برلمانيون: أثرى الحياة الحزبية.. وفتح المجال أمام الأحزاب لصناعة المستقبل

مظلة وطنية لمختلف الانتماءات والرؤى| القوى السياسية جاهزة لاستكمال «الحوار»

إحدى جلسات الحوار الوطني
إحدى جلسات الحوار الوطني

■ كتب: أحمد ناصف

بعد النجاح الذي حققه الحوار الوطني في تحديد أولويات العمل الوطني خلال المرحلة المُقبلة، ينتظر الجميع انطلاق المرحلة الثانية من جلسات الحوار لفتح العديد من الملفات الهامة التي سيقدمها الأحزاب والقوى السياسية وكافة المشاركين، خاصة بعدما حقق على مدار عام ونصف العام نقلة نوعية هامة فى الحياة السياسية والحزبية والتى تُشكل عاملًا هامًا فى بناء الجمهورية الجديدة، حيث تشهد الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة حراكًا سياسيًا ونشاطًا غير معتاد نابعاً من توافر البيئة السياسية الداعمة والمهيئة لاستيعاب الجميع دون استثناء أو إقصاء لأحد.

عدد من الأحزاب السياسية والبرلمانيين كشف لـ«آخرساعة» عن جاهزيتهم لخوض جلسات وناقشات الحوار الوطني فى مرحلته الثانية، وقال الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن الحوار الوطني استغرق عاما فى الإعداد والتجهيز، ما يعكس الحالة التى كان عليها الوضع السياسى فى الشارع المصري، بأنه لم يكن هناك صورة من الدقة سواء بين الأحزاب السياسية والنخب والدولة، ولم يكن هناك ثقة بين الأحزاب والنخب بعضها البعض.

وأضاف أن المرحلة الأولى للحوار حققت نجاحًا كبيرًا وخرجت بمقترحات انعكست بشكل إيجابى على البلاد، ونحن الآن على أعتاب المرحلة الثانية من هذا الحوار الهام لتعزيز قواعد الحوار والتواصل بين المواطنين والمؤسسات الحكومية ومتابعة الرئيس السيسى له برؤية جديدة تعمل على تعزيز المناخ الديمقراطى فى البلاد، ويجب أن يكون هناك تفاعل وتعاون بين جميع الأطراف للوصول إلى حوار بناء يراعى مصلحة الشعب وتطور الوطن بشكل عام.

◄ حماس وحيوية
فيما أشار القيادى الوفدى الدكتور ياسر الهضيبي، عضو الهيئة العليا للحزب إن القوى السياسية على استعداد تام للإعلان عن استكمال جلسات الحوار الوطنى التى تم إرجاؤها خلال فترة الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن دعوة الرئيس السيسى لاستكمال الحوار بثت حالة من الحماس والحيوية داخل الأحزاب السياسية، التى تأكدت من جدية الدولة فى التعامل مع مخرجات الحوار الوطني، ووجود رغبة حقيقية للحفاظ على حالة الزخم التى أفرزتها الانتخابات الرئاسية.

وأشار النائب مصطفى محمود؛ عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن عن محافظة قنا، إن الحوار الوطنى نجح فى خلق حالة من الزخم وإرساء مبدأ التعددية والتنافسية، وخلق حالة من الحوار والجدل إزاء الكثير من الملفات الشائكة داخل المجتمع، مضيفًا أن عودة المرحلة الثانية للحوار الوطنى تمثل خطوة فعالة لبناء الجمهورية الجديدة التى تستند إلى المشاركة وجمع شمل المصريين. وأضاف محمود أن المتابع لجلسات الحوار الوطنى يرى مدى توافر الأجواء التى تساعد على الانخراط فى تقديم الرؤى الطموحة التى تستهدف التغيير وتدعم تحقيق أهداف ومصالح الدولة العليا، وأكد أن الحوار الوطنى قد أثرى الحياة السياسية فى مصر، وكان من أهم ثمار الحوار الوطنى الانتخابات الرئاسية التى برهنت على التعددية بين كافة القوى السياسية، فقد ساهم الحوار الوطنى كثيرًا فى تداول وتبادل الأفكار والرؤى المختلفة فى الكثير من القضايا، وأنه كان بمثابة طاولة جمعت كافة القوى السياسية التى تعبر عن المصريين، فقد أتاحت الفرصة لكافة القوى لخلق مناخ سياسى يسمح بحرية التعبير وسماع الرأى والرأى الآخر، وهو ما يعزز المناخ الديمقراطى الذى يصب فى مصلحة الوطن.

◄ اقرأ أيضًا | حزب "المصريين": استئناف جلسات الحوار الوطني أكبر رد على المشككين في استمراريته

◄ منصة سياسية
وقال محمد شحاتة، عضو أمانة العلاقات الخارجية بحزب مستقبل وطن، إن الحوار الوطنى كان ومازال منصة سياسية جامعة تحت رعاية الدولة للبحث فى كافة المشاكل والتحديات التى يواجهها المجتمع، قائلا: «القوى الوطنية والسياسية متأهبة للمشاركة فى جلسات الحوار الوطنى الجديدة فور انطلاقها».

ونوه شحاتة، إلى أن دعوة الرئيس السيسي لاستكمال الحوار الوطني، بثت حالة من الحماس والحيوية داخل الأحزاب السياسية، التى تأكدت من جدية الدولة فى التعامل مع مخرجات الحوار الوطني، ووجود رغبة حقيقية للحفاظ على توصياته وزخمه فى مناقشة كل الملفات والقضايا الملحة، وأوضح شحاتة، أن المرحلة الثانية من الحوار الوطني، ستكون أكثر ثراءً وحيوية، من أجل الانتهاء من جميع التوصيات تمهيدًا لبلورتها من خلال الخبراء والمتخصصين، تمهيدًا لرفعها إلى رئيس الجمهورية لإحالتها إلى الجهات المعنية لدراستها وبحث إمكانية تنفيذها.

◄ طريق طويل
فيما قال النائب عاطف مغاوري، نائب رئيس حزب التجمع، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يؤمن بأهمية استمرار الحوار الوطني، وعدم اعتباره إجراءً شكليًا، بل فكرة تم تأسيسها بالفعل، وخطت فى طريق طويل أسفرت فيه عن مخرجات وتوصيات سيكون لها موعد تنفيذ فى القريب العاجل وحرص على تجديد العهد على كل الخطى البناءة التى اتخذها طيلة السنوات الأخيرة الماضية، والتأكيد على استمرار العمل بنفس النهج التنموى لقطع شوط أكبر فى قاطرة الاقتصاد الوطني. 

ولفت مغاوري، إلى أن دعوة استئناف جلسات الحوار الوطنى تؤكد شيئًا من الالتزام لدى الرئيس تجاه الحوار الوطني، وحرصه على ضرورة استكمال مراحله لينتج ثمارًا إيجابية تساهم فى تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين؛ من خلال إصدار توصيات تمثل حلولًا فعالة وجذرية فى كثير من الملفات التى تم إدراجها فى المحاور الثلاثة، سواء السياسية أو الاقتصادية أو المجتمعية، والتى تأتى على نفس القدر من الأهمية والأولوية بالنسبة للظروف والتحديات الجسيمة على مختلف المستويات.