الصحة العالمية: مقاومة مضادات الميكروبات للأدوية تسونامي صامت يغتال الأرواح 

الدكتور احمد المنظرى
الدكتور احمد المنظرى

كشف  الدكتور احمد المنظرى ، المدير الإقليمي للصحة العالمية  انخفاض  وفيات الأطفال إلى أكثر من النصف - حيث كان معدل وفيات الأطفال الأقل من 5 سنوات 99 وفاة لكل 1000 في عام 1990، ووصل ذلك المعدل إلى 45 وفاة لكل 1000 في عام 2021. كما أن النُّظُم الصحية تحد بفعالية من انتشار الأمراض السارية، وتعمل على القضاء عليها.

وأكد أنه الأن يتم  إجراء العمليات الجراحية وعلاج السرطان بأمان وباستخدام مضادات حيوية فعالة لإدارة خطر العدوى. 

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالأسبوع العالمي للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات لعام

ولفت المنظرى انه على مدار الأعوام الخمسين الماضية، شهدت النُّظُم الصحية في إقليم شرق المتوسط تحولًا أدى إلى تحسين الحصائل الصحية،وأسهمت القدرة على الوقاية من العدوى وعلاجها بنجاح وبتكلفة معقولة، إلى جانب عوامل أخرى، إسهامًا كبيرًا في هذا التقدُّم. 

وحذر من  الصدمة التي تنهال  كالصَّاعقة أن كل هذه المكاسب مُعرَّضة للخطر، إذا أصبحت الأدوية غير فعالة في مكافحة المِكروبات المُسببة للعدوى. فمقاومة مضادات الميكروبات ليست تهديدًا مستقبليًّا، بل بدأت بالفعل تتسبب في أضرار جسيمة للصحة. وعندما لا نتمكن من إدارة خطر العدوى، يموت مزيد من الناس، ويتعرض مزيد منهم للعدوى المزمنة والمعاناة، وترتفع تكاليف الرعاية الصحية.

وغالبًا ما يُشار إلى مقاومة مضادات الميكروبات على أنها تسونامي صامت. فنادرًا ما تُسجَّل مباشرةً على أنها سبب من أسباب الوفاة، ولكن لدينا الآن تقديرات جيدة للعبء الذي نواجهه. وتشير تقديرات العبء العالمي للأمراض إلى أن إقليم شرق المتوسط في عام 2019 شهد 431 ألف حالة وفاة ناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية من ضمن وفيات إنتان الدم، وأن 115 ألف حالة منها تُعزى مباشرةً إلى المقاومة الجرثومية. 

أقرأ أيضا :- الصحة العالمية: 140 مليون إنسان في إقليم شرق المتوسط بحاجة لمساعدات طبية 

وتشير البيانات التي جُمعت من خلال نظام المنظمة للترصُّد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات واستخدامها إلى أن مستويات المقاومة في شتى أنحاء إقليم شرق المتوسط أعلى منها في أي إقليم آخر من أقاليم المنظمة أو أعلى من المتوسط العالمي. ولدينا تفسيرٌ لهذه النتيجة المؤسفة: فاستخدامنا للمضادات الحيوية يُعتبَر الأعلى، ويزداد بسرعة أكبر، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ولفت لكن يسرني أن هناك التزامًا سياسيًّا متزايدًا بالتصدي لهذا التهديد. وفي عام 2022، وقَّعت الدول الأعضاء على بيان مسقط في المؤتمر الوزاري العالمي الثالث الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات الذي عُقد في عُمان، وينطوي هذا البيان على الالتزام بالحد من استخدام المضادات الحيوية في إنتاج الغذاء وضمان استخدامها على النحو الملائم في مجال صحة الإنسان. ونتطلع إلى مزيد من المناقشات الرفيعة المستوى في عام 2024، في كلٍّ من الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة والمؤتمر الوزاري العالمي الرابع الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في المملكة العربية السعودية. 

وقد قدَّمت المنظمةُ الدعمَ إلى البلدان والأراضي لإرساء الأساس اللازم للبرامج الساعية إلى مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وتعزيز الوقاية من العدوى ومكافحتها. وفي إطار هذا النظام، يُبلِغ الآن 19 بلدًا وأرضًا منظمةَ الصحة العالمية ببيانات الترصُّد الخاصة بمقاومة مضادات الميكروبات به.