قبل الختام بساعات..

حوار| معز مرابط: المهرجانات أصبحت في وضع صعب لإقامتها في ظل تلك الحرب

محررة بوابة اخبار اليوم مع معز مرابط رئيس  مهرجان أيام قرطاج المسرحية
محررة بوابة اخبار اليوم مع معز مرابط رئيس مهرجان أيام قرطاج المسرحية

 لم نتمكن من استقطاب العروض الفلسطينية الكبرى بسبب التطبيع

ساعات قليلة، اليوم 10 ديسمبر، تنتهي دورة من أصعب دورات مهرجان أيام قرطاج المسرحية، وهي النسخة الـ24، التي أقيمت متحدية كل الصعوبات التي واجهتها، وعن التحديات وكافة تفاصيل المهرجان وكيف تخطاها، كان لنا لقاء مع الفنان د.معز مرابط رئيس مهرجان أيام قرطاج المسرحية.

في البداية.. حدثنا عن تحديات الدورة الـ24 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية خاصة أنها أقيمت في ظروف صعبة وقبله تم إلغاء العديد من المهرجانات؟

بالفعل تم إلغاء مهرجان أيام قرطاج السينمائي، قبل شهر تقريبا من إقامة الأيام المسرحية، بسبب ظروف الحرب على غزة خاصة أن الأمر كان في بدايته، كما أن جميع المهرجانات أصبحت في وضع صعب وحرج بالنسبة لإقامتها في ظل تلك الحرب، ولكن إصرارنا على إقامة مهرحان أيام قرطاج المسرحية كان نابعا من فكرة أن الفن والمسرح هما ضمير الشعوب وقادرين بالفن أن نسجل موقف ونوصل رسالة، وفي هذه الدورة من المهرجان طوعنا وكل برنامج الفعاليات لخدمة هذا الجزء، وبالفعل الرسالة وصلت بحضور عدد كبير من الضيوف على مستوى العرب والعالم ودعمهم الكبير لإخواننا في غزة وفلسطين، خاصة من خلال رسائل الفنانين والضيوف العالميين، وبمناسبة مرور الذكرى الـ40 لتأسيس المهرجان هذا العام، قررنا التركيز على البعد الدولي أكثر، بعدما كان يغلب عليه البعد الأفريقي والعربي، وقررنا أن نركز على التعاون مع مختلف أنحاء العالم وهذا من خلال السوق الدولية لفنون الفرجة التي أطلقناها لأول مرة هذا العام ونحاول تبادل العلاقات والثقافات، حاولنا أنه يكون المهرجان أكثر إشعاعا على المستوى الدولي من العروض والتنوع والتكنولوجيا الحديثة والمستوى الفني التقني للأعمال وأنه يكون على مستوى مشرف للعالم العربي.

يشارك عدد من العروض والضيوف من فلسطين في المهرجان هذا العام.. هل واجهتم صعوبة في حضورهم في ظل ظروف الحرب؟

بالفعل لدينا أكثر من عرض في المسابقات المختلفة، كما أنه كان هناك العديد من العروض كنا نريد مشاركتها، ولكن واجهنا مشكلة الخروج من البلد وعدم تمكنهم من العودة فلم يتمكنوا من التواجد، غير أنه وجدنا بعض العروض الكبرى، لدى أفراد من فريق عملها تطبيع مع الكيان الصهينوني، ولكن الفلسطينية رائدة طه مخرجة عرض "غزال عكا" ليست مقيمة في فلسطين لذلك تمكنت من الحضور والمشاركة.

اقرأ  أيضا:رئيس «أيام قرطاج المسرحية» يوضح سبب اعتذار العرض المصري «حكم نهائي»

جميع عروض المهرجان كانت تشهد إقبالا جماهيريا كبيرا.. ما سبب ذلك؟

الحقيقة أن الشعب الفلسطيني محب للمسرح جدا، وتربى على ذلك ، حيث تدرس مادة المسرح للتلاميذ منذ المرحلة الإبتدائية، وكان الرئيس الحبيب بورجيبه، خرج في خطاب خاص في فترة الستينات تحدث فيه عن المسرح وأهميته ودوره وضرورة تدريسه في المدارس نظرا لدور المسرح وقدرته على الاندماج.

ماذا عن تجربة عروض السجون أو "مسرح الحرية" ومتى بدأت؟

نسمي هذه التجربة ب"مسرح الحرية" وهو خاص بالأعمال التي تنتج في السجون، حيث الهدف منها دمج المساجين، وأن يكون السجن تطوير لقدراتهم الإبداعية ونؤكد على أن الفن يغير حياتهم ويكون متنفس لهم، وأن تخرج تلك الأعمال للعرض خارج السجن، ويشاهدها الجمهور، وهذا يكون بشكل استثنائي ضمن فعاليات أيام قرطاج المسرحية، لأن خروج المساجين يتطلب تامين واستعدادات خاصة، والحقيقة أن هناك حرص كبير من الهيئة العامة للسجون، أن يكون هناك تأمين كبير لهذا الموضوع، لأنهم يؤمنون بدور المسرح والفنون لذلك يكون التعاون شديد وقوي مع المهرجان، فالمسرح قادر على أن يغير مواقف شعوب ويغير في الإنسان بالتأكيد". وثمّن رئيس المهرجان، هذه التجربة، التي تتم بالاشتراك مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح، وتونس باتت رائدة في مجال حقوق الإنسان وفي تفعيل حق الثقافة للجميع بما في ذلك نزلاء السجون، ويشارك خلال هذا العام مايقرب 100 نزيل في السجون التونسية المختلفة، وذلك من خلال عرض 8 عروض مسرحية من إنتاج نوادي المسرح في المؤسسات السجنية، من ضمنها عمل مسرحي نسائي وعمليْن للأطفال الموجودين في الإصلاحيات، وتمّ انتقاء هذه الأعمال من ضمن 14 عرضا من إنتاجات نوادي المسرح في السجون، وتقدم العروض على مسرح دار الثقافة المغاربية ابن خلدون بتونس، في إطار قسم «مسرح الحرية» الذي دأب على تنظيمه المهرجان بالشراكة مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح بتونس، منذ 2017، ويتسابق على جوائز هذه الدورة من مهرجان أيام قرطاج المسرحية، نوادي المسرح الناشطة بكلّ من "السجن المدني بالمرناقية وبرج العامري وبرج الرومي والهوارب والمهدية وصفاقس والسرس بولاية الكاف، إلى جانب سجن النساء المسعدين"، فضلا عن مشاركة الأطفال الجانحين بمركز إصلاح الأطفال بسوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد، وهناك جوائز مخصصة لمسابقة قسم "مسرح الحرية"، أول جائزة أفضل عمل مسرحي، بقيمة 3 آلاف دينار، وهي جائزة تمنحها إدارة أيام قرطاج المسرحية، إلى جانب الجائزة الثانية 1500 دينار، والثالثة 1000 دينار، وتمنحهما الهيئة العامة للسجون والإصلاح، فضلا عن تكريم مختلف للمشاركين بتسليمهم شهادات مشاركة، انطلق "مسرح الحرية" في 2017 بتقديم عرض واحد خارج السجن، ثم تطور العدد إلى 5 أعمال مسرحية في 2018، ثم إلى 11 عرضا خلال 2019، و2021 ثم بلغت 12 عرضا خلال دورة 2022.

 

ما سبب اعتذار العرض المصري رغم أنه كان موجود في جدول فعاليات المهرجان بعد الطبع؟

عرض "حكم نهائي" تم اختياره من قبل لجنة اختيار العروض ليشارك ضمن المسابقة الرسمية في المهرجان، ومن شروط ولائحة المهرجان وكذلك المهرجانات الدولية العديدة تشترط على العروض ان تتحمل نفقات الانتقالات من بلادها إلى بلد المهرجان، واعتذر فريق العرض المصري "حكم نهائي"، لعدم تمكنهم من توفير نفقات الانتقال وتذاكر الطيران، وكان هذا الاعتذار مؤسف جدا لنا لأننا كنا نتمنى مشاركة مصرية ضمن المسابقة، ونحرص دائما على تواجد العروض المسرحية في أيام قرطاج المسرحية.

كيف تخطى المهرجان الصعوبات المادية وضعف الميزانية؟

الحقيقة أن ميزانية المهرجان مازالت هي نفسها التي كانت مخصصة له منذ سنوات، ولدينا طموح أن تزداد ميزانية المهرجان، ولكن هذا العام استطعنا أن نعقد شراكات ونحصل على دعم من بعض رجال الأعمال الذين لديهم اهتمام بالفن والمسرح، ولأول مرة يكون معنا شريك رسمي في المهرجان وهي إحدى الشركات، ولولاهم لم تكن تظهر هذه الدورة.

وماذا عن تأثر المسرح التونسي بالأزمة الاقتصادية؟

المسرح التونسي متأثر بالأوضاع الاقتصادية بالفعل، ومن يعمل في المسرح فهو مناضل، ولكن رغم هذا هناك إقبال واهتمام من الشباب بالفن المسرحي، ويعتبرونه وسيلة لأن يكون فنان ويتفاعل ويحسن حاله، ولكن الفقر في المسرح خلق أشكال فنية متميزة، ولأن الحاجة تخلق الوسيلة، ونتمنى الإمكانات ترتفع ويكون هناك إنتاجات مسرحية أكثر.

 

المسرح الوطني من أهم المسارح في تونس، ما هي التحديات التي تواجهك كمديرا له؟

 

المسرح الوطني، هو مؤسسة لديها دورا هاما في تفعيل المسرح ككل،  وتم تأسيسه عام 1983، ومؤسسه هو منصف السويسي وله دورا كبيرا في تاريخ المسرح التونسي، وهناك أيضا أسماء فنية كبيرة تولت إدارة المسرح قبلي، وأضافوا بصمة وخطوة مهمة، وأنا توليت إدار المسرح على مشروع مهم، ويحمل العديد من الجوانب، كيف نطور الإنتاج والتوزيع والبحث والنشر والتوثيق، وكذلك  تطوير شراكات على المستوى الوطني والدولي أن نعد كفاءات في التمثيل والإخراج والكتابة وعلى كل عناصر العمل الفني، ونعمل حاليا على شراكات مع روسيا وأمريكا في تقنيات الإخراج والمسرح والتدريب، ووعلى فكرة جميع ديكورات وورشات وأزياء أيام قرطاج المسرحية تتم في المسرح الوطني، هو مؤسسة متكاملة نعمل على أن يكون على المستوى والمقاييس العالمية.