ما وراء زيارة المبعوث الأمريكي للبنان؟

كبير مستشاري الرئيس الأمريكي آموس هوكشتاين
كبير مستشاري الرئيس الأمريكي آموس هوكشتاين

بين نقل رسائل التهديد إلى محور المقاومة لمنعه من الدخول في حرب غزة، والبحث عن انتصار شكلي لإسرائيل يدفع للتفاوض، تأتي زيارة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي آموس هوكشتاين، إلى بيروت.


واستهل هوكشتاين زيارته المفاجئة والقصيرة إلى لبنان، بلقاء مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في عين التينة، حيث شدد على أن "أمريكا لا تريد لما يحصل في غزة أن يتمدد إلى لبنان، داعيًا إلى تطبيق القرار 1701".


وقال مراقبون إن الزيارة تأتي في خضم مخاوف واشنطن من توسيع رقعة الحرب، وهو ما يهدد مصالحها في الشرق الأوسط، ما دفعها لإرسال مبعوثها في محاولة لاحتواء الموقف، في ظل فضح الدور الأمريكي الداعم لإسرائيل. 


قال نبيه عواضة، المحلل اللبناني المتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن زيارة المبعوث الأمريكي إلى بيروت تحمل الكثير من الأهداف، أبرزها مخاوف واشنطن من توسع رقعة المواجهة المشتعلة لحسابات لها علاقة بتوازن القوى، لا سيما في ظل تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة.


وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن أي مواجهة على نطاق واسع في المنطقة تشكل ضربة قاضية للمصالح الأمريكية، وتؤثر على قرار واشنطن عالميًا، خاصة في ظل الانشغال بأوكرانيا، ما دفعها إلى محاولة احتواء التوتر الإقليمي، مع بروز إشارات لإمكانية توسع المعركة، كما أشار له زعيم حزب الله، حسن نصر الله في خطابه. 


وقال إن التحركات الأمريكية تأتي بعد خطاب نصر الله والذي تضمن تهديدا واضحًا بالرد على أي تدخل أمريكي في المعارك الدائرة بقطاع غزة، ومحاولة استغلال ما يحدث للقيام بعمل عسكري، مؤكدًا أن زيارة المبعوث الأمريكي قد تحمل إشارات للحل وفق المنظور الأمريكي، لا سيما بعد أن بدأ التصدع في بعض جوانب التأييد الأمريكي لحملة الإبادة التي تنفذها إسرائيل في غزة.