نوبة صحيان

صندوق تحيا مصر

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

للفنان العملاق صلاح جاهين، أغنية شهيرة غناها العندليب عبد الحليم حافظ سنة 1966 اسمها «صورة» بألحان الموسيقار كمال الطويل.. يقول بأحد مقاطعها: «هنقرب من بعض كمان، هنقرب من بعض كمان، واللى هيبعد فى الميدان، عمره ما هيبان فى الصورة».

تذكرت هذه الأغنية الرائعة وأنا أتصفح تقريرا ضخما وصلنى من صندوق «تحيا مصر» عن حصاد جهده فى عام 2023، ورغم متابعتى المستمرة لأداء الصندوق..

إلا أننى لم أتصور ضخامة هذا الجهد سواء من حيث الحجم، ولا الكيف، ولا كفاءة الأداء لبرامجه الكثيرة التى تغطى أوجها مختلفة للنشاط.
 لم تتوقف هذه الأنشطة عند خدمة الشعب المصري، بل امتدت لأشقاء عرب كثيرين، وبصفة خاصة فى قطاع غزة، وقد شاهد العالم قوافل الصندوق وهى تمتد لعدة كيلو مترات أمام معبر رفح لمساندة أهالى القطاع، ولا تزال نفس المساعدات المتكررة إلى اليوم.

ولم يكن غريبا، بل من الطبيعى والمنطقى أن يسجل الصندوق 6 أرقام قياسية بشهادات دولية عن أكبر قوافل مساعدات إنسانية فى العالم خلال سنتين متتابعتين، مما حدا بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» إلى تكريم الصندوق.

نعم.. لقد رأينا شاحنات الصندوق الضخمة تجوب محافظات مصر تحمل إليها الخير، وتمد يد العون.. ليس فقط فى أوقات الشدة كما تابعنا فى أسوان بإغاثة متضررى السيول، فكان التدخل السريع والمشاركة الفعالة لرفع المعاناة عن المتضررين.. بل وفى الظروف العادية أيضا وجدنا القوافل الطبية والانسانية، ومبادرات التدريب والتمكين الاقتصادى لبعض الفئات على امتداد أكثر من مليون كيلومتر مربع تشكل مساحة الجمهورية.

لقد أثبت الصندوق منذ تدشينه فى الأول من يوليو 2014 قدرته على مشاركة المؤسسات الحكومية والمجتمع المدنى والقطاع الخاص وغيرها بكفاءة، كداعم وممول لمشروعات تستهدف الفئات الأكثر احتياجًا، بما يجسد معنى التنمية المستدامة ، بعيدا عن المُسكنات المؤقتة.. فأجمل ما فى الصندوق أنه يعمل كثيرا على طريقة «علمنى الصيد، ولا تعطنى سمكة».