يعد الماء ضروري وأساسي في حياة الإنسان وهو مسؤول عن الحفاظ على الصحة العامة، ولكن عندما تكون المياه ملوثة فإنها تشكل تهديدا خطيرا لمختلف وظائف الجسم، وعند استهلاك المياه الملوثة، يتأثر الجهاز الهضمي وقد يعاني من العدوى والأمراض.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يمكن لمياه الشرب الملوثة ميكروبيولوجياً أن تنقل أمراضاً مثل الإسهال والكوليرا والدوسنتاريا والتيفوئيد وشلل الأطفال، وتشير التقديرات إلى أنها تسبب حوالي 5,05,000 حالة وفاة بسبب الإسهال كل عام.
اقرأ أيضا:في خدمتك| طريقة الحصول على المياه المعدنية من «الحنفية»
أمراض الجهاز الهضمي
وفقًا للدكتور سوديب خانا، استشاري أول أمراض الجهاز الهضمي: «يمكن أن يكون لتلوث المياه تأثير كبير على صحة الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من أمراض الجهاز الهضمي، ويمكن لمسببات الأمراض الموجودة في المياه الملوثة، مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا والعطيفة، أن تسبب التهاب المعدة والأمعاء، مما يؤدي إلى آلام البطن والإسهال والقيء والغثيان، مما يزعج الأمعاء ويحتمل أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة».
وأضاف خانا: «يمكن للمعادن الثقيلة الموجودة في الماء، مثل الرصاص والزرنيخ والزئبق، أن تسبب آلامًا مزمنة في البطن وغثيانًا وقيئا، بالإضافة إلى تلف طويل المدى لأعضاء مهمة مثل الكبد والكلى. الجهاز الهضمي، كونه المسار الرئيسي لامتصاص السموم، معرض بشكل خاص لآثارها الضارة، وربما يؤدي إلى اضطرابات طويلة الأمد في المعدة».
وأضاف الدكتور خانا أن المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الصناعية، على سبيل المثال، يمكن أن تؤثر على صحة الجهاز الهضمي وتسبب أمراض الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء والإسهال، وأن التعرض لفترة طويلة لهذه المواد يمكن أن يعطل الأداء الطبيعي للجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى التهاب وتهيج بطانة الجهاز الهضمي وزيادة خطر الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة.
وتابع: «لذلك، يعد الحصول على مياه الشرب النظيفة والآمنة أمرًا بالغ الأهمية للحد من مخاطر تلوث المياه، ويمكن أن يساعد تنفيذ أنظمة تنقية المياه الكافية ومراقبة مصادر المياه بشكل منتظم في منع امتصاص الملوثات الخطيرة، ورفع مستوى الوعي بجودة المياه وتثقيف المجتمعات حولها».
وأضاف:« أن المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه الملوثة تعتبر بالغة الأهمية لصحة الأمعاء، ويمكن للأفراد حماية أنفسهم من السموم والأمراض المنقولة بالمياه من خلال إعطاء الأولوية لسلامة المياه واتخاذ الاحتياطات اللازمة».
الالتهابات البكتيرية
غالبًا ما تكون المياه الملوثة أرضًا خصبة للعدوى مثل الإشريكية القولونية، والتي يمكن أن تلحق الضرر بالجهاز الهضمي عند استهلاكها، ويمكن أن تؤدي عدوى الإشريكية القولونية إلى أعراض مثل الغثيان والقيء وتشنجات البطن والإسهال، في حين أن هذه الأعراض يمكن علاجها، إلا أنها في بعض الحالات يمكن أن تؤدي إلى ضرر كبير على صحة الشخص وقد تتطلب دخول المستشفى.
الإصابة الطفيلية
يمكن للطفيليات، وهي مجموعة أخرى من الملوثات المنقولة بالمياه، أن تجد طريقها إلى الجهاز الهضمي البشري من خلال استهلاك المياه الملوثة، ويمكن أن تسبب عدوى البروتوزوا مشاكل في الجهاز الهضمي، بما في ذلك الإسهال المزمن وآلام البطن. في الواقع، يمكن أن تؤدي هذه الالتهابات أيضًا إلى القيء الذي يؤدي إلى الجفاف الشديد، كما تؤدي هذه الالتهابات الطفيلية أيضًا إلى امتصاص أقل للعناصر الغذائية مما يؤدي إلى نقص محتمل.
الملوثات الكيميائية
ويحدث تلوث المياه أيضًا بسبب التصريف الصناعي، والتخلص غير السليم من النفايات، وما إلى ذلك. وعند استهلاك هذه المواد الكيميائية، تعطل توازن الإنزيمات والبكتيريا الجيدة في الجهاز الهضمي والأمعاء.
المياه الملوثة بسبب المواد الكيميائية يمكن أن تضعف عملية الهضم، وتسبب دخول المستشفى وتؤدي إلى أضرار طويلة الأمد في الجسم.
ضعف جهاز المناعة
كما يمكن أن تؤدي المياه الملوثة إلى إضعاف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض، ويكون الجهاز المناعي الضعيف أقل تجهيزًا لمكافحة هجمة البكتيريا والطفيليات الضارة التي تدخل عن طريق المياه الملوثة، وهذا لا يزيد من مشاكل الجهاز الهضمي المباشرة فحسب، بل لا يمنع أيضًا حدوث المزيد من الالتهابات والمشاكل المزمنة الأخرى.
كيف تحمي مياهك من التلوث
من الضروري الحفاظ على مياهك آمنة من الملوثات والتلوث لضمان صحة جيدة في البداية، يمكن إجراء اختبار منتظم للمياه للكشف عن الملوثات وتعزيز ممارسات الصرف الصحي المحسنة في المناطق الحضرية والريفية، وعلاوة على ذلك، فإن الممارسات الزراعية التي تقلل من جريان المواد السامة مناسبة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق شبه الريفية. وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فتأكد من إضافة معدات تنقية المياه، مثل أنظمة الترشيح في منزلك.
إذا كنت تعيش في منطقة بها نسبة عالية من سمية المياه، فإن الغليان المزدوج لإزالة أي شوائب أمر مهم للغاية.
