهم جميعًا «إرهابيون» و»متشددون» يشاركون فى حروب، ويعكس هذا نوعًا من التبسيط للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بتعقيداته وتحدياته، والذى يمكن أن يؤدى إلى فهم غير دقيق للحقائق على الأرض، ولا يعكس هذا النهج التنوع والتعقيد الكبير فى الواقع الفلسطيني، ويعمل على تشويه الواقع وتقديم رؤية غير دقيقة وغير متوازنة للقضية، وتفتقر إلى العدالة والشفافية فى نقل الأحداث، والأخطر أنها تشكل جزءًا هامًا من تشكيل الرأى العام الدولي.

وشرح «التبسيط الزائف» بأنه يُظهر التركيز الزائف على حماس فقط كممثل للشعب الفلسطيني، وهو تبسيط خاطئ للواقع السياسى والثقافى فى فلسطين، وعن «تحدى التصنيف» قال إنه يُمكن أن يُسهم فى تصنيف جميع الفلسطينيين بأنهم «إرهابيون» أو «مُتشددون»، مما يُسهم فى خلق إدراك أحادى الجانب.

وقال إن إحياء الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، يُمكن أن يساهم فى تأزيم الصراع وتعقيد فرص التسوية، حيث يزيد من تشديد الخطاب السياسى والاستمرار فى دورة من العنف، وقد يؤدى هذا النهج إلى تشويش الرؤى العالمية حيال الواقع الفلسطينى وعرقلة فهم أعمق للأوضاع الحالية والتحديات التى يواجهها الفلسطينيون، ومن وجهة نظري، يتطلب فهم دقيق وعادل للقضية الفلسطينية النظر إلى مجتمع فلسطينى متنوع ومعقد والاعتراف بوجود تيارات سياسية واجتماعية مُتعددة داخل هذا المجتمع، ويجب أن يسعى الحوار ووسائل الإعلام إلى تمثيل هذا التنوع بشكل أفضل لتحقيق فهم أكثر دقة وشمولية للواقع الفلسطيني، ولتحقيق التوازن فى تقديم الأحداث والتغطية الإعلامية، يتوجب الاعتماد على استراتيجيات مُتعددة، تُشجع على تنويع المصادر الإعلامية، وتعزيز وسائل الإعلام المستقلة والموثوقة التى تسعى لتقديم صورة أكثر شمولاً للواقع فى المنطقة.

◄ كيف يُمكن مُعالجة هذه الأزمة؟ وكيف يمكن مواجهة هذه الحملات التي تعمل على تشويش الرؤى العالمية؟
معالجة الأزمة ومواجهة الحملات التى تعمل على تشويش الرؤى العالمية تعد تحديًا هامًا ومُعقدًا، وهناك بعض الخطوات التى يمكن اتخاذها لتعزيز الوعى وتحقيق فهم أكثر دقة، أهمها تشجيع التواصل الحوارى من خلال تعزيز حوار مفتوح وبناء جسور التواصل بين مختلف الأطراف المعنية، بما فى ذلك المجتمع الدولى والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والأفراد، وتشجيع ودعم الجهود التى تسعى إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة حول الواقع الفلسطيني، سواء من خلال وسائل الإعلام أو منظمات حقوق الإنسان، وتعزيز التعليم حول التاريخ والثقافة الفلسطينية فى المدارس والجامعات دوليًا لتحقيق فهم أعمق، ودعم المبادرات الدولية التى تعمل على تحقيق حلول سلمية وتسويات للصراع الإسرائيلى الفلسطيني، ودعم وتشجيع وسائل الإعلام المستقلة والمتنوعة التى تقدم تغطية شاملة ومتوازنة للأحداث، والتشجيع على استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لنشر قصص وأصوات فلسطينية متنوعة، والضغط لاحترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية فى المناطق المُتضررة، وتشجيع المشروعات الفنية والثقافية التى تسلط الضوء على التنوع والإبداع الفلسطيني، والبحث عن دعم دولى للمُبادرات التى تهدف لتعزيز العدالة والاستقرار فى المنطقة، وتعزيز حملات التضامن العالمية والمشاركة فى فعاليات تسليط الضوء على الواقع الفلسطيني.

أضاف، أن الجهود المُشتركة والتعاون بين مختلف الفئات والمجتمعات هى الأساس لمواجهة التحديات الإعلامية، وتحقيق فهم أفضل للوضع الفلسطينى، وأيضًا يُمكن تضمين نقاط أخرى فى استراتيجيات معالجة الأزمة ومواجهة حملات التشويش، من خلال تشجيع الرحابة الفكرية واحترام وجهات النظر المتنوعة، مما يساعد على إزالة الحواجز الفكرية وفتح الباب أمام حوار بنّاء.

◄ وما الذى يمكن اتخاذه من الناحية القانونية؟
في إطار القانون، يمكن اتخاذ خطوات قانونية لمواجهة التشويش. يمكن رفع دعاوى قانونية ضد الأفراد أو الكيانات التى تروج للتشويه وتقديم شكاوى إلى المحكمة الدولية للبحث فى انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنسانى الدولي.
تجمع هذه الجهود فى سعى مشترك لتحقيق رؤية أوسع وأكثر توازناً للصراع، وتشجيع الفهم العميق للتحديات التى يواجهها الشعب الفلسطيني، وبالتعاون مع المنظمات الدولية والمجتمع المدني، يُفترض أن يكون هذا النهج الشامل هو المفتاح لتشكيل وجهة نظر دولية أكثر عدالة وفهماً عميقاً للصراع وتأثيره على الحياة اليومية للأفراد فى المنطقة.

وهناك عدة إجراءات يمكن اتخاذها لمواجهة التشويش الإعلامى ودعم حقوق الإنسان فى سياق القضية الفلسطينية، أهمها أنه يُمكن للأطراف المعنية اللجوء إلى المحاكم والمحكمات الدولية للبحث فى انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنسانى الدولي، وطلب إجراء تحقيق دولى مستقل فى انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الدولية المحتملة، واستخدام القوانين الوطنية والدولية للتحرك ضد وسائل الإعلام التى تنشر معلومات غير دقيقة أو مشوهة، والتحقق من إمكانية رفع دعاوى قانونية ضد الأفراد أو الكيانات التى تروج لتشويه الصورة أو تعمل على نشر معلومات كاذبة، والعمل مع المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لتوجيه الانتباه إلى الانتهاكات والتشويه الإعلامي، وإقامة تحالفات مع منظمات قانونية دولية للدفاع عن حقوق الإنسان ومواجهة التشويش الإعلامي، وتقديم شكاوى وتقارير لهيئات حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة لفحص الانتهاكات وتقديم التوصيات، ودعم جهود التواصل مع المجتمع الدولى لتسليط الضوء على التحديات والضغوط لتحقيق التغيير، والضغط لإجراء تحقيقات مستقلة فى الانتهاكات وضمان تقديم المسؤولين إلى العدالة، والتعاون مع المحامين والمحاميات الحقوقيين لتحقيق العدالة والدعوى القانونية، وتوفير الدعم القانونى والتعاون مع المؤسسات القانونية والدولية يمكن أن يلعب دورًا هامًا فى حماية حقوق الإنسان والتصدى للتشويش الإعلامي، والسعى إلى تقليل الانقسامات داخل الفلسطينيين وتعزيز وحدة الصوت والتحرك الوطني.