رغم تأجيل بعض المهرجانات السينمائية.. عروض الأفلام في موعدها حتى إشعار آخر

فيلم "آل شنب"
فيلم "آل شنب"

إذا كانت الحرب على غزة ألغت بعض المهرجانات الفنية والسينمائية، تضامناً مع القضية الفلسطينية، فإنها حتى كتابة هذه السطور لم تقنع منتجى الأفلام بتأجيل طرح أعمالهم فى دور العرض، أما السؤال الذى يطل من ركام المدن والأحياء التى تم هدمها فوق رؤوس أصحابها: هل سيتجه صناع السينما إلى إنتاج أعمال تتناول ما حدث لأطفال ونساء وشيوخ غزة من قتل ممنهج على يد جيش الاحتلال، خاصة بعد التعاطف الشعبى العالمى مع ضحايا القطاع ؟.

«الأخبار» فى هذا التحقيق تحاول عرض تأثيرات الحرب على الفعاليات السينمائية، وتفتش عن ضحايا «غزة» فى أفكار الأفلام السينمائية المقبلة.

أول المهرجانات التى ألغيت تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطينى «الموسيقى العربية» والذى كان مقرراً إقامته فى الفترة من 24 أكتوبر إلى 2 نوفمبر الحالي، والتالى مهرجان القاهرة السينمائى وكان مقرراً عقده فى الفترة من 15 إلى24 نوفمبر الجاري، كما تقرر تأجيل الدورة السادسة لمهرجان «الجونة» السينمائي، إلى أجل غير مسمى.
وفى تونس ألغيت الدورة 34 لمهرجان قرطاج، كما ألغت مؤسسة الدوحة للأفلام دورة هذا العام من مهرجان أجيال، كما تم إلغاء الدورة العاشرة من مهرجان «أيام فلسطين» والذى كان من المقرر إقامته بين 24 الشهر الماضى و2 الشهر الجارى فى خمس مدن موزعة بين غزة والضفة الغربية.. فى حين كشف مهرجان البحر الأحمر الدولى عن أفلام دورته الثالثة التى ستقام خلال الفترة بين 30 نوفمبر وحتى 9 ديسمبر تحت شعار «قصتك بمهرجانك»، وتتضمن اختيارات هذا العام 36 فيلمًا طويلًا وقصيرًا من السعودية، ويشارك فى المهرجان فيلم شماريخ فى (عرض عالمى أول) للمخرج عمرو سلامة، ويعرض فيلم أنف وثلاث عيون فى (عرض عالمى أول) للمخرج المصرى أمير رمسيس.

وبالنسبة لدور العرض استقرت شركات الإنتاج على منتصف ونهاية شهرى نوفمبر وديسمبر لطرح عدد من الأفلام ما بين الكوميدي، والأكشن والرومانسي، ويفتتح الموسم فيلم «بلوموندو» لحسن الرداد  يوم 15 نوفمبر الجارى فى مصر وبعض دول الخليج، كما يتم طرح فيلم «آل شنب» يوم 29 نوفمبر الجاري، والذى كان من المفترض عرضه ضمن فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الجونة ، وعرض فيلم «دراكو راع» بطولة داليدا خليل، والمذيع مروان يونس، ديسمبر المقبل، واستقر صناع فيلم «شماريخ» على طرحه يوم 13 ديسمبر، بطولة آسر ياسين، أمينة خليل، محمد ثروت، تأليف وإخراج  عمرو سلامة، أما فيلم «عصابة عظيمة» فقد أوشكت الفنانة إسعاد يونس على الانتهاء من تصوير مشاهدها فيه، حيث تشارك بالتمثيل والغناء، وتجسد شخصية والدة كريم عفيفى وإخراج وائل إحسان ويستعد فريق العمل لطرح الفيلم ديسمبر المقبل.

ونشرت الشركة المنتجة لفيلم «سنة أولى خطف» البوستر الدعائى للعمل تمهيداً لطرحه فى دور العرض، بطولة بيومى فؤاد، مى كساب، وانتهى فريق عمل فيلم «أنا وابن خالتى» من اللمسات النهائية لطرحه فى دور العرض 13 ديسمبر المقبل، بطولة بيومى فؤاد، سيد رجب، وإخراج أحمد صالح.

ويؤكد سيد فتحي مدير غرفة صناعة السينما أنه حتى الآن لا توجد أى مؤشرات توحى بإلغاء عرض أفلام أو توقف تصوير، وقال: الحياة تسير بشكلها الطبيعى ولم يظهر أى تغييرات حتى الآن، ومستقبلاً لا نعلم كيف ستسير الأمور فالصورة لم تتضح بعد، وإذا حدثت أى تطورات بالطبع سنتأثر، ولكن فى الوقت الحالى لا يعتقد أن هناك إجراءات سيتم اتخاذها بإلغاء تصوير أو عرض أفلام فهى أموال معلقة وأماكن تصوير محجوزة، خاصة وأن تأجيل الأفلام لن يفيد القضية فى شيء.. بالطبع كلنا متعاطفين ولكن ليس هناك ما يدعو لإلغاء الأفلام حالياً، فالإعلام والميديا حاليا يعملان بكامل طاقتهما، ولم يبلغنا أن أحد ألغى أو أجل التصوير فهناك ارتباطات ومواعيد تسليم وعقود ومن الصعب إلغاء كل هذا فى غمضة عين. 

وحول طرح أعمال عن الحرب فى غزة خلال الفترة المقبلة قال الناقد الفنى طارق الشناوي: لا يوجد فيلم روائى سيتم تقديمه حالياً عن القضية الفلسطينية، لأنه بالرغم من تورط أوروبا وروسيا وانحيازهما الواضح لأوكرانيا إلا أنه حتى الآن وبعد مرور ما يقرب من عامين لم تقدم السينما العالمية فيلماً روائياً واحداً عن الحرب الروسية الأوكرانية، لكن هناك بالفعل بعض الأفلام التسجيلية تم إنتاجها، وهذا ما يتوقع أن يتم إنتاجه عن القضية الفلسطينية فى السينما العربية، لأن الفيلم الروائى يحتاج لوضوح الصورة لكن الصورة لم تتضح بعد وبالتالى ما يحدث فى غزة لا نعلم له نهاية فهناك معارك قائمة ودموية وعنف لدرجة السادية من إسرائيل لكنه يتصور أن كل هذا عبارة عن مادة خام لفيلم تسجيلى عظيم وليس روائياً وربما بعد ذلك يظهر فيلم روائى طويل.. ويعتقد الشناوى أن إلغاء وتأجيل المهرجانات قرار خاطئ، ووزارة الثقافة أعادت عروض دار الأوبرا مرة أخرى بنفس البرنامج، وبالتالى الأمور تسير بشكل طبيعي، حتى أن الفيلم السوداني «وداعا جوليا» كان مشاركاً فى مهرجان الجونة وعندما تم تأجيل المهرجان تم عرضه فى السينمات، وحقق إيرادات جيدة جداً بل أنه أكثر فيلم عربى يعرض فى مصر ويحقق إيرادات حتى لو كان السبب هو زيادة عدد الجالية السودانية الموجودة حالياً فى مصر.. وأى فيلم ستتقاعس المهرجانات عن عرضه سيعرض تجارياً في السينمات.