بدون تأشيرة

رحلة بين قارتين| بدأت بـ «المعدية الفرنساوي».. وطيور النورس تصاحب العابرين

إحدى المعديات لنقل الركاب فى الممر الملاحى ببورسعيد
إحدى المعديات لنقل الركاب فى الممر الملاحى ببورسعيد

رحلة مجانية تنقل المسافر بين قارتين فى دقائق معدودة. معلومة تشبه اللُغز، ربما تصيب الكثيرين بالدهشة، لكن أبناء بورسعيد وعشاقها يتعاملون معها كأمر واقع، وبصورة شبه يومية. حيث ينتقلون بين مدينتين فى المحافظة نفسها، غير أن كلا منهما تقع فى قارة مختلفة!

السر وراء هذه الرحلة هو الموقع الذى حباه الله لبورسعيد، فبعد رُبع قرن من افتتاح قناة السويس عام ١٨٦٩، تم إنشاء مدينة بورفؤاد، وأصبحت اول نقطة فى شمال غرب آسيا، بينما صارت بورسعيد هى آخر نقطة فى شمال شرق إفريقيا، يفصل بينهما الممر الملاحى للقناة، وللربط بينهما أقامت الشركة الفرنسية التى كانت تدير القناة وقتها معدية لنقل الركاب والسيارات، اسماها أبناء بورسعيد «المعدية الفرنساوي»، وكانت معدية جميلة بها صالون انيق للركاب، وممر مخصص للسيارات، وآخر للدراجات، ويرتدى قبطانها وعمال الخدمة بها زيا بحريا أشبه بربابنة السفن.

وظلت هذه المعدية تعمل حتى عام ١٩٦٧، وكان رسم العبور ٢مليم فقط. وبعد اعادة افتتاح القناة للملاحة، شهدت بورسعيد وبورفؤاد حركة توسع عمراني، وتضاعف عدد السكان والمهاجرين للمحافظة عقب إنشاء المنطقة الحرة، فأنشأت هيئة قناة السويس المعديات العملاقة التى تحمل اكثر من٥٠ سيارة الى جانب الركاب، وجعلت الهيئة العبور بالمعدية مجانا، فأصبحت مقصدا لهواة الاستمتاع برحلة تصاحبهم فيها طيور النورس، وهى تغرد وتلتقط فتات الخبز الذى يلقيه الركاب لها على صفحة القناة، وتتيح الرحلة ايضا فرصة الاستمتاع بمشهد السفن واليخوت التى لا تفصلها عن العابرين سوى امتار قليلة.

وتعد مراسى المعديات فى بورسعيد وبورفؤاد ملتقى لهواة صيد الاسماك. وطورت هيئة القناة مدخل المعديات ببورفؤاد، حيث اقامت بها مقاعد ومظلات ومراجيح وألعابا للأطفال، للاستمتاع بالجلوس على ضفاف القناة قبل ركوب المعدية فى رحلة العودة لقارة إفريقيا.

كما يمكن للمسافر بين القارتين ان يختار وسيلة سفره بالمعديات او بالسيارة فوق الكوبرى العائم بمنطقة الرسوة، وسواء بالمعدية او بالسيارة، فالرحلة رائعة تستحق التجربة لمن لم يخضها، خاصة انها لا تحتاج جواز سفر او تأشيرة.