حديث وشجون

مصر أم الدنيا

إيمان رشاد
إيمان رشاد

فى كل لحظة وعلى مر العصور ورغم كل الظروف أفتخر بأننى مصرية ومصدر فخري ليس فقط حضارة أجدادى التى ينبهر ويتغنى بها ويحاكيها البعض ويتمنون لو لديهم مثلها وإنما لشهامة أهل مصر وشجاعة رجالها التى اشتهروا بها على مر العصور... جاءنا أهل الكويت ثم العراق فقلنا أهلا وسهلا مرحباً وعندما لجأ إلينا الإخوة السوريون اقتسمنا معهم لقمتنا وساعدناهم بفتح مشاريع لهم وأفسحنا لهم الطريق للالتحاق بمصانعنا وشركاتنا. وأخيراً استغاث بنا أشقاؤنا السودانيون ففتحت لهم الحدود والقلوب... ولم نفرق بين أى عربى ومصرى فى التعامل... وتعالوا نعود لموقف مصر من القضية الفلسطينية ونوضح أنه من المرات القليلة النادرة التى اتحدت فيها إرادة الدولة مع الشعب فرغم كل ما نعانيه من ارتفاع الأسعار فالجميع اجتمع على مد يد المعونة لإخواننا فى غزة وهنا يجب أن نوضح أن مصر لم يتوان رئيسها عن الدعم والمسانده بالتوازى على المحافظة على كل حبة رمل من بلادنا وهى معادلة صعبة جداً لا يتحملها إلا رجل عسكرى فطن كالسيسى.. العالم كله يضغط عليه ويراوغ ويحاول ويغرى تارة بإسقاط الديون وأخرى بمنح المليارات والرجل صامد لا يتزعزع .

وإذا كنا استقبلنا كل أطياف الشعوب العربية فى محنتها فالموقف مختلف تماماً مع أهل فلسطين فمأرب إسرائيل والدول الغربية التهجير القسرى للفلسطينيين وضياع القضية بأكملها وتستولى إسرائيل على بلدهم على أن يتم استيطانهم بسيناء وهذا ما رفضه السيسى شكلاً وموضوعاً وأعلن ذلك بشكل قاطع ...وإذا كان هذا هو موقف رئيسنا المشرف فعلى الجانب الآخر كانت هناك وجوه مشرفة من البسطاء أسرعت وعرضت خدماتها بلا مقابل ...سائقو السيارات النقل وشباب مصر من الجنسين أمام معبر رفح يقومون بأقوى وأشجع ملحمة وطنية محبة لا يطمأنون إلا بعد أن يستلم الجانب الفلسطينى الشحنات لا يعنيهم ضرب النار ولا صوت الصواريخ الذى يصم الأذان ولا وجود لرهبة الاستشهاد من قذيفة مقصودة أوغير مقصودة هم مرابضون على الحدود.. أما القصة الأكبر فهى للفرق الطبية المصرية التى تستقبل الجرحى ..كل هؤلاء جنود مجهولون أو معروفون فهم المصريون بعواطفهم الجياشة المحبة ... وأرفع رأسى وأقول أنا مصرية ومصر أم الدنيا.