خبر على ورق

أن تصبح لا أحد!

نوال مصطفى
نوال مصطفى

سألنى الكثير من الأصدقاء: هل ستنزلين للإدلاء بصوتك فى الانتخابات الرئاسية؟ أدهشنى السؤال فعلا، أجبت من سألنى بسؤال آخر: هل تريدنا أن نعود إلى الوراء؟ هل يمكن أن يكون للمواطن قيمة وتأثير حقيقى فى مجتمعه، وحياته ومستقبل أولاده إذا ما قرر من تلقاء نفسه أن يتنازل عن صوته الانتخابى، وأن يصبح وجوده كعدمه؟ أن يصبح لا أحد!

أنا شخصيا سوف أنزل لأدلى بصوتى، لأنه حقى كمواطنة مصرية ولا ينبغى أن أفرط فيه. أن أتمسك بدورى كناخبة، وأن أعبر عن رأيى .
السلبية هى طريق الفاشلين مع احترامى للجميع، وحل العجزة الذين لا يريدون أن نتقدم كشعب أو كمواطنين خطوة فى اتجاه المشاركة السياسية والتأثير على اتجاهات المستقبل فى بلادنا. 

يمكن أن يكون المرء له نظرته إلى بعض الأمور، لكن هذا كله لا يعطى مبررا لأن يتنازل المواطن عن حقه الانتخابى أو يفرط فيه.
ثقافة المشاركة السياسية يجب أن نؤصلها، ونغرسها فى أبنائنا إذا كنا نسعى فعلا لزرع قيمة الانتماء لمصر، والافتخار بكوننا مصريين ننتمى إلى حضارة سبعة آلاف سنة.

بلدنا مصر بلد كبيرة، يمظر لها العالم كله نظرة اعجاب وانبهار، ويروون فيها كنوزا تاريخية، طبيعية، وبشرية حقيقية، فلماذا نبخس حق أنفسنا، ولا ننظر لأنفسنا نظرة ثقة وتثمين لهذه الجنسية الغالية، الغنية بجينات الحضارة، والتقدم؟ لماذا يتخاذل البعض عن القيام بدورنا كمواطنين، ولماذا لا نعتز بهذا الصوت، ولو كان واحدا، ونسعى إلى أن يذهب لمن يستحق، ولمن يستطيع أن يخدم بلدنا الغالية مصر، ويحميها من شرور التربص بها.

 أياً كانت مشاغلك ضع هذا المشوار ضمن أهم أولوياتك فى واحد من تلك الأيام. خذ معك أبنائك ممن لهم حق الانتخاب، أذهبوا بسعادة لتأدية هذا الدور الوطنى، ليس من أجل شخص بعينه، ولكن من أجل إحساسك بأنك موجود، مؤثر، ولصوتك قيمة ومعنى.

الانتخابات فى الخارج كانت هادئة، وإيجابية، استمعت إلى آراء المصريين والمصريات فى الخارج من خلال شاشات التليفزيون وفيديوهات اليوتيوب، والحقيقة أسعدنى ما سمعته على أفواههم، البلد بلدنا، ولازم نشارك، الروح المصرية التى رأيتها مليئة بالوطنية وحب البلد، والإحساس بالدور الذى علينا أن نؤديه، أما المشهد الجميل الذى أثار انتباهى فهو وقوف ملك مصر الأسبق أحمد فؤاد أمام صندوق الانتخابات فى سويسرا يدلى بصوته فى انتخابات الرائاسة المصرية. عظيمة يا مصر.