«شهيد الطفولة» قصيدة للشاعر عبد الرحيم الماسخ

الشاعر عبد الرحيم الماسخ
الشاعر عبد الرحيم الماسخ

صاح: أمِّي

ونام على حِجرها

بين عينيه ثقبٌ ينزُّ دمًا

وصديدا

وقال ـ كمن شقَّ عن حلُمٍ يقظًة ـ

سأموتُ وحيدا

ومن جيبهِ سقطتْ خرقة ٌ

ونقودٌ مُفكَّكة ٌ

وارتعاشٌ يأرْجِحُ شكواه :

أمَّاه لم أستطعْ فعلَ ما يأمرون

فألقى بيَ القاتِلون من الأرضِ

صوبَ السما !

يتعالى الصياحُ : أتى

وعلى لهفةٍ أمُّه تتدحرجُ : جاءَ ؟

وإذ خرجتْ لم تُناجِ السماءَ

لتحفظَ أغلى فتى !

سفر أو سفر

يا بلادًا ُنغنِّي اسمَها

وهي تطعننا واحدا واحدا

قبلَ سهم القدرْ !

كلُّ أحبابنا انحدروا في مدار الرغيف

ولم ينزل السيلُ بعدُ

فمِن أين هذا النزيف ؟

الذي مات في الحرب نعرفُ قبرًا لهُ

وُنحدِّثُ عن موتهِ الآخرين

نقول : افتدانا ليرعى الزمانُ المكانَ

فماذا نقولُ عن السابحين مع الماءِ والنار

بين الأسى والحنين ؟

وقد خرجَ الظِلُّ من ظِلِّهِ

ضاربًا في الفراغ الطريِّ

يقولُ : أنا الأبديُّ

وللشمس سيفِي

وللجائعين رياحُ التقصُّفِ تحملُ ما لا تبيع

لينسى الرحيلَ الرجوعُ

إلى أي صفِّ