٥٠ عاما على «متلازمة ستوكهولم».. قصة تعاطف الرهائن مع الخاطف

موضوعية
موضوعية

مع متابعة الأحداث الفلسطينية الجارية الآن وعقد هدنة ووقف إطلاق النار، تم الاتفاق على تبادل رهائن من الجانبين حماس واسرائيل، وتمت بالفعل أمام العالم وتسليمهم إلى الهلال الأحمر الدولي، ولكن ما لاحظه الكثير أن الرهائن تتحدث عن مختطفيها بكل حب وتودعهم بكلمات السلام.. هل هذا من حسن المعاملة أم تحول الأمر إلى الإصابة بمتلازمة ستوكهولم التي تتميز بتعلق الرهائن بمختطفيها؟..


كان السبب وراء ظهور متلازمة ستوكهولم منذ ٥٠ عاما، هم ٤ رهائن تم احتجازهم أثناء الاستيلاء على بنك في  في مدينة ستوكهولم السويدية، وخلال فترة أسر هؤلاء الأشخاص الأربعة، بدا كل شخص منهم وكأنهم يدافعون عن أفعال الأشخاص الذين سطو على البنك، حتى أنهم بدأوا بالاستهزاء من جهود الحكومة لإنقاذهم.

وبعد مرور أشهر من انتهاء محنتهم، استمر الرهائن في إظهار ولائهم لآسريهم إلى درجة رفضهم القيام بالشهادة ضدهم، فضلا عن مساعدة المجرمين على جمع الأموال للتمثيل القانوني. 


ما هي متلازمة ستوكهولم ؟ 

هي حالة غير طبيعية تبدأ فيها الرهينة بالتعاطف مع الجهة التي تأسره وتسمى في علم النفس متلازمة ستوكهولم، أنها استجابة نفسية يبدأ فيها الرهينة أو المخطوف أو الضحية بالتعاطف مع خاطفيه، وكذلك مع أجندتهم ومطالبهم، وتم إطلاق التسمية من قبل نيلس بيجرو عالم الجريمة في ستوكهولم، والذي استخدم المصطلح لشرح رد الفعل غير المتوقع للرهائن، فعلى الرغم من احتجازهم ضد إرادتهم في وضع يهدد حياتهم فإن هؤلاء الأفراد أقاموا علاقات إيجابية مع خاطفيهم. وعادةوما يصاب بهذه الحالة السجناء، وأسرى الحرب، والأطفال الذين تعرضوا للإيذاء، وضحايا العنف المنزلي.


أسباب حدوث متلازمة ستوكهولم: 

يعتقد خبراء الصحة العقلية أنها استراتيجية وقائية، وطريقة يتعامل بها ضحايا الاعتداء العاطفي والجسدي كشكل من أشكال البقاء، وآلية للتكيف تعتمد على مستوى الخوف، والتبعية، والصدمة في الموقف، وتحدث متلازمة ستوكهولم عادة، في ظل الظروف الأربعة التالية:

١ - يشعر الضحايا بالتهديد لبقائهم على قيد الحياة على أيدي خاطفيهم.

٢ - يتصور الضحايا لطفا بسيطا يأتي من معذبيهم، مثل: 
الحصول على الطعام، أو عدم التعرض للأذى.

٣ - يتم عزل الضحايا عن وجهات نظر أخرى المضادة بخاطفيهم.

٤ - يشعر الضحايا أنهم لا يستطيعون الهروب من وضعهم.

تتمثل أحد التفسيرات المحتملة لكيفية تطور متلازمة ستوكهولم في أن محتجزي الرهائن قد يهددون الضحايا بالقتل، مما يثير الخوف لديهم، لكن عندما لا يؤذي الخاطفون الضحايا، فقد يشعر الرهائن بالامتنان للطفهم الصغير.

يتعلم الرهائن أيضا أنه من أجل البقاء على قيد الحياة يجب أن يتكيفوا مع ردود أفعال آسريهم، وأن يطوروا سمات نفسية ترضي هؤلاء الأفراد كالتبعية، والامتثال للأوامر.

وللتخلص من هذه المتلازمة القاتلة التي تحدث نتيجة التعرض للخوف الشديد، والتوتر، والاكتئاب؛ فقد يكون العلاج الأكثر فعالية لمرضى ستوكهولم هو العلاج النفسي، والحصول على التعاطف والدعم الأسري. حيث يحاول الطبيب النفسي تعليم المريض تقنيات الصبر والتأقلم، وتعزيز الثقة بالنفس، لكن قد يأخذ العلاج وقتا طويلا. 

اقرأ أيضا | اشتباكات بين المـقـاومـة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين