المرأة.. رأس الحربة في الانتخابات| «عظيمات مصر» يتصدرن المشهد كالعادة

المرأة.. رأس الحربة في الانتخابات
المرأة.. رأس الحربة في الانتخابات

كعادتها تصدرت المرأة المصرية، المشهد فى الانتخابات الرئاسية 2024، فخرجت منذ الساعات الأولى لأول أيام الانتخابات بالداخل، والتى عُقدت على مدار أيام «10 - 11 - 12» ديسمبر الجاري، للاصطفاف فى طوابير أمام اللجان بالقاهرة والمحافظات، فى انتظار فتح اللجان للإدلاء بصوتها، وقد حملت أغلب السيدات أعلام مصر، مؤكدات أهمية مشاركتهن فى اختيار رئيس البلاد للسنوات الـ6 المُقبلة، إيمانُا منهن بدورهن فى صناعة المُستقبل، وحرصت بعض السيدات على اصطحاب أطفالهن الصغار، حرصًا منهن على تعليمهم أهمية المُشاركة الوطنية، ومُمارسة حقهم الدستورى، وقادت السيدات باقى أفراد الأسرة للتصويت بالانتخابات فى مشهد مُبهر.

◄ اصطحبن أطفالهن وتقدمن الصفوف.. وقدن أفراد الأسرة إلى الانتخابات

◄ نساء الأسمرات: «نرد الجميل لوطننا».. وأمهات الشهداء: «صوتنا لأرواح أولادنا»

◄ مايا مرسي: مشاركتهن أثبتت إخلاصهن فى حب الوطن

أمام لجنة مدرسة «تحيا مصر2» بالأسمرات، وفى أول انتخابات يشهدها حي الأسمرات، الذى تم إنشاؤه للحد من العشوائيات المنتشرة فى القاهرة، ووسط أجواء احتفالية بين جموع الناخبين، أثناء اصطفافهم بطوابير طويلة أمام اللجان الانتخابية، حاملين الأعلام، بأول أيام الانتخابات الرئاسية، رسمت السيدات ملحمة وطنية مُتقدمة صفوف الناخبين أمام مقار اللجان الفرعية بالأسمرات، مُرددات هتافات حماسية، ومُعربات عن دعمهن للقيادة السياسية لاستكمال مسيرة التنمية والتقدم التى تشهدها البلاد، مؤكدات أن مشاركتهن بالانتخابات بكثافة ردًا لجميل الدولة.

أمينة الجندى، 55 عامًا، ربة منزل، إحدى سكان الأسمرات، قالت إن مشاركتها فى الانتخابات الرئاسية بمثابة رد جميل للرئيس السيسي، الذى أنقذنا من العشوائيات الخطرة التى كنا نسكن فيها، ووفر لنا مسكنا ملائما وآدميا، واليوم نزلنا لنرد له الجميل، لافتة إلى أنها كانت حريصة على توعية زوجها وأولادها الثلاثة بأهمية المشاركة، وانتخاب الرئيس لاستكمال مشوار التنمية والتغيير الذى تشهده مصر حاليًا.

◄ حياة كريمة
بجوار أمينة، وقفت ليلى صابر، 35 عامًا، وفى يدها طفلها محمد، 7 سنوات، وقالت: «نزلت للمشاركة فى الانتخابات لأن هذا واجبنا تجاه مصر، التى لم تتأخر عنا ووفرت لنا حياة كريمة كنا نحلم بها»، وأشارت إلى أنها اصطحبت نجلها للانتخابات، لتعلمه كيف يحمى حقه ويحافظ عليه، وليعلم أن صوته أمانة يجب ألا يضيعها أبدًا.

وسجلت سيدات مدينة نصر، تواجدًا مُكثفًا وملحوظًا فى طوابير الانتخابات، منذ بدء التصويت فى التاسعة صباحًا، وكادت طوابير النساء تتساوى مع طوابير الرجال، وقد دارت الأحاديث فى طوابير السيدات، حول طبيعة المرحلة السياسية التى تمر بها البلاد، وحثهن على التواجد جنبًا إلى جنب مع الرجال فى رسالة تحمل معانى مشاركتهن فى تحديد مُستقبل البلاد، حيث قالت الدكتورة راندة خيرى، طبيبة أطفال: «حرصت على النزول للمشاركة قبل ذهابى لعملى فى مستشفى التأمين الصحى، إيمانًا بضرورة المشاركة لرسم صورة حقيقية وجيدة عن مصر أمام العالم الذى يراقب هذه الانتخابات ويتابعها جيدًا، فمشاركتنا واجب وطني ورسالة للعالم بأننا مُتحدون ومُصطفون خلف قيادتنا السياسية».

◄ مستقبل ابني
وبنبرة صوت حماسية، أكدت منى عبد الرشيد، إحدى السيدات المُشاركات فى التصويت، أنها شاركت فى جميع الانتخابات السابقة، وكثيرًا ما تُشجع أصدقاءها وجيرانها على مُمارسة حقهم الانتخابى، وأن المرحلة الحالية تتطلب مشاركة الجميع، ومشاركة المرأة قبل الرجل، بينما قالت سيدة محمد، التى حملت ابنها صاحب الأربع سنوات بين ذراعيها، أنه السبب فى نزولها للتصويت فهى ترغب فى تحقيق مُستقبل أفضل له ولجميع أطفال مصر.

لم يقتصر تواجد السيدات أمام مقار اللجان على الشابات فقط، حيث تقدمت الحاجة نادية الجندى، صاحبة الـ65 عامًا، صفوف الناخبات، مُستندة على عكازها، وهى تهتف: «تحيا مصر»، مُشيرة إلى أنها تحرص على مُمارسة حقها الدستورى، ولا تفوت انتخابات إلا وتشارك بها، مؤكدة أن صوتها أمانة ستُسأل عنها أمام الله، مُضيفة: «الصعب عدى، والجاى كله خير إن شاء الله، المهم أن نبقى خلف بلدنا متحدين على قلب رجل واحد، ليعرف الجميع أن مصر عصية على الانكسار».

◄ حرصهن كبير
وكان لأمهات وزوجات وأهالى شهداء القوات المُسلحة والشرطة، حضور مُميز، فكانت مشاركتهن ليس للإدلاء بأصواتهن فقط، بل لتوجيه رسائل عدة لجموع المصريين، حيث حضرن للجان الانتخابات رافعات الأعلام المصرية، كما حمل أولاد الشهداء أعلام مصر، والدة الشهيد مُجند إبراهيم أحمد، قالت أثناء تواجدها أمام مدرسة القناة بالمعادى للإدلاء بصوتها، إنها تناشد جميع المصريين النزول للمشاركة فى الانتخابات، مُضيفة: «أنا أم شهيد وأناديكم بأرواح الشهداء لازم كلنا ننزل علشان بلدنا لتحيا مصر»، مُضيفة أنها سعيدة بحجم مُشاركة السيدات ونزولهن للمشاركة فى التصويت بالانتخابات الرئاسية، وقالت: «انزلوا صوتوا.. اللى مش هينزل يبقى بيفرط فى دم أولادنا الشهداء».

من جانبها، أشادت الدكتورة مايا مرسى، رئيسة المجلس القومى للمرأة، بحرص سيدات مصر على التصويت بكثافة وإيجابية من أجل مُستقبل بلدهن، موضحة أن المجلس تلقى العديد من الطلبات لمُساعدة كبار السن على الإدلاء بأصواتهن، ولفتت إلى أن المجلس بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للانتخابات قدم كل ما يستطيع فى هذا الشأن، قائلة: «لمسنا رغبة وحرصا شديدا على المشاركة فى الانتخابات من كبار السن»، وأشارت مايا مرسى، إلى أن المجلس تابع الانتخابات الرئاسية لحظة بلحظة، فى مُختلف المحافظات بالصور والفيديوهات من خلال فرق مُتابعين ميدانيين وصل عددهم لما يقرب من 2000 متابع على مستوى محافظات الجمهورية، إضافة لتخصيص غرفة عمليات لتلقى استفسارات وشكاوى السيدات والفتيات طوال أيام الانتخابات على المستوى المركزى، وعلى مستوى محافظات الجمهورية، عبر الخط المُختصر رقم «15115».

◄ كبار السن
وأوضحت رئيس المجلس القومى للمرأة، أن الغرفة عملت طوال فترة التصويت على مدار أيام الانتخابات الثلاثة، وحتى إغلاق باب اللجان، بهدف تلقى جميع الاستفسارات الخاصة بعملية التصويت، والتعرف على العقبات التى قد تتعرض لها السيدات خلال مشاركتهن للإدلاء بأصواتهن، والعمل على تذليلها من خلال التواصل مع غرفة عمليات الهيئة الوطنية للانتخابات، كما أشارت إلى أنها خلال توجهها للإدلاء بصوتها فى الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤، تفقدت أكثر من لجنة لمتابعة سير العملية الانتخابية، وقد لاحظت كثافة السيدات المصطحبات لأبنائهن وبناتهن، كما لاحظت أيضًا توافد كبار السن أمام اللجان الانتخابية بكثافة، وأكدت على دور المرأة المصرية حيث دائمًا تثبت قوة حسها الوطنى، وإخلاصها فى حبها لبلدها، وهذا ما أثبتته خلال الاستحقاقات الدستورية السابقة جميعها، وهو نفسه ما أظهرته مرة أخرى فى الانتخابات الرئاسية 2024.

إيزيس محمود، رئيسة الإدارة المركزية للتنمية والتدريب بالمجلس القومي للمرأة، قالت إن المرة المصرية أثبتت أنها فوق التوقعات، وأنها قادرة على تحقيق النجاحات فى كل المجالات، وأن لديها إمكانيات تفوق كل ما توقعناه، مُشيرة إلى أنها كالعادة كانت رأس الحربة، خلال استحقاق الانتخابات الرئاسية، مُضيفة: «كنا نعول عليها تعويلًا كبيرًا كما عولنا عليها فى كافة الانتخابات السابقة، وكانت على قدر المسئولية، وفازت كعادتها بالرهان، حيث قادت حركة المجتمع تجاه لجان التصويت، وكانت النموذج فى التوعية بأهمية المُشاركة فى الانتخابات، وقادت واصطحبت مختلف أفراد الأسرة إلى صناديق الانتخاب.

الكاتبة فريدة الشوباشي، عضوة مجلس النواب، قالت إن كل الأحداث السياسية من الانتخابات والاستفتاءات، دائمًا ما تشهد مشاركة كبيرة للمرأة بكل الفئات العمرية والثقافية والاجتماعية، فدائمًا تتصدر السيدات المشهد فى الانتخابات، ولم تكل المرأة من الوقوف بالطوابير الطويلة رغم تعبها أو كبر سنها ولكنها تصر على المشاركة والتصويت لتحديد مصير بلدها.

الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، عبرت عن سعادتها بمشاهد خروج المرأة المصرية والنزول للإدلاء بصوتها فى الانتخابات الرئاسية، مُشيرة إلى أنه كان هناك زخم كبير على اللجان الانتخابية من السيدات منذ اللحظات الأولى من انطلاق عمليات التصويت.

النائبة مي رشدي، عضوة مجلس النواب، أكدت أن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية ليست استحقاقا دستوريا فقط، ولكنه واجب وطنى على كل مصرى ومصرية، حريص على أمن واستقرار الوطن، مُضيفة أن مشاركة المرأة في الانتخابات، ليست الأولى من نوعها، فقد كانت شريكًا رئيسيًا فى الأحداث السياسية، وقد برز هذا الدور فى كل الاستفتاءات والانتخابات التى أجريت عقب ثورة 25 يناير وحتى الآن.