عاجل

الفائز بجائزة كشاف المترجمين: الترجمة العكسية لون من الإبداع

د.أيمن عباس
د.أيمن عباس

أثناء الاحتفال بمئوية د. لطيفة الزيات بالمركز القومي للترجمة الأسبوع الماضى أعلن فوز د. أيمن عباس بجائزة كشاف المترجمين فى دورتها الخامسة ، وذلك لترجمة أحد المقالات المهمة للأديبة والناقدة والأكاديمية د.لطيفة الزيات، إحدى رائدات العمل النسائي في مصر، وقام بالترجمة من العربية إلى الإسبانية، ويقول د. أيمن عن ذلك: «أسعدنى كثيراً فوزى فى تلك المسابقة، لأنها بمثابة تشريف لأى مترجم حيث تجئ من أكبر صروح الترجمة فى العالم العربى، وأنا الآن أترجم عدة أعمال وهي فى طور النشر»
ونسأله عن العمل الذى فاز به فيقول: «هو عبارة عن مقالة ذاتية لكونها تعبر عن شخصية الكاتبة، وتتمحور فى تكوين نسخة عن شخصيتها، والتعبير عن ذاتها من خلال الكلمات؛ كما هالنى أن تلك المقالة أظهرت مهارات خاصة لكاتبتها، مثل: النضج، والقدرة على توصيل الفكرة للقارئ، ومهارات التفكير الناقد. ومن ثم وجدت نفسي أمام مقالة ليست بالعادية، وإننى بصدد ترجمة حديث نابع من القلب، حديث مع النفس وسيرة مليئة بالمعاناة، والكفاح، والنضال، كما لو كانت كاتبته تتحدث مع نفسها بصوت عالٍ؛ وهذا ما جعلنى أتبحر فى سيرتها، وأراجع أعمالها، لكى أستطيع نقل كلماتها،وفكرتها، ومشاعرها إلى المتلقى الأجنبى كما لو كنت أنا هي».

وعن أهمية الترجمة العكسية من اللغة العربية إلى اللغات المختلفة وتباينها عن الترجمة إلى اللغة الأم يقول د. أيمن: «بالنسبة إلى الترجمة العكسية - أى من العربية إلى لغة أخرى- فتحتاج إلى إتقان اللغة المنقول إليها، ولذلك فهى أصعب من ترجمة نص مكتوب بلغة أجنبية إلى العربية ؛ كما أن الترجمة العكسية تحتاج إلى الإلمام، وفهم النص الأصلى قبل نقله إلى اللغة الأجنبية؛ ومن ثم الترجمة العكسية تعتبر بمثابة لون من الإبداع أكثر من كونه نقلاً للنص.». ونسأله عن أهمية ترجمة الأدب العربي من المؤسسات العربية حتى لا تكون الاختيارات مقصورة فقط على كشف المجتمع كما يتم غالباً فى اختيارات المترجمين الغربيين إلا أنه اختلف معى قائلاً : «على المترجم أن يختار الأعمال التى تصور ماهية المجتمع، وتقدم اهتماماته، وثقافته، ورؤيته للحياة سواء أكان المترجم مصرياً أو غربياً « وأضاف: «من هنا يجب تشجيع دور النشر المصرية على احتضان ترجمة مثل تلك الأعمال، فهى ذات أثر بالغ فى النفاذ إلى العالم الخارجى، وفرض ثقافتنا فى ظل العولمة التى تسيطر على عالم اليوم ( وفى قلبها الثقافة الأنجلوسكسونية)، ولجلب احترام العالم الخارجى إلى ثقافتنا، أو على أقل تقدير فهمها.»،.. ويتقن ود.أيمن عباس يتقن ثلاث لغات هي: الإسبانية، والبرتغالية، والإنجليزية إلى جانب العربية، وحصل على منحة من الاتحاد الأوروبي لدراسة «الماجستير» بجامعة «أوفيدو» بـ«إسبانيا» والدكتوراة فى اللغات، والآداب، والثقافات وتطبيقاتها بالجامعة «البوليتقنية» بـ«فالنسيا»، وعمل كمترجمٍ حر أثناء دراسته؛ ثم ذهب إلى المملكة العربية السعودية ليعمل كمترجمٍ كروى بأحد الأندية السعودية لمدة عامين؛ وبعد كل تلك الخبرات المختلفة عاد إلى الوطن ليلتحق بالعمل الأكاديمى بكلية ألسن كفر الشيخ،.. نفس الكلية التى تخرج فيها ،حيث يقوم بتدريس مواد اللغويات والترجمة، وتهدف جائزة كشاف المترجمين إلى اكتشاف المواهب الشابة في الترجمة على مستوى محافظات مصر، وقد نجحت فى دورتها السابقة فى اكتشاف عددٍ من المواهب الشابة فى مجالات الترجمة المختلفة وشتى اللغات.