شكرًا «أم الدنيا»| المرافقون للمصابين الفلسطينيين: مشاهد الرعب لا تفارقنا

الجرحى الفلسطينيون يتلقون العلاج فى مستشفى العريش على أعلى مستوى
الجرحى الفلسطينيون يتلقون العلاج فى مستشفى العريش على أعلى مستوى

تعرضت الآلاف من الأسر الفلسطينية فى قطاع غزة إلى أوضاع بالغة الصعوبة بسبب الحرب الغاشمة التى يقعون تحت وطأتها، حيث تهدمت بيوتهم ونزحوا عنها طلبا للنجاة، لكنهم تركوا أحلامهم تحت الركام، وطموحاتهم تحطمت بعد الدمار.

وقد ضاعت أحلام الأطفال فى أن يكون أحدهم  لاعب كرة قدم، أو مهندسًا أو ضابطًا أو طيارًا أو طبيبًا، بعد أن فقد بعضهم أطرافه؛ بسبب الغارات التى شنها الطيران على منازلهم، حيث نجوا من الحرب، لكنهم  فقدوا الحلم ولم يفقدوا الأمل.

تتذكر الأمهات ويستدعى الرجال مرارة وأسى ساعات القصف المتواصلة، وكيف أجبر الجيش الإسرائيلى الأسر الفلسطينية على الابتعاد عن منازلهم بالقوة والنزوح من مناطق الشمال الى مناطق جنوب غزة، ورغم أنهم ذهبوا بعيدا عن الحرب إلا أن مشاهد الرعب لا تفارقهم، هكذا يقول لسان حال المرافقين للجرحى والمرضى والأطفال الخدج الذين يتلقون العلاج اللازم حاليا فى مستشفى العريش العام.

حيث تقول آيات التى ترافق توأمها «دهب وميرة» إنها وضعتهما خامس أيام الحرب قبل موعد الولادة، حيث تم  إيداعهما فى الحضانات بمستشفى الشفا فى غزة، ثم ذهبت من منطقة جباليا فى غزة إلى مناطق الجنوب.

 أضافت كنت أطمئن عليهما أنا وزوجى من خلال هيئة التمريض بمستشفى الشفا، وبعد نقلهما إلى المستشفى الإماراتى برفح تم إخطارى بأنه سيتم نقل التوأم مع آخرين إلى مصر لتلقى العلاج والرعاية فى مستشفى العريش العام. 

وأكدت أن إسرائيل تجبر السكان على النزوح إلى مناطق الجنوب، وهى الآن قلقة على زوجها بسبب عمليات القصف المتواصل، والآن بعد نجاح الرئيس السيسى فى تحقيق هدنة، نتمنى أن يتم وقف إطلاق النار نهائيا وثقتنا فى الدولة الشقيقة مصر فى استمرار الضغط لتحقيق هذا المطلب.

أما  السيدة لبنى فتتذكر ما حدث خلال الأيام الماضية بينما غلبتها الدموع وهى تقول إن «ممرضى مستشفى الشفاء بغزة  طلبوا منى أن أحضر عددًا من علب اللبن الصناعى لإطعام طفلتى بعد ولادتها؛ ولكن ما أحزننى هو أن إسرائيل قامت بقصف مستودع الألبان فى غزة، فلم أتمكن من الحصول على اللبن المطلوب مما أدى إلى معاناة الطفلة من سوء التغذية، وبعدها اشتد القصف واضطررت للنزوح جنوباً، ولم أعرف بعدها كيف تصرفوا مع طفلتي، خاصة بعد انقطاع الاتصالات فكنا قلقين عليها، إلى أن جاء الفرج بالوصول إلى مصر لاستكمال الرعاية الصحية وتلقى العلاج.

وقال أبو يحيى، من دير البلح، الذى يرافق نجله الذى أصيب: إن إسرائيل تستهدف تنفيذ سياسة قصف المستشفيات بالصواريخ، ثم محاصرتها قبل أن تنفذ خطة الاقتحام وهى بذلك لا تريد حتى تقديم رسالة الطب الإنسانية لتخفيف آلام الجرحى، حيث ظهر هذا اثناء مداهمتها لمجمع الشفاء الطبى والذى تم اخلاؤه من المرضى والنازحين والآن يجرى الدور على  المستشفى الإندونيسى بغزة.

وأضاف أن إسرائيل ترى أن الفلسطينيين لا يستحقون  الحياة، فهى تريد أن توقع اكبر عدد من القتلى والجرحى دون النظر إلى أنها تقتل إنسانا كرمه الله، الإنسان الذى حمل الأمانة على الأرض، لكنها لا تلتفت إلى قدسية الإنسان ومكانته عند ربه.

وقال أبو خالد من بيت حانون، المرافق مع شقيقه المصاب إن إسرائيل من خلال ممارستها العدوانية، ضد الشعب الفلسطينى الأعزل، ترى أنها فوق القوانين الدولية. وأكد أن الثبات على أرض قطاع غزة هو عقيدة كل الفلسطينيين، لذا فإن هدفنا هو أن نحصل على حقوقنا الشرعية والعيش فى سلام. 

وقالت أم ولاء، التى ترافق طفلتها الصغيرة التى أصيبت فى الحرب إن الشعب الفلسطينى يدافع عن حقوقه المشروعة فى إقامة دولة مستقلة والعيش فى سلام، وهو ما تدعمه الدول العربية الشقيقة وفى مقدمتها مصر على مدى 70عاما منذ حرب عام 48، وحقه فى الحفاظ على وطنه ورفض عمليات القمع العرقى ضد الفلسطينيين.

وقدمت أم ولاء الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على مواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني، وذلك منذ بداية الأزمة فى قطاع  غزة.

وأكدت أن وجود إجماع فى ردود الأفعال من جانب الدول العربية والأجنبية على وقف إطلاق النار، هو رسالة تدعو الى حل المشكلة بطريقة دبلوماسية، لذا تتمنى أن تكون هذه بداية حقيقية لوقف إطلاق النار وفتح صفحة جديدة تتضمن فتح ممرات إنسانية جديدة بشأن النازحين وعلاج الجرحى وإدخال المساعدات.
وقالت أم زكريا، التى ترافق ابنتها  المصابة بالأورام فى رحلة علاج بالخارج، إن الحرب الحالية التى تشنها إسرائيل على قطاع  غزة، تعد هى الأشرس منذ بداية الصراع فى المنطقة باستخدام القصف المكثف فى مناطق شمال غزة  وتفريغ من السكان، ثم أعقبه هجوم برى بداية من الشريط الساحلى لاستخدام الأسلحة المطورة والدبابات الرئيسية فى الحرب بالنسبة لإسرائيل.