67 عاماً علي مذبحة خان يونس.. جولدا مائير الرهان الخاسر

صورة موضوعية
صورة موضوعية

من لم يجد رادعاً يردعه ولا محكمة تحاسبه ولا مجتمع دولي يستنكر جرائمه فأنه سيستمر في سفك الدماء وقتل الأبرياء بمباركة من داعميه فقد سبقوه في أغتصابهم لمقدرات الشعوب وإنتهاك الإنسانية, جرائم لا تمحي من ذاكرة الثائرين المناضلين الذين عقدوا العزم علي مواصلة كفاحهم وإنتفاضتهم لاستعادة أراضيهم ومقدساتهم.                                    


لا يزال الفلسطينيون وبعد مضي ما يزيد عن 67عاماً على مجزرة خان يونس يذكرون ويحيون ذكرى المجزرة لتكون نبراساً للأجيال القادمة لأنهم شعب لا ينسى شهداءه فإذا مات الكبار فإن الصغار يواصلون المسير ويحيون ذكرى شهدائهم وليس كما راهنت "جولدا مائير" رئيسة وزراء العدو وقت ذاك عندما سئلت عن قضية فلسطين "قالت يموت الكبار وينسى الصغار ولن تعدو ثمة مشكله"كبر الصغار ولا زالوا ثائرين.
لحظات عصيبة جداً:
عاشت مدينة خان يونس ومدن غزة لحظات عصيبة، وذلك على إثر حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر،هذه اللحظات أعادت إلى أذهان أهالي خان يونس واحدةً من أبشع جرائم ومجازر إسرائيل في غزة، وهي المجزرة التي يصطلح عليها باسم "مذبحة خان يونس" التي وقعت سنة 1956.    


مذبحة خان يونس تزامنا مع العدوان الثلاثي على مصر: 


قامت قوات الاحتلال الصهيوني أثناء اجتياحاتها لقطاع غزة الذى راح ضحيتها من المدنيين العزل من خان يونس والجيش المصري تزامناً مع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.


عندما قرّر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وهو ممر مائي مهم يسمح للتجارة من وإلى البحر الأبيض المتوسط مع المحيط الهندي، عن طريق البحر الأحمر.


شكّل ذلك القرار تهديداً لمصلحة الدول الكبرى، في مقدمتها بريطانيا وفرنسا، اللتان أرادتا إفشال قرار عبد الناصر بأي طريقة، حتى ولو تكفّل ذلك شنّ عدوانٍ على مصر

وبالفعل، وفي اجتماع سري عُقد في سيرفر، يوم 24 أكتوبر الأوّل عام 1956، وافقت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على شن هجوم من ثلاث جهات ضد مصر، وبدأ الهجوم بضربة إسرائيلية على مواقع مصرية في شبه جزيرة سيناء، في التاسع والعشرين من أكتوبر من ذلك العام.


وسرعان ما استغل الاحتلال الإسرائيلي الهجوم وإعلان وقف إطلاق النار في 2 نوفمبر ، ليقوم بغزو رفح وقطاع غزة، الذي كان خلال تلك الفترة يقع تحت السلطة والسيادة المصرية.


ورداً على المقاومة التي أبداها سكان خان يونس بقطاع غزة، قام الاحتلال الإسرائيلي بقصف المدينة بسلاح المدفعية، مما أدى إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين، ليستبيح لنفسه ارتكاب واحدة من أبشع مجازره في غزة.


وقد استمرت هذه المجزرة لعدة أيام وقد سقط خلالها العديد من الشهداء والجرحى وقد بلغ عدد هؤلاء الشهداء ضعف عدد شهداء مجزرة دير ياسين وعشرة أضعاف مجزرة كفر قاسم..


الثانى عشر من نوفمبر:
وقد حدثت هذه المجزرة فى صباح يوم الثاني عشر من شهر نوفمبر حيث واصلت قوات الاحتلال مجازرها بحق المدنيين من خان يونس ومخيمها وقراها وقوات الجيش المصري الذي كان يدافع عن المدينة وتم قتل الآلاف من الشهداء والجرحى.


مجازر بشعة من الصهاينة:
ورغم بشاعة المجزرة ودمويتها فلم يتم تقديم مرتكبي هذه المجزرة إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم ومعاقبتهم على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق أبناء شعبنا، لذلك فقد واصلت قوات الاحتلال بعدها ارتكاب العديد من المجازر الدموية بحق أبناء شعبنا في الوطن والشتات بشكل يدل على الحقد الدفين ومحاولة يائسة لترحيل أبناء شعبنا عن باقي تراب وطنه الذي سلب منه عياناً, بعدما لم تجد رادعاً يردعها ولا محكمة تحاسبها ولا مجتمع دولي يستنكر جرائمها.


تضحيات مدينة العلماء:
إن التضحية والفداء والعطاء والشهداء والمعاناة والرباط كلها وغيرها مقرونة بنا في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا الذي نسأل الله إن يكون أفضل, فقدرنا أن نكون في الخطوط الأمامية، فمدنية خان يونس هي مدينة العلماء والشهداء، ومن المدن التي ارتقي على أرضها في 1956 أكثر من خمسمائة شهيد في يوم واحد.


إحصائية الشهداء:
ولم تكن مجزرة خان يونس هي الوحيدة بل كانت هي الأعنف والأقسى, فكانت في أكثر من موقع وأكثر من مجزرة, فلم يخلوا بيت إلا وقد أصابه نصيب من الشهداء والجرحى, ، ومن شدة الإجرام والقسوة أن أهالي الشهداء دفنوا جثت الشهداء بعد مرور أربعة أيام, حيث كانت الجثث في الشوارع.


فيما ذكر أن المجزرة راح ضحيتها أكثر من خمسمائة مواطن غدراً، وكان مجموع القتلى من المدنيين والعسكريين الفلسطينيين والمصريين تبعاً للروايات من 2000 شهيد.