بكى عليهما أهالي قنا l «طارق» مات بعد فرحه بأيام .. ورحلت «ياسمين» بعد أسبوع من خطبتها

طارق
طارق

قنا‭: ‬أبو‭ ‬المعارف‭ ‬الحفناوي‭ ‬

  لا فرار من الموت حتى ولو كنا في بروج مشيدة؛ هذه حقيقة مؤكدة غير خاضعة للمناقشة، ولكن يبقى وجع الفراق في صدور المحبين..؛

خيم الحزن على أهالي مركز نجع حمادي، شمالي محافظة قنا، بعد وفاة عريس عقب فرحه بأيام، ووفاة طالبة التربية بعد خطبتها بأيام؛ ليسكن الحزن في قلوب محبيهما، الذين أعلنوا أن الأيام والسنين مهما مرت فهي لن تنسيهم ابدا، وأن الفراق كان قاسيا على الجميع.

الحزن على الفراق، كان صعبًا للغاية، كثيرون أصيبوا بصدمة نفسية، ودخلوا في نوبات من البكاء، صراخ دوى بأحزانه على الجميع، وذكريات جميلة تحولت الى كابوس لم يستطع أحد أن يفيق منه، وكأن محبيهم دخلوا في مرحلة عصيبة، لم يصدقوا ماذا حدث، هل هذا حقيقي؟  فموت الفجأة قطف آخر الابتسامات وقضى على أشخاص، كانوا للتو معهم؛ فالموت كسر الفرحة، وتحولت إلى أحزان لن تُمحى على مر السنين.

ليلة العمر والفراق

عريس الجنة، كان محبوبا من الجميع، عاش طيلة حياته محبًا للجميع منذ الصغر لذا احبه الجميع صغيرهم وكبيرهم على حد السواء، فهو ينتمي لقبيلة البلابيش، إحدى القبائل العريقة في الصعيد، تربى أبناؤها على الرجولة والشهامة وحب ومساندة الخير، فضلا عن القيم والأخلاق والعادات التي تمت إلى الأصول التي تحكم دستور هذه القبيلة. 

طارق ماهر البلم، هو شاب يحمل في وجهه ابتسامة لم تفارقه يومًا من الأيام، ارتدى ثوب الرجولة منذ صغره، يعتز حتى مماته بارتداء الجلباب الصعيدي، الذي كان يتزين به، كان شاب خلوق يحب جيرانه واصدقاءه وهم أيضا يحبونه.

عاش طارق، طوال حياته يجامل الجميع، يقف معهم في أحزانهم وأفراحهم، كان في أفراح أصدقائه أبًا وأخًا وصديقا، يقف في الأمام، لم يترك أحدًا إلا وكان سندا له، لذلك تحول حفل حنائه وزفافه إلى زفة يشهد لها القاصي والداني، الكل يرقص ويفرح وكأن الفرح فرحهم.

طارق البلم، كان ينتظر ليلة العمر، في اليوم الموعود، ولأنه محبوب من الجميع، الكل شارك في التجهيزات لفرحته الكبيرة، لم يتركه أحد في جميع تجهيزات الفرح، سواء في تجهيزات عش الزوجية، أو ليلة الحناء أو حتى في زفافه، وأيضا أثناء تشييع جثماته.

قبل حفل زفافه بأيام، تحول منزل العريس، إلى اشبه بثكنة شعبية، من الأهل والأقارب والأحباب والأصدقاء، الجميع يحاول رد الجميل له، يجهزون حفل الزفاف وكأنهم «عرسان الليلة»، فالشاب الخلوق هو زينة شباب النجع، كما كانوا يطلقون عليه، جنى ثمار وقفته مع الجميع يوم فرحه وأيضا يوم مماته.

قبل فرحه بأيام، بدأ يدعو الجميع للحضور، في ليلة العمر، سجل التجهيزات والمراسم على صفحات الفيسبوك، رقص وفرح، برجولته التي نشأ عليها، كانت له «هيبة»، حتى عندما كان يرقص بالعصا على نغمات المزمار البلدي، في فيديوهات، تحولت من ذكرى الفرحة والسعادة، إلى ذكريات من الألم والحزن والحسرة على الفراق.

حمله أصدقاؤه على الأعناق، غنوا ورقصوا، فرحة لا توصف، سادت قرية الصياد بنجع حمادي، ولكن سرعان ما تبدلت الفرحة، إلى حزن شديد، بعد وفاة العريس، بعد أيام من دخوله عش الزوجية، عقب إصابته بوعكة صحية مفاجئة، قضت على حياته وكسرت فرحة عروسته وكل محبيه.

مشاهد قاسية وحزينة، خيمت على الجميع، الحزن سكن في قلوب الأهل والأقارب وزوجته التي لم تتحمل صدمة ما حدث، فشريك حياتها، مات فجأة ولم يكمل حلمها.

الشاب المحبوب اكتسب محبة الناس له، فنفس المشهد الذي حملوه فيه على أعناقهم في حفل زفافه، تكرر وهم يحملون نعشه؛ لتشييع جثمانه بعد وفاته.

فبعد أسبوع من الزواج، أصيب بوعكة صحية مفاجئة، توفى على اثرها، تاركا أحزانا تعشعش في قلوب الجميع سواء من يعرفه أو من سمع عنه.

ونعى أصدقاؤه وفاته بكلمات مؤثرة منها.. «وجعت قلوبنا.. وعريس في الجنة ان شاء الله، وربنا يرحمك ويصبرنا على فراقك والحزن عشعش في قلوبنا».  

واكتست صفحات مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك بقنا، بالسواد حزنا على وفاته، ولم يتمالك أصدقاؤه ما حدث وخرجت القرية بأكملها وكل محبيه؛ لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير.

عروسة في الجنة

لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة، للطالبة ياسمين أحمد حسن، والتي تدرس بالفرقة الثالثة بكلية التربية جامعة جنوب الوادي؛ياسمين توفيت بعد خطبتها بأيام قليلة، بعد إصابتها بأزمة قلبية وكأن قلبها الرقيق لم يتحمل فرحة الصغيرة، تاركة حزن وحسرة في قلوب والدتها واخوتها وخطيبها وأقاربها وأصدقائها وزملائها في الجامعة.

تداول أصدقاء الطالبة المتوفاة، صورها في حفل خطوبتها، ونعوها بكلمات مؤثرة منها:»وجعتي قلوبنا وعروسة في الجنة ومكناش متخيلين أن يجي الوقت اننا نكتب خبر زي كده.. ربنا يرحمك ويصبر أمك واخواتك عليكي ويصبرنا على فراقك، مش قادريننستوعب أي حاجه من اللي حصل، طب ده كل حاجة ياربي كنا فيها سوا، كل حاجة بنشوفك معانا فيها، وجعتي قلوبنا ياياسمين، مشيتي بدري عننا واللي مصبرنا تعبك اللي تعبتيه يجعله شفيع ليكي يا حبيبتنا ويصبرنا ربنا».

«ياسمين»، طالبة كانت محبوبة من الجميع، من خيرة الطالبات، وجهها بشوش وقلبها طيب، ملتزمة دينيًا وتعليميًا، لم يعرف قلبها الحقد أو الزعل، كانت طيبة لدرجة كبيرة، لذلك خبر وفاتها كان كالصاعقة نزل على الجميع.

«عروسة الجنة» عاشت  يتيمة الأب، ومعها أخ واخت، خطبتها تمت قبل وفاتها بأيام قليلة، والجميع فرح لفرحتها، ينتظرون الفرحة الكبيرة في حفل زفافها، إلا أن قضاء الله وقدره نفذ، وتوفيت بعد إصابتها بأزمة قلبية لم تتحملها، وتم دفنها في مقابر العائلة، وسط حالة من الحزن الذي خيم على  الجميع. 

اقرأ أيضا : مصرع طالب وإصابة والده في انقلاب دراجة بخارية بقنا


 

 

 

;