فى الصميم

إلى متى تظل أمريكا.. شريكاً فى حرب الإبادة؟!

جلال عارف
جلال عارف

قبل أن يبدأ وزير الخارجية الأمريكى «بلينكن» زيارته الثالثة للمنطقة منذ اندلاع الحرب فى فلسطين..

كانت واشنطون تخطو خطوات إضافية فى طريق «المشاركة» مع إسرائيل فى حربها الجنونية. كان الرئيس بايدن يؤكد مرة أخرى رفض وقف إطلاق النار الكامل ويكرر اسطوانة «الدفاع عن النفس» على قتل إسرائيل لآلاف الأطفال الفلسطينيين. وكان الكونجرس يمرر صفقه الـ١٤ مليار دولار لدعم إسرائيل وهى تقتل وتدمر.

وكان المسئولون عن الدفاع والخارجية يؤكدون «مشاركة» أمريكا فى الحرب إلى جانب إسرائيل وأن طائراتها المسيرة لا تترك سماء غزة على مدار الساعة للرصد ومحاولة جمع المعلومات «بدعوى البحث عن الرهائن» وأن طائراتها تنقل شحنات السلاح لإسرائيل يوميا، وأن خبراءها يشاركون فى إدارة العمليات العسكرية «بدعوى العمل على تقليل الضحايا المدنيين من الفلسطينيين.. وهو أمر واضح جدا!!».

ويبدو أن «بلينكن» كان يأمل فى إحراز تقدم فيما تقدم به من مطالب صغيرة لا تزيد على هدنة إنسانية قصيرة لإدخال المساعدات وترحيل الأجانب والمرضي، وزيادة حجم المساعدات التى تدخل من معبر رفح لتلبية الاحتياجات الضرورية لسكان غزة..

كان «بلينكن» يأمل فى تحقيق تقدم ما ليواجه الغضب الذى يسود الرأى العام حتى فى بلاده، وليتفادى تدهورا أكبر فى وضع أمريكا بالمنطقة. لكن الرد الإسرائىلى جاء ضاربا عرض الحائط بأى خطوة على طريق التهدئة، ومؤكدا أن النازية الصهيونية لا تسعى وراء حماس.

لكنها تريد «الإبادة الجماعية» للشعب الفلسطينى أو لكل من يتمسك منه بأرضه ويرفض النزوح منها! قبل مغادرة بلينكن لإسرائيل كان نتنياهو يعلن رفض أى هدنة إنسانية إلا بعد الإفراج عن الرهائن، ويؤكد أنه لا وقود سيدخل غزة حتى لو توقفت الحياة فيها«!!»

وكانت النازية الصهيونية تقدم أوضح صورة لوجهها القبيح وطائراتها تطارد سيارات الإسعاف وتوجه صواريخها المدمرة إلى المستشفيات التى تؤوى - إلى جانب المرضى والمصابين - عشرات الألوف من النازحين. وكانت مدارس «الأونروا» تتعرض أيضا للقصف. وكان المئات يسقطون شهداء أو مصابين ومعظمهم من الأطفال. ماذا ستفعل أمريكا وقد أصبحت شريكة فى كل ذلك..

وبعد أن يسمع بلينكن الموقف العربى الذى يتوحد حول الوقف العاجل لإطلاق النار، وإنهاء الحصار الإسرائيلى وفتح الباب لدخول كل المساعدات إلى غزة فورا، مع البدء دون تأخر فى إجراءات فرض حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية؟ الإجابة ستحدد مستقبل الحرب، وستحدد أيضا وضع أمريكا فى المنطقة.. وربما فى العالم كله!!