حوادث زمان| الحسناء ضحية الوصية

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

 

لم تكن تظن حين تقدم لخطبتها أحد المقاولين الأثرياء أنه ماتقدم لخطبتها إلا طمعا في مالها الذي سوف ترثه عن ابيها، ولم تظن أيضا أنه حينما يفجع في هذه الثروة سوف يقذفها إلى الشارع بعد عام واحد من الزواج مشيع باللعنات.

فما كان منها إلا أن توجهت إلى المحكمة الشرعية، تطلب الطلاق، وتصر عليه.

وبعين مغرورقة بالدموع، وصوت يشوبه ألم وغصة قالت: لقد توفي أبي عن ثروة كبيرة، ولكن عند فض وصيته اتضح أنه قد أوصى بكل هذه الثروة لأخواتي الذكور، وحرمني وشقيقاتي منها بحجة اننا متزوجات من أزواج أثرياء، ولسنا بحاجة إلى هذه الثروة.

وماإن علم زوجي بأمر هذه الوصية حتى انقلب شخصا آخر غير الذي عرفته، فقد كان يمثل دور الزوج المثالي لا لطبيعته ولكن لأمر في نفس يعقوب، ولما خاب أمله تعمد أن يهينني في كل مناسبة،ويسيئ معاملتي، ثم تمادى في وضاعته وأخذ يخدش ذكرى أبي بكلمات جارحة، حاولت اثناءه عن إهانة ابي، حيث لا أقبل منه ذلك، فهو أبي ولو حرمني من الميراث، ونشبت بيني وبينه مشادة كلامية، قام على إثرها بطردي من منزل الزوجية الذي غادرته غير آسفة عليه.

واستشهدت الزوجة بشهود أيدوها فيما قالت، واصدرت المحكمة حكمها بالطلاق من زوجها المقاول.