لا عزاء للديمقراطية .. الشرطة الألمانية تعتقل كل من يندد بالجرائم الإسرائيلية فى غزة

الشرطة الألمانية تلقي القبض علي المؤيدين للقضية الفلسطينية
الشرطة الألمانية تلقي القبض علي المؤيدين للقضية الفلسطينية

مي السيد

شنت السلطات الألمانية حملة اعتقالات واسعة، وألقت القبض على عشرات الألمان، المؤيدين للقضية الفلسطينية علنا على شبكة الإنترنت وعلى حساباتهم الشخصية، وداهمت عقارات ومنازل وصادرت أجهزة كمبيوتر ومحمول، فى عدة مدن، حيث وجه لهم الإدعاء العام تهم معاداة السامية والتحريض على الكراهية، واستخدام رموز المنظمات غير الدستورية والإرهابية، وتأييد الجرائم.

أغلب الذين تم القبض عليهم، تنوعت أسباب ضبطهم لكنها تدور حول معاداة السامية، منها مثلا الإدلاء بتصريحات تدعم وتطالب بإقامة دولة فلسطين، وأخرى لمن ندد بالجرائم الإسرائيلية على صفحته الشخصية على السوشيال ميديا، وثالث رفع لافتات وصفت بالمعادية لإسرائيل خلال التظاهرات، ورابع أرسل لصديقه صورة تهين شعار علم إسرائيل، واتهامات أخرى من هذا القبيل.

تلك الإجراءات وصفتها وزيرة الداخلية فى الحكومة الإتحادية نانسى فيزر؛ بأنها تظهر العمل المستمر ضد المتطرفين ومعاداة السامية، لافتة إلى أنها تعتبر رسالة بأنه لا يمكنهم أن يشعروا بالأمان فى أى مكان فى ألمانيا، كل ذلك على الرغم من عدم عثور الشرطة على أى مخالفات جنائية فيما يتعلق بالهتافات والرموز والإعلام خلال المسيرات المختلفة المؤيدة لفلسطين. 

عقب اندلاع المظاهرات المؤيدة لفلسطين والرافضة للإحتلال الإسرائيلى، على خلفية الإبادة الجماعية التى مارستها ضد أهالى قطاع غزة؛ عكفت سلطات أمن الدولة الألمانية، على تعقب الجميع على السوشيال ميديا لمواجهة ما أسمته بـ ظاهرة معاداة السامية، كما عملت على تقييم التسجيلات الصوتية والمداخلات والآراء التى أظهرها الألمان كرد فعل على الجرائم التى ارتكبت فى حق الشعب الفلسطينى، وهو ما جعل هناك العديد من المشتبهين بهم، فى ارتكابهم جرائم معادية للسامية وجرائم أخرى على الشبكات الإجتماعية.  

تتبع المظاهرات

البداية كانت فى ولاية بافاريا؛ حيث نفذت الشرطة والقضاء مداهمات فى جميع أنحاء المدينة وتم تفتيش 17 عقارا فى ست مناطق إدارية فى تسعة منها فى ميونيخ وحدها، وتم مصادرة عدد كبير من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة كأدلة محتملة، وألقى القبض على 15 شخصا وشملت الإدعاءات التحريض على الكراهية، واستخدام رموز المنظمات غير الدستورية والإرهابية، وتأييد الجرائم.

ووفقا لمكتب الشرطة الجنائية فى ولاية بافاريا، فإن الإتهامات موجه ضد 15 رجلا وامرأتين تتراوح أعمارهم بين 18 و62 عاما، ويتم التحقيق فيما مجموعه 56 قضية معاداة للسامية، منهم على سبيل المثال طالب بالمدرسة الثانوية أرسل ملصقا لمهرج مكتوب عليه "غاز اليهود" فى دردشة على تطبيق واتس آب لأحد أصدقائه.

اقرأ أيضا : مداهمات عبر ألمانيا تستهدف نشطاء المناخ

أيضا تم ضبط رجل ألمانى الجنسية تركى فى الأصل، قام بنشر على حسابه على السوشيال ميديا أن "أبناء اليهود" لا يستحقون شيئا سوى "الذبح والإبادة" - بالإضافة إلى المطالبة بـ "تحرير فلسطين"، بجانب مواطن آخر قام بتوزيع صورة لهتلر مصحوبة بتعليق: "يمكننى قتل جميع اليهود، لكن تركت بعضا منهم ليعيشون لتعلموا جميعا لماذا قتلتهم، ويكتمل الشعار بعلم فلسطين وتعليق "فلسطين حرة" ورمز النصر.

ووفقا للمتحدثة بإسم الشرطة لوسائل إعلام محلية ألمانية؛ فتم القبض على رجل يبلغ من العمر 56 عاما من منطقة باساو نفى المحرقة فى العديد من المنشورات على فيسبوك، ويجرى التحقيق معه للإشتباه فى قيامه بالتحريض على الفتنة وتمت مصادرة جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به، كما تم تفتيش شقتين فى منطقتى فوسن وكوفبورين؛ لقيام أحد المقيمين بهما بنشر نجمة يهودية مع نقش "لم يتم تغذيتها بعد" والتى تعنى أنهم مازالوا يحتاجون للدماء.

أما المتهم الآخر فقام بنشر محتوى تحريضي وقلل من شأن المحرقة عدة مرات، وتم العثور على المتهمين فى شقتهما. وصادر ضباط الشرطة الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية.. وأمر بتفتيش آخر تم إصداره من المحكمة لشقة أحد المشتبه بهم لقيامه برسم كتابات معادية للسامية على جدران الشوارع  المختلفة فى كوبورغ، وتمكن ضباط الشرطة الجنائية من الحصول على الأدلة خلال العملية، ولكن لم يكن هناك أى اعتقال.

فى ميونخ قال متحدث بإسم مكتب المدعى العام؛ إن محكمة منطقة ميونيخ يحققون فى 56 قضية تتعلق بجرائم مختلفة ودعم فلسطين ضد مشتبه بهم معروفين وغير معروفين، هذا بجانب التحقيقات التى تم إبلاغ الشرطة بها ولم يتم عرضها على مكتب المدعى العام، وتتراوح الإدعاءات بين التغاضى عن الجرائم والتحريض على الكراهية والسرقة، على سبيل المثال إهانة أعلام إسرائيل.

مسيرة تضامن مع الشعب الفلسطينى

كما ألقت الشرطة القبض على شاب يبلغ من العمر 27 عاما بسبب تصريح أدلى به لإحدى القنوات التليفزيونية، خلال مسيرة تضامن محظورة مع الشعب الفلسطينى؛ حيث وصف بأن تصرفات حماس يوم 7 أكتوبر، كانت أقل بكثير مما كان يجب فعله فى الجيش الإسرائيلى المحتل.

ورغم الحظر الذى فرضته السلطات الألمانية على أى مظاهر لدعم فلسطين فى عدة مدن ألمانية، إلا أن المسيرات كسرت الحظر المفروض شارك فيها الآلاف من الأشخاص فى العديد من الأماكن المختلفة، منها مدينة إيسن؛ حيث مازالت الشرطة تقوم بالتحقق مما إذا كانت الجرائم المعادية للسامية قد ارتكبت من عدمه فى المسيرات؛ حيث شوهدت لافتات لحزب التحرير المحظور فى ألمانيا تدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية فى ألمانيا.

وقال متحدث بإسم الشرطة؛ إنه أصبح من الواضح خلال مظاهرة فى إيسن أن الموضوع المؤيد لفلسطين كان ذريعة وكان الهدف إقامة حدث دينى فى شوارع إيسن، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى الأعلام واللافتات المؤيدة للفلسطينيين، تم أيضا عرض تلك التى تشبه الرموز المحظورة لتنظيم الدولة الإسلامية وطالبان".

 وبحسب مكتب المدعى العام فهو متهم بإستخدام رموز منظمات غير دستورية؛ حيث قام المتهم بنشر صورة لعلم إسرائيلى مع صليب معقوف على منصة إكس، بجانب الكشف عن هوية آخر يبلغ من العمر  62 عاما من هاسفورت متهم  بالتحريض من خلال إدخاله على فيسبوك عبارات معادية للسامية، ورصد المحققون أيضا شابا عمره 18 عاما قام بتمزيق العلم الإسرائيلى فى مبنى بلدية أوجسبورغ مرتين، وقام أحد الأصدقاء بتصويره وهو يفعل ذلك، ووجه مكتب المدعى العام فى أوجسبورغ اتهامات بإنتهاك أعلام وشعارات وطنية لدول أجنبية وإتلاف الممتلكات.

ومازالت الأجهزة الأمنية الألمانية وفقا لوسائل الإعلام تعمل على تتبع المظاهرات المؤيدة لفلسطين وتفريغ التسجيلات المتوفرة عنها للبحث عن أى مظاهر قد تكون تساهم فى نشر كراهية اليهود ومعاداة السامية، التى أصبحت تتصاعد بعد الفظائع التى ارتكبها الإحتلال الإسرائيلى ضد سكان قطاع غزة العزل.

 

;