الشيخ عمرالبسطويسى| الابتلاء سنة إلهية لتصحيح المسار ليأتى النصر والتمكين

الابتلاء سنة إلهية لتصحيح المسار ليأتى النصر والتمكين
الابتلاء سنة إلهية لتصحيح المسار ليأتى النصر والتمكين

الابتلاء من السنن الإلهية فحكمة الله عز وجل تقتضى أن يعرفنا سنته التى لا تتبدل ولا تتغير، وأحداث غزة مثال لهذا الابتلاء الذى له حكمة وفى السطور القادمة يوضح لنا الشيخ عمر البسطويسى من علماء الأزهر الشريف معنى الابتلاء وأثره فيما يجرى حولنا من أحداث.

يقول: معرفة السنن الإلهية توضح لنا الطريق المستقيم فيهتدى المسلم إلى الموقف الحق والمنهج الصائب يقول الله تعالى آمرا لنا بالنظر فى سنته المطردة: «قد خلت من قبلكم سنن فسيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين»، ويقول سبحانه وتعالى: «فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا» وأحداث غزة سنة إلهية فى الابتلاء الذى يصيب الأفراد والبلاد يقول تعالى: «ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم ونعلم الصابرين»، ويقول تعالى: «وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين ويعلم الذين نافقوا» وقال الإمام ابن كثير لابد أن يعقد سببا من المحنة يظهر فيه وليه ويتضح فيه عدوه ويعرف المؤمن الصابر والمنافق الفاجر.

وفى أحداث فلسطين فى ضوء سنة الابتلاء نرى هذه السنة تعمل عملها بإذن الله فى تمحيص المؤمنين فى فلسطين وتمييز المنافقين وأصحاب القلوب المريضة وأيضا يتعرف المسلمون على أنفسهم بأنفسهم وما فيها من ثغرات وعوائق تحول بين النصر فيتخلصوا منها ويخرج المؤمنون الصادقون الذين يستحقون النصر ويمحق الله الكافرين ويمكن لهم دينهم الذى ارتضى لهم.

ويضيف: هكذا أراد الله فى سنته أن هزيمة الأعداء لا تأتى إلا يسبقها تمحيص المؤمنين ولذا عندما سئل الإمام الشافعى رحمه الله: أيهما أفضل للرجل أن يمكن أو أن يبتلى؟ كان من دقيق استنباطه وفهمه لكتاب الله عز وجل قال: لا يمكن الرجل حتى يبتلي. أيضا من الحكمة الإلهية التى ظهرت فى أحداث غزة ظهور المنافقين فى الصفوف لأخذ الحذر منهم وأيضا تعرف المجاهدين على بعض الآفات فى نفوسهم وعلى قوة صبرهم ومعرفة الولى المناصر من المخاذل.

ويؤكد: لابد من محاسبة النفس ومراجعة المواقف والبعد عن كل ما يسبب الهزائم والفرقة ومن هنا يبدأ التغيير ويبدأ الإصلاح قال تعالى: «لا تحسبوه شرا لكم» وإن كان ظاهره القتل والتدمير، بل هى فرصة لترتيب الإرادة وتصحيح المسار، ليأتى النصر والتمكين على أكمل وجه ولنؤمن بأن كل ما يحدث فى الكون من أحداث إنما هو بعلم الله وإرادته وهذا لا يعنى الاستسلام والذل وترك الدفاع قال تعالى: «ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض»، وهذا دليل على حتمية الصراع بين الحق والباطل فعلى علماء الأمة التضامن مع المجاهدين ومخاطبة الأعداء ببيانات قوية شديدة اللهجة بالكف عن الظلم والعدوان وعلى الأغنياء تقديم الدعم المادى وأما أصحاب الأقلام فعليهم فضح صور الظلم والعدوان.