قلب مفتوح

التجار «خلوها بصل»

هشام عطية
هشام عطية

قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة أتحدث عن تجار استحبوا الحرام وبغضوا الحلال.

غارات الصهيانية القاسية الغاشمة على اهالى غزة توقفت قليلا ثم عادت ولكن غارات جشعهم الأشد قسوة وغاشمة على أهاليهم لم تتوقف ابدا.
لا أدرى كيف يستريح ضمير بعض مخربى هذا الوطن الذين يحملون زروا صفة «تاجر» ويخلدون إلى نوم هادئ وقد جوعوا هذا الشعب وجعلوا رغيفه بمثقال الذهب؟!.

لا أعرف كيف يأمن هذا البلد على مصيره ومصائر اهله ومستقبلهم ونحن نعيش على فوهة بركان إنفلات الأسعار الثائر الذى يحرق المصريين كل لحظة.
نخطئ كل الخطأ إذا علقنا أزمة إنفلات الأسعار التى أضحت تزيد أسبوعيا ودون مبالغة بمقدار ١٠٪ على شماعة الحروب والأزمات الدولية  وحدها والتى لا يد لنا فيها، ولكن الذى لنا يد فيه حقا هى أيدينا المغلولة عن معاقبة هؤلاء الجشعين حرامية أقوات المطحونين.

منذ شهور قليلة إذا قلت فى جمع من الناس أن كيلو السكر سيتجاوز مبلغ ٥٠ جنيها، أو أن البصل وصل إلى ٢٥ جنيها ربما رموك بالجنون وشككوا فى قواك العقلية.

أما الذى يذهب العقل حقا إذا عرفت أن تكاليف كيلو السكر فى مصر حوالى ٢٠ جنيها فلماذا يباع بهذا المبلغ الخيالى؟!.. إذا كان حجم ما نستورده  من الخارج لايتجاوز بين ١٠ و١٢٪ من استهلاكنا، إذن فالدولار برىء من دم السكر!.. الدولة قررت ومنذ شهرين إيقاف تصدير البصل حتى تهبط أسعاره ولكنها ظلت على شططها!.

منذ أسابيع قليلة منحت الدولة التجار إعفاءات جمركية وحزمة من الحوافز من أجل ترويض أطماعهم ولكى يخفضوا الأسعار ولكن ما حدث أنهم أكلوا التسهيلات والحوافز فى بطونهم نارا ومازالوا يمصون دماء الغلابة!.

إصلاح النفوس المعوجة لا يستوجب الإغراءات ولكن العقوبات، لكى تستقيم الأمور ويعود الرشد والعدل إلى الأسعار فى الأسواق فإن الأمر يستوجب استخدام السيف أو حتى التلويح به، جنون التجار برفع الأسعار يقودنا جميعا إلى التهلكة.. جشع التجار جعل السكر فى أفواه المصريين مرارا.. بصراحة «خلوها بصل».