أصل الحكاية | تعرف على «صوم الأربعين» في الديانة المسيحية

صوم الأربعين
صوم الأربعين


 صوم الأربعين هو صيام يتبعه فئة من الناس لأهداف وقواعد دينية وروحية معينة، هو الامتناع عن نوع معين من الطعام لوقت محدد ولفتره زمنية مخصصة، فقد يكون الصيام هو صوم رمضان أو صوم الأربعين يوم، وقد يكون الصيام ناتج عن اتباع نمط غذائي محدد لخسارة الوزن أو لتعزيز الصحة.

فمريض السكري أو الضغط قد يصوم أو يمتنع عن بعض الأنواع المحددة من الأطعمة لدعم صحته ووقاية نفسه من المضاعفات، وأما بالنسبة للأفراد الذين يلجؤون إلى الصوم من أجل خسارة الوزن، فعادةً ما يتجنبون تناول بعض الأطعمة واتباعهم لبعض الأنمطة الغذائية، والشخص النباتي يمتنع عن اللحوم وغيره نتيجة معتقدات إنسانية وأسباب صحية.

فيعتبر صوم الميلاد المجيد الأهم فى تاريخ الكنيسة، وذلك بعد صوم القيامة ، وتشهد الكنائس اختلافات عديدة فى مدة الصيام والاحتفال بالعيد حتى فيما بين الكنائس الغربية وبعضها البعض. 
 
وبدأت كنائس الروم الأرثوذكس، صيام عيد الميلاد المجيد، في 15 نوفمبر الماضى، فيما تحتفل بالعيد في 25 ديسمبر، وفق التقويم الغربي، وسوف تبدأ الكنيسة الكاثوليكية، الصيام يوم 9 ديسمبر المقبل وتحتفل أيضًا 25 ديسمبر، أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فيدأت الصيام فى  25 نوفمبر الجارى لمدة 43 يوما، بينما الاحتفال بالعيد يأتى يوم 7 يناير، أما الكنيسة الإنجيلية، فلا صيام بها ، ولكنها تحتفل بعيد الميلاد يوم 6 يناير المقبل.

الصيام بمختلف أنواعه سواء لأهداف دينية أو روحية أو حتى تغذوية وصحية

إذًا فالصيام بكل أنواعه هذه التي ذكرناها هو اتباع نمط تغذوي وبأوقات وأساليب معينة لأغراض وأهداف معينة، وقد ينتج عنه نقص أو زيادة في عناصر غذائية معنية ، وبالتالي سيكون له نتائج على الصحة وعلى الجسم، ويجدر بكل شخص بحسب حالته الانتباه والتوعيه لتعويض هذه العناصر وتنظيمها ومعرفة مدى تأثير هذه العوامل على صحته.


 

ما هو صوم الأربعين يوم؟
هنا سنتطرق لنوع واحد من الصيام وهو صوم الأربعين يوم المقدسة أو ما يعرف بالصيام الكبير في الديانة المسيحية الشرقية، والذي عادةً ما تكون مدته تعادل 55 يوم ويقسم لثلاث مراحل: أسبوع الاستعداد، أو بدل السبوت، وصوم الأربعين يوم المقدسة، وأسبوع الآلام.

يتم فيه عادة الامتناع عن تناول اللحوم الحيوانية بأنواعها منها اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك، بالإضافة لمشتاقاتها المختلفة من حليب، وألبان، وأجبان، وبيض، ويتم التركيز على الفاكهة، والخضراوات، والبقوليات، والبذور، ومنتجات التوفو، والجوز، والنشويات.

ما هي الفوائد والأضرار التغذوية لصوم الأربعين يوم؟

من الناحية التغذوية فإن هذا الصيام سيجعل متبعيه تلقائيًا يتناولون كمية قليلة من الدهون، وتحديدًا الدهون المشبعة، والكولسترول، وهو يشابه إلى حد كبير الغذاء النباتي أو حتى يماثله، وفيما يأتي سنذكر لكم أهمية اتباع هذا النوع من الأنظمة النباتية ونتائجه على الصحة، وأهم المشاكل أو الأضرار المترتبة على اتباعه:

- فوائد صوم الأربعين يوم :

- يساعد على خفض مستويات الكوليسترول في الدم وحماية القلب والشرايين والسيطرة على ضغط الدم.
- يتميز أنه عالي بمضادات الأكسدة المتنوعة والقوية والتي تحارب الجذور الحرة وتحمي الخلايا، مما يساهم في الوقاية من أمراض القلب وزيادة وتقوية المناعة.
- يعمل على الوقاية من السرطانات والتقليل من فرص الإصابة بسرطان البروستاتا، وسرطان القولون تحديدًا لو اتبع على مدى طويل.
- يساعد في المحافظة على وزن الجسم أو كتلة الجسم (BMI) أقل وبالتالي تقليل الإصابة بزيادة الوزن والسمنة.
- يساهم في تقليل كمية الأملاح (الصوديوم ) وبالمقابل زيادة البوتاسيوم من الخضار والفواكه وبالتالي يقلل من فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- يساعد تناول الفواكه والخضروات الجسم في عملية الهضم وتيسيرها والتخلص من الفضلات.
- يساعد مرضى السكري في السيطرة على مستويات السكر في الدم حيث أنه نظام غني بالألياف.

- أضرار صوم الأربعين يوم :

أخطر المضار هو الإصابة بنقص في إحدى أنواع العناصر الغذائية المهمة مما قد يؤدي هذا النقص في هذه العناصر إلى العديد من الأمراض مثل: فقر الدم، وهشاشة العظام، وفقدان التركيز، وأهم هذه العناصر هي:

- نقص في فيتامين ب12، والثيامين، والنياسين، وفيتامين د.
- نقص في الكالسيوم والزنك المهمين لبناء وسلامة العظام .
- نقص في الحديد وحمض الفوليك بما أن معظم مصادره الجيدة الامتصاص.
- نقص في الريبوفلافين وحمض اللينوليك.
- نقص في العديد من الأحماض الأمينية التي قد لا تكون مصادرها الأطعمة النباتية.

والجدير بالعلم والمعرفة أنه من الممكن أن يؤدي إلى تراكم أحماض أمينية معينة في الجسم نتيجة عدم التنويع فيها وأخذ نوع محدد فقط ولفترة زمنية طويلة والامتناع عن البروتين الحيواني، وهذا ما قد يؤدي إلى تحولها إلى دهون وتخزينها في الجسم.

الحلول لتعويض النقص الغذائي

من أبرز الحلول والنصائح التي يجب على الفرد اتباعها في حال صوم الأربعين يوم هي كل من الآتي:

- التنويع في المجموعات الغذائية المسموحة والتنويع في أنواع وألوان الخضار والفواكه.
- التأكيد على أهمية أن يشمل الغذاء النباتي على مكملات ب12، أو الحبوب المدعمة، أو البرغر النباتي بهدف الحصول على ما يكفي من الفيتامينات، بما أن الصيام قد يزيد من خطر نقص فيتامين ب12، وفيتامين ب2، والكالسيوم، والحديد، والزنك.
- التركيز على مصادر البروتين المتنوعة مثل: التوفو، وفطائر الخضار، والفول، والمكسرات.
- التركيز على مصادر الحديد من الحبوب المدعمة، والأطعمة التي تشمل فول الصويا، والخوخ، والمشمش المجفف، والفاصوليا، والمكسرات، والبقوليات، والحبوب الكاملة، والخبز، والبطاطا المخبوزة الغنية بالحديد .
- التركيز على مصادر الكالسيوم المسموحة زالذي يتوفر بكثرة في منتجات الصويا، والبقوليات، واللوز، وبذور السمسم، والطحينة، وعصير البرتقال، والخضار الورقية مثل الملفوف الأخضر.
- التركيز على مصادر فيتامين ب12 من أغذية مدعمه به ومشروبات الصويا ، وبعض حبوب الإفطار، وبعض بدائل اللحوم.
- التركيز على مصادر الزنك الذي يقوي جهاز المناعة، ويتواجد في فول الصويا، وحليب الصويا، والحبوب المحصنة، والمكسرات، والخبز، والفطر، والبازيلاء.

"أصل الحكاية " سبب الصيام 43 يوم :
 
وتصوم الكنيسة 40 يوما استعدادا لاستقبال ميلاد السيد المسيح، كما صام موسى النبى، ويصومون 3 أيام تذكارا لمعجزة نقل جبل المقطم في وقت القديس سمعان الخراز، كما صام الآباء الأولون في عهد البابا إبرام بن زرعة السرياني، والخليفة المعز لدين الله الفاطمى.
 
وتمتاز أيام صوم الميلاد بإقامة صلوات القداس بشكل يومي، وخلال أول أسبوعين من الصوم تغلب الألحان السنوية على الصلوات، وحتى بدء شهر كيهك، والذي يُعرف بـ"الشهر المريمي"؛ نظرا لما يُقال خلال صلواته المختلفة من ألحان ومدائح للسيدة العذراء مريم.
 
وإذا لم يكن في شهر كيهك 4 آحاد سابقة لعيد الميلاد، يُحسب آخر أحد من هاتور على أنه الأحد الأول من كيهك، والأحد الأول من كيهك يكون هو الأحد الثاني وهكذا، حتى تتم الأربعة آحاد الخاصة بشهر كيهك، والتي تتحدث عن الأحداث السابقة لميلاد السيد المسيح، وهي على التوالي: البشارة بمولد يوحناالمعمدان، والبشارة بميلاد السيد المسيح، وزيارة العذراء مريم لأليصابات، وميلاد يوحنا المعمدان وتكون أغلب ترانيم الكنيسة فى صوم الميلاد المجد لله فىالأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". 
 
الأطعمة المسموحة :
ويُسمح في صوم الميلاد بتناول السمك، على خلاف أصوام الدرجة الأولى؛ كالصوم الكبير الذي يمتد لـ55 يوما، أو صوم يونان النبى وأيام الأربعاء والجمعة.

ويعد صوم الميلاد من أصوام الدرجة الثانية والتى يسمح فيها بتناول الأسماك كنوع من التخفيف إلى جانب الأطعمة النباتية.
 
واختارت الكنيسة السمك بالأخص لأنها ترى أنه من ذوات الدم البارد، ولأن السمكة كانت علامة عند المسيحيين قديما ليعرفوا بعضهم وما زالت علامة مجلس الكنائس حتى الآن، ولأن السمك رمز للحياة، وبحسب العقيدة المسيحية فهو طعام البركة، حيث ذكر الكتاب المقدس معجزة الخمس خبزات وسمكتين.
 
وتشهد الكنائس اختلافات عديدة فى مدة الصيام والاحتفال بالعيد حتى فيما بين الكنائس الغربية وبعضها البعض 

كنيسة الروم الأرثوذكس: 
وهى من الكنائس التي تتبع التقويم الجريجورى ومدة الصوم أربعين يوماً، بدءاً من الخامس عشر من شهر نوفمبر حتى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر. الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر.
الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني مدة الصوم أربعين يوماً، بدءاً من 28 من شهر نوفمبر غريغوري حتى السادس من شهر يناير غريغوري. 

كنيسة الروم الكاثوليك: 
اختصر الصوم وجعلت مدته خمسة عشر يوماً، بدءاً من العاشر من شهر ديسمبر حتى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر. والاحتفال بعيد الميلاد المجيد في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر.

كنيسة السريان الأرثوذكس: 
اختصرت مدة الصوم  لخمسة وعشرين يوماً، بدءاً من الأول من شهر ديسمبر حتى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر. والاحتفال بعيد الميلاد المجيد في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر.

الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية: 
حافظت على مدة الصوم الأربعين يوماً بدءاً من السادس والعشرين من نوفمبر حتى الخامس من يناير. والاحتفال بعيد الميلاد المجيد في السادس من شهريناير.

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: 
حافظت على مدة الصوم الأربعين يوماً مع أضافة ثلاث أيام لصوم حادثة نقل جبل المقطم. بذلك تكون مدة الصوم 43 يوما، بدءاً من السادس عشر من شهرهاتور القبطي (في أي يوم يقع من شهر نوفمبر يولياني) حتى الثامن والعشرين من شهر كهياك القبطي (في أي يوم يقع من شهر يناير يولياني)، الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في التاسع والعشرين من شهر كهياك (في أي يوم يقع من شهر يناير يولياني). حيث أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعتمد في تقويها علىالأشهر القبطية، وليس على التقويم الغريغوري أو التقويم اليولياني.

الكنيسة الإنجيلية:
ليس لديها صوم لعيد الميلاد. والاحتفال بعيد الميلاد في اليوم السادس من شهر يناير.