أفكار متقاطعة

الرضع لا يحملون رشاشات!

سلبمان قناوى
سلبمان قناوى

الاطفال المبتسرون فى الحضانات لا يحملون رشاشات، ومرضى العناية المركزة الموصولة أجسامهم بأسلاك تمدهم بأنفاس الحياة لا يخبئون المفرقعات تحت فراشهم، فبأى ذنب يقتلهم برابرة عصر الذكاء الاصطناعى الصهاينة بقطع الكهرباء عن المستشفيات ومنع دخول الوقود فتتوقف مولدات الطاقة بما يشبه الإعدام الجماعى للجرحى والأجنة. أى ارهاب وخسة هذا الذى يحاصر فيه العدو مستشفى الشفاء ويترك 100 جثة شهيد تتحلل بساحة المستشفى، فهى تقتل كل من  يحاول الخروج لإكرام الميت بدفنه، وبالتالى سيكون كميت يحمل ميتا. الجرحى داخل مستشفى الشفاء اصبح تطبيب جراحهم نوعا من الترف، لانهم لا يجدون اساسا شربة ماء او كسرة خبز.

نتعامل هنا مع وحوش بشرية لم يشهد  التاريخ مثلهم منذ ايام المغول والفايكنج وآكلى لحوم البشر. وبعد كل هذه الفظائع يدعون أن حركة حماس إرهابية، ويصنفها عدد من الدول الاستعمارية الحليفة للعدو كذلك. إلا أن الأسيرة الإسرائيلية، «يوخفد ليفشيتز»، التى أفرجت عنها كتائب القسام كذبت زعم دولتها، فقالت انها تلقت رعاية جيدة من خاطفيها «كانوا ودودين ولبوا جميع احتياجاتنا، وكنا نأكل نفس ما يأكلون، وكانوا يتأكدون أن الظروف الصحية المحيطة بنا جيدة، فقاموا بتنظيف المراحيض بأنفسهم، وليس نحن، كانوا يخافون علينا من العدوى». ولفت نظرها رعاية ممرضة فلسطينية لأسير اسرائيلى مصاب.

كما خضعت هى نفسها لفحص طبى للتأكد من سلامتها. وذكرت ليفشيتز: «عندما وصلنا إلى الانفاق، أخبرنا افراد حماس أنهم يؤمنون بالقرآن الذى يأمرهم بألا يؤذونا، وسنعيش معهم نفس ظروف معيشتهم، فكان هناك حراس ومسعف وطبيب اعتنوا بنا، وأكدوا لنا أنه سيكون لدينا نفس الدواء الذى كنا نتعاطاه، وكنا ننام على فراش لا على الارض». ولم تشأ يوشفيد إلا أن تودع أحد خاطفيها بمصافحته لحظة تسليمها للصليب الاحمر، وعندما استنكر بعض قومها تصرفها، عادت لتؤكد «لقد تعاملوا معنا بلطف».

كلمات الاسيرة هشمت كل الاساسات التى أقامت عليها اسرائيل دعايتها ضد حماس، وباتت الشعوب الغربية مدركة كذب هذه الدعاية. فما هو تبريرهم لقتل وحرق ما يقرب من 5000 طفل و3000 امرأة فى غزة حتى الان، وما هو تبريرهم لترك المرضى فى مستشفيى الشفاء والقدس المحاصرتين فى انتظار الموت دون اكسجين لحضانات المبتسرين، او كهرباء لمرضى العناية المركزة، فقط بادعاء واهٍ ان غرف عمليات حماس توجد اسفل المستشفيات دون أن تقدم دليلا على ذلك، فى حين طالبت حماس أى جهة دولية بالتفتيش اسفل المستشفيات للتأكد من كذب وسفالة حجة العدو لاستهداف المستشفيات الذى يجرمه القانون الدولى. من الارهابى الآن؟!.