نهار

ما يستحق الحياة!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

«كى لا تتبخر الأرض» ليس مجرد عرض مسرحى لفرقة الرقص المسرحى الحديث بدار الأوبرا..لكن وثيقة جمالية وذاكرة ٣٠ عاما، منذ أن أسس المخرج والمصمم وليد عونى فرقة الرقص المسرحى الحديث١٩٩٣...العرض رؤية مشهدية من ريبورتوار عروض الفرقة (٣٤ عرضا)ترصد ملامح التطور الحركى والجمالى للرقص المسرحي، والرؤية التى حرص وليد عونى على تقديمها فى كل العروض...حيث امتزاج الثقافات والتأسيس الجمالى من أجل الإنسان..جذوره وأرضه وهويته..صيانة الحياة والتمسك بها (على هذه الأرض مايستحق الحياة)...هكذا يطل مشهد الجدار العازل فى قلب العرض..تحكى الفتاة(قدمته ريم حجاب) عذابات فراق الأهل وضياع الأحباب..يمتزج سردها بأغنية فيروز (شادي) حيا فى ذاكرة الطفولة (وأنا صرت أكبر وشادى بعده صغير عم يلعب عالتل).. مشهد يصون الذاكرة، وسط خلفية فيلمية لاجتياح بيروت ودمار غزة..لكنها الحياة..يولدون ويغنون.. يرقصون ويموتون.. ويولدون ويرقصون.. ويموتون ويرقصون..هى الأرض حتى لا تتبخر، وهى إرادة الحياة دائما..


مشهد هو امتداد لمفردات جمالية فى عروض سابقة..(أغنية الحيتان)١٩٩٨ بمناسبة ٥٠ عاما على نكبة فلسطين...(تحت الأرض)٢٠٠٢ عن أطفال فلسطين ..(فيروز هل زرفت عيونك دمعا)٢٠٠٦ عن اجتياح إسرائيل لبيروت...(لو تكلمت الغيوم) بعض من٢٠٠٧ عن الحائط العازل فى فلسطين.. ويقدم العرض أيضا، مفردات جمالية أخرى من ريبورتوار الفرقة، ليعكس التطور الحركى والجمالي...حرية الحركة، والتبسيط المجرد داخل مشهدية تدمج عناصر فنية مختلفة من إضاءة، ملابس، ديكور، موسيقي، حركة فى إبداع سينوغرافى هوأحد أبرز جماليات عروض فرقة الرقص المسرحى الحديث، وأحد أبرز جماليات المخرج وليد عوني، وهو الفنان التشكيلى بالأساس، عمل سنوات كمصمم سينوغرافى مع المصمم العالمى موريس بيجار.