نوبة صحيان

مصر وفلسطين

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

75 سنة ومصر على الجبهة مع فلسطين، جنبا إلى جنب منذ العام 1948 وحتى اليوم، لم تقدم دولة أخرى كبيرة أو صغيرة، غنية أو فقيرة، قديمة أو مستحدثة.. ما قدمته مصر للقضية «من دم قلبها»، كنا دائما ومازلنا «فى وش المدفع» كما يقول التعبير الشعبى المصرى العبقرى.

فلا يزايد أحد على بلادنا وشعبها الطيب المناضل المعطاء، الذى أنفق الجهد والعرق والدم قبل الثروة، وآثر الأشقاء على نفسه، وكان يتقدم الصفوف عن إيمان دائم وثابت ومستمر أملته عوامل التاريخ والجغرافيا والدماء والعروبة، واعتبارات الأمن القومى العربى والمصرى.

جندت بلادنا كل إمكانياتها وقدراتها من أجل فلسطين، ففى  مرحلة الصدام العسكرى المباشر من سنة ١٩٤٨ إلى ١٩٧٤، فقدنا عشرات الآلاف من خيرة شبابنا فى خمس حروب، سنوات ١٩٤٨ ، و١٩٥٦، و١٩٦٧، وفى الاستنزاف، وحتى حرب التحرير فى أكتوبر1973، ما استنفد مواردنا وخزينتنا، فلم نعرف لها فائضا من يومها، ومازالت توابعها تؤثر فينا حتى اليوم.

وطوال السنوات الماضية.. كم حذرت مصر من اختزال القضية الفلسطينية فى غزة «على أهميتها وخطورة العدوان عليها»، واختزال غزة فى المعابر، وكم حثت على المصالحة بين أبناء الشعب الواحد، ومن محاولات الفُرقة، والانفراد بالقرارات فى القضايا المصيرية، ومن مخططات تصفية القضية، بما يعمل على فصل غزة عن الضفة، وتحويل القضية الفلسطينية من قضية شعب ودولة، إلى قضية مأوى ولاجئين!

نعم.. عملت مصر لصالح الشعب الفلسطينى الذى يعانى من جراء العدوان من ناحية ومن عواقب الانقسام من ناحية أخرى، وسنواصل دعمنا لفلسطين، ولحقوق الشعب الفلسطينى سياسيا وإنسانيا وأمنيا وإغاثيا، ولن يهدأ لنا بال إلا بعد تحرير فلسطين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
نعمل لذلك، ونحن مدركون أن مصر مستهدفة كقوة إقليمية، وهناك أطراف خارجية يهمها ضرب الدور المصرى، وتعريض أمننا القومى للخطر، لكن بلادنا راسخة وقوية، وستظل على ثوابتها ومبادئها، ولن تخضع للابتزاز.