كشف حساب الدراما بين التجديد و النجاح المؤقت

 الدراما في ٢٠٢٣
الدراما في ٢٠٢٣

محمد‭ ‬إسماعيل

تنافس‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬اهتمام‭ ‬المشاهد‭ ‬طوال‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬مابين‭ ‬أعمال‭ ‬تم‭ ‬عرضها‭ ‬تليفزيونيا‭ ‬وأخرى‭ ‬عرضت‭ ‬علي‭ ‬المنصات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬النقاد‭ ‬قد‭ ‬تباينت‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬مدى‭ ‬جودة‭ ‬وتنوع‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬فنيا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الزخم‭ ‬الذي‭ ‬شهده‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.. ‬يفند‭ ‬النقاد‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬طبقا‭ ‬لآرائهم‭ ‬وتقييمهم‭ ‬لها،‭ ‬وكذلك‭ ‬أداء‭ ‬الفنانين‭ ‬وأبرز‭ ‬الظواهر‭ ‬الدرامية‭.‬

ترى الناقدة ماجدة موريس أن موسم 2023 الدرامي حقق نجاحا كبيرا ويختلف كثيرا عن الأعمال السابقة، فتقول: شهد هذا موسم تنوع كبير في المسلسلات، بالإضافة إلى اختيار موفق للعديد من الموضوعات التي تم تناولها ولم نشهدها من قبل، مثل مسلسلى “حدث بالفعل” و”سفاح الجيزة” وغيرها من الأعمال التي قدمت نماذج لأحداث واقعية حقيقية ألقت الضوء عليها، بالإضافه إلى ذلك فإن الموسم شهد أيضا عودة حميدة للأعمال الدينية والتاريخية التي كنا نحتاج إليها، والتي كانت تقدم في الثمانينات والتسعينات، إلا أنها اختفت تماما فى الفترات السابقة، ولكنها بدأت في العودة تدريجيا هذا العام، وأبرزها على الإطلاق مسلسل “رسالة الإمام” لخالد النبوي والذي كان نقطة مضيئة تلألأت في 2023  كونه يتحدث عن الصورة الذهنية للإسلام وقدم الإمام الشافعي بوسطية وسماحة شديدة، وخالد النبوي جسد الشخصية بشكل مميز، ولذلك فهو عمل متكامل خاصة في اختيار الأحداث والموضوع بعناية، ولذلك لم يشهد أي انتقادات له تاريخيا أو دينيا، بالإضافة إلى أن المسلسل تميز أيضا بأنه اختلف عن المسلسلات التي تم انتاجها من قبل بطريقة الحوار والمناقشة وتقديم الأحداث، بعيدا عن الصوت العالي والحوار المتشدد الذي طالما عانينا منه في بعض الأعمال الدينية السابقة.

قضايا المرأة

وتضيف ماجدة موريس: وبعيدا عن الأعمال الدينية والتاريخية فقد شهد العام تنوعا فريدا في الموضوعات الإجتماعية التي تمس المجتمع، ومنها مسلسل “الهرشة السابعة” لأمينة خليل ومحمد شاهين الذي تشعر معه أنك تواجه وتشاهد صراع وخناقة حقيقية بين زوجين بعيدا عن الافتعال، بالإضافة إلى مسلسل “مذكرات زوج” لطارق لطفي الذي أيضا قدم أبرز المشكلات النفسية التي يعاني منها بعض الأزواج وتؤثر على حياتهم الزوجية، هذا بالاضافة إلى أن هذا العام شهد استمرار تقديم الأعمال البطولية كمسلسل “الكتيبة 101” والذي يوضح بطولات الشهداء في محاربة الإرهاب، وكذلك عدم تجاهل المرأة على الإطلاق ودمج مشاكل المرأة بشكل عام ومشاكلها بشكل خاص في المجتمع الصعيدي مثلما شاهدنا في مسلسل “ستهم” لروجينا عن قصة حقيقية، ومسلسل “عملة نادرة” لنيللي كريم.. ومن أبرز ظواهر العام هو استمرار الاعتماد علي مسلسلات الـ ١٥ حلقة ومسلسلات القصص القصيرة في ٣ أو ٥ حلقات لكل حكاية، مع الاحتفاظ بوجود مسلسلات الـ٣٠ حلقة.

وعلى النقيض تماما تقول الناقدة ماجدة خير الله: على الرغم من تخمة الأعمال الدرامية التي شاركت في 2023، سواء التي عرضت في رمضان أو خارج الموسم، إلا أنها فنيا لم تضف أي جديد يذكر، ولا يمكن أن تتذكر هذا العمل بعد عدة سنوات نظرا للضعف الشديد في السيناريو، والاختيار غير موفق للموضوعات التي تناولتها هذه المسلسلات.. على الرغم من الإشادة ببعض المسلسلات إلا أنه نجاح وقتي فقط، فهى ليست مثل الأعمال التي عرضت في الثمانينات والتسعينات، كمسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، و”ليالي الحلمية”، و”البخيل وأنا”، كلها أعمال لاتزال محفورة في تاريخ مصر الدرامي، وهي التي نشاهدها حتى الآن بدون ملل، لأنها أعمال متكاملة فنيا، فقد أخذ كل مسلسل منهم حقه في السيناريو والإخراج والإضاءة والديكور، بخلاف بالطبع اختيار وأداء الفنانين وقتها.. وفي هذا العام الذي أوشك على الانتهاء هناك أعمال نالت إشادة كبيرة وأنها مأخوذة من واقع حياتنا عن قصص حقيقية، مثل “سفاح الجيزة”، و”حدث بالفعل” وغيرها، وهي النصيحة التي طالما طالبنا بها المؤلفين بأن يبتعدوا عن الاستسهال وأن يبحثوا في دفاتر المجتمع للتنقيب عن كل ما هو جديد ومهم يمس المواطن المصري، بحيث أنك عندما تشاهد العمل قد تجد حياتك بداخله، إلا أن تنفيذ النصيحة جاء بشكل خاطئ وارتكز المؤلف في حكايته عن أحداث حقيقية فقط ولكنها لاتهمنا في شئ ولم تضف أى جديد. 

وتضيف ماجدة خير الله: لكل قاعدة شواذ وهناك استثناءات في مسلسلات 2023، ومنها مسلسل “تحت الوصايا” لمنى زكي فهو عمل فني متكامل يستحق أن يفوز بجائزة مسلسل العام، لما قدمه من موضوع اجتماعي مهم، وارتباط متكامل في الأحداث، بخلاف طبعا أداء الممثلين وعلى رأسهم منى زكي والأطفال الذين شاركوا فى العمل، ولا ننسى أيضا الإخراج وكادراته المتميزة.. ليس مسلسل “تحت الوصايا” فقط ولكن أيضا مسلسل “الهرشة السابعة” لأمينة خليل ومحمد شاهين، ومسلسل “رشيد” لمحمد ممدوح الذي يزداد تألقا عملا بعد الآخر، وعلى الرغم من إجادة طارق لطفي في مسلسل “مذكرات زوج” وتناوله قضية مجتمعية، إلا أن اختيار موضوعه لم يكن موفقا، فليس كل خلاف وخناقة زوجية تصلح لعمل مسلسل عنها، فهناك مسلسلات حققت نجاحا وقتيا، كمسلسل “جعفر العمدة”، إلا أن هذا النجاح لن يدوم طويلا.. كذلك الاختيار غير الموفق للجزء الثاني من مسلسل “رمضان كريم” والذي تأثر بغياب أبطال الجزء الأول، وكان الأولى الاكتفاء بنجاح الجزء الأول فقط، للأسف هناك حالة عدم إدراك في اختيار عدد الحلقات في المسلسلات القصيرة، فهناك موضوعات تحتاج إلى عدد قليل من الحلقات، وأخرى تحتاج إلى مزيد من التفاصيل تحتاج 30 حلقة لاستيعابها.

تراجع ملحوظ

كما تشير ماجدة خير الله قائلة: للأسف حال الكوميديا في مصر في تراجع شديد، فكل الأعمال الكوميدية لم تنجح علي الإطلاق، لدرجة أن هناك أعمال مرت مرور الكرام دون أن يتابعها أحد بخلاف مسلسل “الصفارة” لأحمد أمين الذي يختار أدواره بعناية، بالإضافة إلى مسلسل “بالطو”، ويجب على صناع الأعمال الكوميدية أن يدركوا تماما أن زمن “الإفيهات السمجة”، والرداءة في الألفاظ لمجرد الإضحاك لم يعد نافعا، وأنهم يجب أن يحترموا عقلية وذوق المشاهد، فالأنجح على الإطلاق هي كوميديا الموقف فقط، في حين انهارت أمامه أعمال أخرى مثل “الحاج اكسلانس” وهو عمل لا يليق بحجم ومكانة فنان كمحمد سعد وكذلك مسلسل “1000 حمدلله علي السلامة” ليسرا.

وتؤكد ماجدة خير الله أن أداء ريهام عبد الغفور وتنوعها في اختيار الأعمال التي جسدتها كان فريدا على الإطلاق، فتقول: هي ممثلة تزداد توهجا يوما بعد يوم بمشاركة متميزة لمسلسلات مثل “الأصلي” و”رشيد” و”أزمة منتصف العمر” و”منعطف خطر” و”وش وضهر”، في حين يؤخذ على حنان مطاوع أن أدائها أصبح متشابه في الكثير من أعمالها على الرغم من نجاح مسلسلها “صوت وصورة”.

 

إقرأ أيضاً : 5 مسلسلات « سوبر ستار » خارج الموسم الرمضاني


 

 

 

;