أمعنت إسرائيل فى عدوانها على غزة غير عابئة بأحد، فلم تراع الشرائع والقوانين والمواثيق والقرارات وحتى الدعوات والمناشدات من مواطنيها ممن سقط ذووهم إما قتلى أو مصابون أو محتجزون فى هذه الحرب، مثلما لم تلتفت إلى استغاثات الفلسطينيين ممن تهدمت عليهم منازلهم وطالتهم الغارات والصواريخ والقنابل فى كل شبر من أرض غزة!
لم تراع إسرائيل صوتا أو دعوة أو مناشدة حتى ولو خجولة، ممن أقامت معهم علاقات سلام، وسعت للتطبيع معهم، واعتبرتهم حلفاء وشركاء فى الشرق الأوسط الجديد!
حتى دول العالم الحر، ممن هالهم هذا العدوان وتلك الحرب، وخرجوا منددين بممارسات القتل والإبادة والتهجير والتطهير، أو ممن أقدموا على قطع العلاقات وبتر الصلات مع هذا الكيان العنصري، لم تردع تصريحاتهم أو مواقفهم إسرائيل، وكأن هؤلاء لم يتحدثوا، وكأن إسرائيل لم تفعل ما تفعله!
أما رعاة الكيان وداعموه سياسيا وعسكريا فلم يصبهم الخجل بعدما ثبت زيف الإدعاءات التى ساقها كيان الاحتلال فى تسويقه وتبريره لهذا العدوان، وباتت دماء الأطفال فى غزة تلطخ وجه وسمعة الجميع! لن يتحقق مراد إسرائيل فى غزة، لأن من دفع دمه ثمنا لتمسكه بأرضه لن يتركها ويرحل، لأن الدماء هى الأرض!
