«العقاد» يفضح مخططات المجازر التآمرية للصهيونية العالمية

غلاف «الصهيونية العالمية» للعقاد
غلاف «الصهيونية العالمية» للعقاد

لا نصدق جميعاً كل هذا الكم من المجازر والمذابح التى تنقلها لنا الشاشات كل ساعة من غزة التى يرتكبها الكيان الصهيونى بدم بارد ضد أطفال ونساء وشيوخ عزل، تقصفهم الطائرات والبوارج بالصواريخ وقنابل الفسفور المُحرم دولياً، وتدك منازلهم فوق رءوسهم بلا رحمة، فى مخطط للإبادة الكاملة والتهجير القسرى والتطهير العرقى بحصار إجرامى بقطع المياه والكهرباء والاتصالات، كلها جرائم حرب يبررها الغرب الصهيونى بحق دفاع إسرائيل عن النفس، وهذا هو الوجه القبيح للصهيونية التى ترضع قادة الكيان الإسرائيلى من دماء الأطفال الأبرياء، الرئيس الأمريكى يتباهى بأنه صهيونى رغم أنه ليس يهودياً، ودليلنا فى معرفة البشاعة الإجرامية للصهيونية وأتباعها ما جاء فى كتاب «الصهيونية العالمية» لمفكرنا الكبير عباس محمود العقاد، ومجموعة مصادر أخرى من بينها: «خطر اليهودية العالمية - وبروتوكولات حكماء صهيون - الصهيونية وربيبتها إسرائيل - سياسة الاستعمار الصهيونى تجاه فلسطين - أصول الصهيونية فى الدين اليهودى - حكومة العالم الخفية - الصهيونية والعنف - أمريكا مستعمرة صهيونية»، وكلها مراجع مهمة جدا أتمنى على وزارة الثقافة إعادة طباعتها فى نسخ شعبية ليتعرف الشباب على المخططات التآمرية التى نتعرض لها كوجود وحدود، والأساليب الرخيصة التى تنتهجها الصهيونية لتخريب العقول وهدم مستقبل الشباب عندما يقع فريسة لمخططاتها.


ظهر مصطلح الصهيونية لأول مرة على يد الكاتب الألمانى «ناثان برنباوم» عام 1893، لكن حركة الصهيونية الحديثة تنتسب إلى الصحفى اليهودى المجرى «تيودور هرتزل» الذى أقام أول مؤتمر صهيونى عالمى بمدينة بازل السويسرية فى 29 أغسطس 1897 الذى امتد ثلاثة أيام، وقال هيرتزل : «لو طُلب منى تلخيص أعمال المؤتمر فإنى أنادى على مسمع من الجميع إننى قد أسست الدولة اليهودية»، ونجح فى تجميع يهود العالم حوله وصاغ مع حاخامات التشدد وأصحاب الفكر الصهيونى «بروتوكولات حكماء صهيون» الذى يُعتبر دستوراً لهم يتضمن مخططاتهم التآمرية.


تعالوا لنفهم أهداف هذه الحركة التى تعتبر جميع يهود العالم أعضاء فى جنسية واحدة هى الجنسية الإسرائيلية، وتهدف إلى السيطرة على العالم بزعم أن الإله «يهوه» وعدهم بإقامة حكومتهم على أرض الميعاد التى تمتد من النيل إلى الفرات باعتبارهم الجنس المختار لسيادة العالم وكل الشعوب الأخرى خدم لهم، ويرون أن سيادتهم للعالم يجب أن تكون بالتخويف والعنف، وتسخير الحرية السياسية للسيطرة على الجماهير، ويرون أن العهد الذى كانت فيه السلطة للدين قد انتهى، والسلطة اليوم للذهب وحده فلابد من جمعه لتسهل سيطرتهم على العالم، ويرون أيضاً أن السياسة نقيض للأخلاق والفضائل والصدق رذائل، ولهذا لا بد من إغراق الأمميين - غير الصهيونيين - فى الرذائل والسيطرة عليهم بالرشوة والخديعة والخيانة مادامت تحقق مآربهم، ولو ببث الفزع الذى يضمن لهم الطاعة العمياء!.
وتعمل الصهيونية لتحقيق أهدافها العليا بالسيطرة على الصحافة والإعلام لبث الشائعات، وإشعال نار الفتن بين كل القوى، وإشعال نار الحرب بين الدول، وخداع الشعوب الفقيرة التى يتم دعوتها للانضمام إلى صفوف جنود الصهيونية من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين والماسونيين، وافتعال الأزمات الاقتصادية التى تُخضع الجميع لهم بفضل الذهب الذى تحتكره الحركات الصهيونية المنتشرة فى العالم، واللعب على وتر الحرية التى تدفع الجماهير إلى الصراع مع الله ومقاومة سنته لكى تصبح السلطة فى أيدى الحركة، ويقولون: إن لديهم قوة خفية لا يستطيع أحد تدميرها، تعمل فى صمت وخفاء وجبروت وتملك أدوات السيطرة على مراكز التشريع والحكم لخدمة تنفيذ مخطط إسرائيل الكبرى، وتعمل الصهيونية على إنشاء مجتمعات مجردة من الإنسانية والأخلاق متحجرة المشاعر، ناقمة على الدين والسياسة ورجاؤها الوحيد تحقيق الملاذ المادية، وبث بذور الشقاق، وإشعال نار النعرات الدينية والعنصرية بحيث يكون من الصعب على أى حكومة أن تجد عوناً من أخرى لضرب المصالح الإسرائيلية - الصهيونية، بزعم أن الله قد هيأهم لحكم العالم وزودهم بمميزات لا توجد عند الأمميين، ولا مانع لديهم من السطو على أفكار الآخرين بدلاً من قتل أصحابها إذا تمنعوا، ومخططاتهم تتركز على السيطرة على الصناعة والتجارة وتعويد الناس على البذخ والترف والانحلال وتيسير القروض ومضاعفة الفوائد، وتحض مبادئهم على الانتقام من غير اليهود لأنهم غير ذى قيمة ودون مستوى البشر، وإذ ما تمت السيطرة على ممتلكاتهم فهى من حق من استولى عليها، ودور العبادة لا قيمة لها ويمكن التلاعب بها، والعواطف الإنسانية لا نفع منها مع تحقيق الأهداف، وربما يفسر لنا هذا كم العنف غير المسبوق لإبادة الشعب الفلسطينى فى مجازر متتالية بلا رحمة ولا عواطف . 
 ويبين أستاذنا العقاد فى كتاب «الصهيونية العالمية» أنهم يكذبون كما يتنفسون ويدعون أنهم مُضطهدون ومُنكّل بهم، ويتساءل العقاد : هل يخطر على بال أحد أن هجرة اليهود من ألمانيا كانت باتفاق مع هتلر؟ وأن حركة الاضطهاد كانت تُنظم على علم من الدعاة الصهيونيين فى القارة الأوروبية؟ وهل يخطر على بال أحد أن الصهيونية كان لها مكتب مُعترف به فى برلين، وأنها كانت على اتصال دائم ﺑ «الجستابو» لتنظيم الهجرة الصهيونية سرًّا إلى فلسطين، فى الوقت الذى تثار فيه الثائرة على الجستابو وفظائعه المسلطة على اليهود !
ويؤكد أن الصهيونية العالمية لا تستطيع أن تسود بغير الخداع والتضليل، لأنها لا تعمل بسلطان القوة الظاهرة أو بسلطان الملك والسلاح، وإنما تعمل بسلطان المطامع والمنافع والشهوات من وراء ستار، فتستغل نفوذها فى إثارة الفتن والقلاقل، والإمعان فى الهدم والفوضى، لأنها لا تنجح فى عالم فيه إيمان بالخلق أو بالوطن أو بالدين، تنظر إلى الأخلاق والأوطان والأديان كأنها حصون تحمى منها فرائسها وضحاياها، ولا تطلق أيديها بالعمل كما تشاء حيث تشاء، وقد اشتركت الصهيونية فى كل حركة من حركات الهدم والتدمير. 
ويقول مفكرنا الكبير: إن كل جهود الصهيونية العالمية فى الوقت الحاضر تنحصر فى غاية واحدة، وهى إنقاذ إسرائيل من قضائها الذى تخشاه، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالصلح مع العرب، واستبقاء نفوذها فى الولايات الأمريكية، الواقع أن إسرائيل هالكة لا محالة إذا استمرت مقاطعة العرب لها سياسيًّا واقتصاديًّا.


وعن مستقبل الصهيونية فى المنطقة ومدى ارتباطها بالكيان الإسرائيلى.. يقول الأستاذ العقاد: إن الدويلة الصهيونية تحب أن تبقى بكل وسيلة فى مقدورها وبمعونة الدول الكبرى بالمال والسلاح، لكن التناقض يضرب بمعوله فى الكيان من أساسه، لأنها أنُشئت لتكون وطنًا قوميًّا لليهود، فهل هى كذلك الآن؟ وكيف يمكن أن تكون وطنًا قوميًّا لهم بأى معنى من معانى الوطنية ؟ إنها لا تسع يهود العالم، ولا يهود العالم يرغبون جميعًا فى الانتقال إليها، وتبين ممن رحلوا إليها أن مقامهم فى الديار الأجنبية أنفع لهم من محاولتهم العقيمة فى البلاد التى يُزعمون أنها وطنهم المُختار. 


ويختتم العقاد كتابه قائلاً: «سيأتى اليوم الذى يعلم فيه الصهيونيون أن قيام إسرائيل نكبة عليهم ونكسة بهم إلى عزلتهم الأولى وعصبيتهم الباطلة التى يعاديهم الناس من أجلها ويعادون من أجلها كل إنسانٍ لا يحسبونه من خلق الله المرضى عنهم ولا يدخلونه فى عداد شعب الله المُختار»!.
عاطف النمر