أخر الأخبار

آخر صفحة

حامد عزالدين يكتب: أمريكا.. وكذبة التفوق الأخلاقي المتبجح

حامد عزالدين
حامد عزالدين

«حين يرفض النازحون تحت الاحتلال الخضوع، وحين يستمرون فى المقاومة فإننا نسقط كل ادعاء مهمتنا الحضارية ونطلق العنان، كما الحال فى غزة، لعربدة الذبح والدمار. نحن نسكر بالعنف ونقتل بشراسة متهورة ونتحول إلى وحوش عندما نتهم  الذين يتعرضون للاضطهاد، بأنهم هم الذين يقومون بالاضطهاد.

وعندما نعرى كذبة تفوقنا الأخلاقى المتبجح، فإننا نكشف الحقيقة الجوهرية للحضارة الغربية، فنحن القتلة الأقسى والأكفأ على الكوكب، ولهذا السبب فقط نسيطر على بؤساء الأرض. الأمر لا يتعلق بالديموقراطية أو الحرية أو التحرر، هذه حقوق لا ننوى أبدا منحها للمضطهدين .الشرف والعدالة والرحمة والحرية أفكار لا يعتنقها أحد، فهناك فقط أشخاص بلا معرفة أو فهم أو مشاعر يسكرون بكلمات .. يرددون كلمات يهتفون بها متوهمين أنهم يؤمنون بها من دون الإيمان بشيء آخر غير الربح والمنفعة الشخصية وإرضاء أنفسهم».

ما سبق ليست كلماتى، لكنها جزء من خطاب قوى ألقاه الصحفى الأمريكي المعروف كريس هيدجز الذى عمل لسنوات طويلة مديرا لمكتب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى الشرق الأوسط .

وبكى بالدموع فى نهايته، وكأنه يعلن ندمه بعد سنوات طويلة ظن فيها أن بلاده هى نموذج للقيم الأخلاقية «المزعومة»، وإذا بها تتعرى تماما ليكتشف العالم حجم سوءاتها، وهى تقف ومعها ربيبتها بريطانيا بخلفيتها الاستعمارية، فى مواجهة العالم رافضة وقف إطلاق النار فى غزة «المغلوبة على أمرها» لمنح الكيان الصهيونى المصنوع بريطانيا وأمريكيا المزيد من الفرص لمواصة قتل المدنيين وتشريدهم (شهداء المدنيين فى غزة وصلوا الى نحو عشرين ألفا منذ السابع من أكتوبر، والمصابون تخطوا الخمسين، و60% من البيوت والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس تم تدميرها. ويعيش الفلسطينيون بدون أبسط الاحتياجات الإنسانية من طعام أوماء أو وقود أو دواء) . 

والعجيب أن 75% على الأقل من الشعوب فى الولايات المتحدة والدول الأوروبية الغربية التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا ترفض الإبادة الجماعية والمذابح الجارية فى غزة الجريحة والضفة الغربية المحتلة، فيما لا يجرؤ أصحاب القرار على مجرد المطالبة بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وفقا للقرار الذى أوقفت أمريكا تطبيقه باستخدام حق الفيتو اللعين وبامتناع بريطانيا التابعة.

بل إن الغرب بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا يعتبر مجرد التعبير عن رفض الإبادة الجماعية وقتل المدنيين هو جريمة تستحق العقاب. والأعجب أن نفس هذه الحكومات التى تستحق الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية، هى ذاتها التى تقدم نفسها بوصفها حامية حمى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وبصفة خاصة حقوق الشواذ!! وربما كانت النقطة المضيئة «الوحيدة» فى ظل كل هذا السواد الأخلاقى هى أن الغالبية العظمى من شعوب الأرض فهمت الحقيقة «المرة»، ولا أظنها ستتوقف بعد ذلك عن الدعوة إلى القضاء على ذلك النظام «الصهيونى» الخبيث الذى يقود العالم ويسيطر عليه منذ عقود، وأظن أنه يقترب من النهاية. 

■■■

هناك بعض الشخصيات المصرية من هؤلاء الذين التحفوا برداء الديمقراطية الغربية وقيمها الـ«مزعومة» من حرية التعبير واحترام حقوق الانسان، وتعاملوا حتى مع المعجبين بهم بكثير من التعالى والفوقية حتى أنهم وصفوا الذين أحاطوا بهم ذات يوم بأنهم «مجموعة من الحمير»! انتظرت أن يدلوا بدلائهم فى الصورة البشعة التى ارتضتها لنفسها الإدارة الأمريكية زعيمة الغرب فى دعم جرائم الكيان الصهيونى فى غزة، وحتى اليوم لم يعلن أحد منهم موقفا، ويبدو أنهم أغلقوا أبوابهم على أنفسهم حيث يعيشون وأصابتهم السكتة العقلية. 

◄ آخر كلام:

فرحة المصريين «جميعا» كانت كبيرة بفوز الأهلي المستحق وبجدارة على فريق اتحاد جدة السعودى فى كأس العالم للأندية لكرة القدم التى تستضيفها المملكة العربية السعودية.

كانت الفرحة كبيرة بقدر «الثقة الزائدة» التى أظهرها الإعلام الرياضي السعودي في قدرة أكبر نجوم العالم الذين استقدمهم الاتحاد «خصيصا» لهذه البطولة فى تحقيق الفوز على الأهلى! ولهذا اكتسى ملعب الجوهرة المشعة السعودى فى جدة باللون الأحمر «الأهلاوي» فى النهاية .