الغارات الإسرائيلية تدمر القطاع الصحى الفلسطينى

أهالى غزة: نعول على جهود مصر لوقف إطلاق النار

شاحنات الهلال الأحمر فى طريقها إلى غزة لتقديم معونات طبية عاجلة للفلسطينيين
شاحنات الهلال الأحمر فى طريقها إلى غزة لتقديم معونات طبية عاجلة للفلسطينيين

تواصلت عمليات القصف والتصعيد المستمرة للحرب على قطاع غزة بوتيرة واحدة وتكرار مشاهد الدمار والمجازر المأساوية، فى مناطق وسط وجنوب غزة خاصة المنشآت الصحية، وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين خاصة الأطفال والنساء، حيث تعرضت المناطق إلى إلقاء عشرات الأطنان من القنابل مالم تتعرض له أى مدينة فى وقتنا الحاضر، مما أدى إلى نزوح قسرى للسكان بحثاً عن مأوى ومكان للعلاج، وهم يعيشون الصعاب فى مواجهة برد الشتاء والأمراض المعدية، وكذلك المجاعة بسبب نقص الغذاء فى أماكن إقامتهم.. ويصف الفلسطينيون، حال القطاع الصحى فى قطاع غزة، الذى يعانى من مهمة كفاح البقاء بعد أن تعرضت المستشفيات إلى عمليات قصف دموى مما افقده «القطاع الصحى» القدرة على تقديم أبسط الخدمات الصحية للجرحى.. كغيره من المستشفيات فى مختلف محافظات قطاع غزة.


وقال أبومجدى، أن مشاهد الدمار حلت بالمستشفيات بما يؤكد قسوة الهجمات التى تعرضت لها من خلال قصف المدفعية وغارات الطيران الإسرائيلى المتواصلة، والتى خلفت وراءها أكواما من التراب والركام تحته عشرات المفقودين من أثر القصف.


وقال أبوسامح، ان منطقة خان يونس كانت آخر محطة للنزوح، بينما بقى ابن عمى الذى رفض ترك منزله فى شمال غزه، ولكن شاء القدر ان تطول عمليات القصف الإسرائيلى منزله ضمن عدة منازل اخرى ، مما أدى إلى استشهاده هو وابنه وأصيب عدد آخر من أفراد أسرته، والذين يتلقون العلاج فى مستشفى المعمدانى، الذى يعانى نقص الإمكانيات.
وأكد أبوعبدون، من مخيم النصيرات شمال غزة، أنه بعد ان عاد إلى أسرته من مصر ظل يبحث عن خيمه للمبيت فيها، بعد قصف منزله، ومنزل شقيقه، حيث تم نقل أبناء شقيقه وزوجته إلى المستشفى لتقديم الاسعافات الأولية، وقد بحث كذلك فى اماكن الايواء والتى اكتظت بآلاف الفلسطينيين لكنه لم يجد.


وقال «أبوزهران»، اننا نبحث عن الحياة وسط الركام، كما نبحث عن الامان وسط القصف والدمار، ومازلنا نترقب الأيام من أجل ان ينظر إلينا العالم والمجتمع الدولى كبشر، وأرواح أنهكها العدوان وادماها الموت والجوع، بعد خروج المنظومة الصحية عن العمل بسبب قصف اعداد كبيرة من المستشفيات.
وقد كان القدر رحيما بـ»عبدالسلام»، الذى ترك شقيقه ليذهب إلى المحل المجاور لشراء علبة سجائر، فى الوقت الذى قصف الطيران منزله فى مخيم المغازى، وقد ظل يبحث عن افراد أسرته تحت الركام وفى الطرقات، بعد أن أصيب نحو 8 أفراد منها ولم ينجو من عملية القصف سوى هو، واستشهد شقيقه وأفراد أسرته بسبب شدة الغارة، وكذلك عدد كبير من النازحين إلى المخيم سقط منهم اعداد كبيرة ما بين شهيد وجريح، حيث تم تقديم العلاج لهم فى طرقات مستشفى شهداء الاقصى بدير البلح.


وقدم الشكر لمصر قيادة وشعبا على حهودها المبذولة من أجل وقف شامل لاطلاق النار رحمة بالمدنيين الذين يواجهون خطر الموت بسبب الغارات المتواصلة على عدة أهداف حتى مناطق الجنوب التى دعت إسرائيل للنزوح إليها.


وتقول السيدة «أم عبدالكريم»، من منطقة تل الزعتر، انها استضافت عددا من النازحين فى منزلها لحماية الأطفال والسيدات من صدمات القصف المتواصل خاصة للمستشفيات لدرجة انها لم تتمكن من نقل ابن اختها إلى مستشفى شهداء الاقصى بدير البلح، لتلقى العلاج حيث كان المستشفى مكتظا بالجرحى والمرضى.


وقالت ان كل السيدات فى المنزل يلبسن لباس الصلاة وجاهزات للموت فى كل لحظة، فنحن اننا نجتمع فى غرفة واحدة داخل المنزل، حتى إذا متنا نموت مع بعض، حيث نقضى الوقت فى قراءة القرآن وندعو الله أن يفرجها علينا ويفك الكرب ويزيل الغمة على قطاع غزة.. واضافت: نحن منتظرون النصر..فقد وعده الله لنا.. فالنصر من عند الله.. ولذا فنحن أقوياء لانخاف الموت، لان الموت بالنسبة لنا شهادة.