يوميات الأخبار

وعى الشعب.. ورؤية الدولة

أمانى ضرغام
أمانى ضرغام

لكن أن يصاغ الموضوع فى صورة أطفال بيدلقوا الحبر على رءوس بعضهم وأب بيضرب أطفاله فهذا خطأ تربوى كبير، هو اليوتيوب ده ملوش أهل يترد عليهم أو قسم نشتكيهم فيه؟

فتح معبر رفح من الجانب الفلسطينى والسماح بدخول المصابين، وعبور الأجانب المقيمين ومزدوجى الجنسية ودخول شاحنات المعونات إلى غزة، خبر قد يمر أمام عينيك فى شريط الأخبار فتبتسم ابتسامة النصر وتقول الحمد لله، لكن عندما تسمع وتشاهد زملاء لك على الحدود مع ناقلات المعونات وحكايات سائقى سيارات المعونات وهم عائدون والدموع تملأ أعينهم تعرف أن الدور المصرى الكبير ليس هينا، وأن مصر الدولة والمؤسسات والشعب لها دور كبير فى محاولة إنقاذ الموقف وحماية المدنيين، وأن مصر شعبا وحكومة لا يتعاملون مع أشخاص أو حركات ولكن يتعاملون مع شعب وأرض ووطن.

الأربعاء :

لفى بينا يا دنيا

لأنى أعانى من مشكلة صحية بقيت أسبوعا ربما أكثر لا أخرج من البيت، لكن النهاردة كان موعد الطبيب لمراجعة التحاليل والأشعات.. ولا بد من الذهاب تحت إلحاح أبنائى، أما أنا فمثلى مثل ملايين المصريين أصعب مشوار هو الذهاب للطبيب! الأشعات بنسأل عليها فنى الأشعة والتحاليل كذلك وخلاص جبرت، لكن أولادى أصروا نذهب للدكتور وذهبنا، فى الطريق..

إيه ده هى دى محلات الأكل اللى كانت بتبقى بالطابور.. معقولة مفيش بنى آدم واحد فى الكافيه المشهور ده؟ ده أنا بعدى عليه الصبح وأنا رايحة الشغل وطبعا ببقى نازلة على آخر لحظة، وأبص على رواده اللى واقفين طابور انتظار حتى يفطروا بكرواسون وقهوة قبل الذهاب للعمل، أكونش أنا قريت عليهم؟، لأنى تمنيت أنزل بدرى وأعمل زيهم.. بس أنا أتمنيت بس ولم أحسد ولا حتى أعرف أحسد.. إيه الحكاية؟ معقولة؟ لم أكن مصدقة ولكن ابنى قالى أنت مش قاطعتى شركة الميه اللى بتوصل الميه للبيت.. مش قاطعتى الجبنة ومسحوق الغسيل والحاجة الساقعة، كل الناس عملت كده، حسيت أنى شفيت تماما..

قلت لابنى بلاش الدكتور أنا بقيت كويسة لف بينا شوية نشوف المقاطعة عاملة إيه؟ قالى لا حنروح للدكتور وبعد كده شوفى إنتى عملتى إيه حتلاقى كل المصريين عملوا كده، معقولة المصريين اللى بيتباهوا بكل ما هو مستورد يعملوا كده؟ ده فيه مصانع كانت بتخاف تحط على بضاعتها صنع فى مصر لتبور! هل كنا محتاجين قلم جامد يرن وهو نازل علشان نعرف أن مفيش أحسن من صناعة بلدنا وأن عقدة الخواجة اللى عندنا دى سببها عقدة نقص قديمة وغياب للوعى! الحمد لله إننا فقنا أخيرا.

فجأة وإحنا راجعين دخلنا البنزينة نحط بنزين.. ضحك ابنى وهو بيقول البنزين سعره ارتفع، وتقبلت الأمر ولم أرد، هذا أيضا ليس حالى أنا وابنى فقط ولكن حالنا كلنا، المصريين قلوبهم من دهب وأكتر شعب وحكومة ودولة ورئيس بيدعموا الشعب الفلسطينى وحتى وإحنا بنساعد أشقائنا فى فلسطين بندعو للمنتج المصرى يعنى بنشجع أشقائنا المكلومين فى فلسطين وبنرفع من شأن منتجات بلادنا وبنصقف لكل إنسان يحترم بلده وتاريخه وبنفوض رئيس الجمهورية فى تبنى وجهة نظر الشعب والقوات المسلحة لا تفريط فى حبة رمل من تراب مصر. الله علينا وعلى حلاوتنا.

الخميس :

الحقد الاستعمارى

نبرة الحقد الاستعمارى ليست جديدة على البشرية، بل ليست جديدة على كل الدول العربية التى عانت الاحتلال سنوات طوال، لكن هذه المرة أصبحت النبرة تمزج بين الحقد والغطرسة، بين التكبر واللامبالاة.. تقول لهم هناك آلاف القتلى يقولوا لك أنت اعتديت وأنت بدأت وأنت إزاى بنعمل كده، الحقد الاستعمارى لا نراه فقط فى تطاول المسئولين من الجانب الإسرائيلى ولكن من رواد السوشيال ميديا أيضا فقد انتقلت المعركة من أرض الواقع إلى الواقع الافتراضى ومن ينادى بالحرية والعدل أصبح لا يطيق كلمة انتقاد واحدة بل إن التهديد لمن يتحدث أصبح شيئا مباحا وطبيعيا ودشن كل واحد منهم نفسه رئيس جمهورية تويتر.

الجمعة :

البذنجان أبو خل

مرات عديدة عانى فيها العالم من الأزمات الاقتصادية، مرة سميت بسنوات الكساد ومرة بسنوات الركود وغيرها من الأسماء التى تغمز بعينها وهى تقول المسمى، كأن الناس مش واخدين بالهم، لكن الحقيقة دائما عكس ذلك الناس هى اللى واخدة بالها وكل صاحب أسرة أو مسئول عنها سواء رجلا أو سيدة هو قابض على الجمر وليس المرتب، لكن الشعب المصرى على مر التاريخ له (تتشاته) فقد وقف مثلا يغنى فى عز أزمة الكساد العالمى والعيشة ضنك أغنية عبد الوهاب الشهيرة (محلاها عيشة الفلاح) فلاح مين يا فنان يا كبير الفلاح مش لاقى حتى لقمة العيش ولا فحل البصل اللى بيغمس بيه؟ لكن اشتهرت الأغنية وذاع صيتها وغنى بها الفلاحون وهم حفاة الأقدام، ويموت منهم العشرات كل يوم بسبب البلهارسيا وغيرها من الأمراض وندرة وجود المستشفيات فى ذلك الوقت لكن محلاها عيشة الفلاح تذيعها الإذاعة وينسجم معها الجماهير، ليست هذه الأغنية فقط ولكن التراث الغنائى المصرى مليء بالدرر المماثلة، فمثلا لا يمكن أن تجد أغنية شعبية فى بلد ما بتتغنى فى حلاوة البذنجان المخلل! إحنا بقى عندنا أغنية فى التراث بتتغنى للباذنجان المخلل وكمان بتتغزل فى محاسنه، الأغنية بتقول :

البدنجان أبو خل يفتح نفسك ع الأكل أنا عايز أفتح لى محل للبدنجان أبو خل، طبعا أتحدى أى شخص يجيب لى أغنية من الفلكلور لأى دولة بتغنى لجمال طبق المخلل مثلا، ثم مش الأغانى فقط، ولكن التمثيل كمان، من ينسى نظرات النهم والشراهة التى ظهرت على وجه الراحل الفنان على الشريف فى فيلم الأرض وهو يتطلع بشغف إلى قرص الطعمية ويقول: ياما أنتم متنعمين يا أهل البندر ده قرص الطعمية قد كده، وهنا الممثل نفسه تشتهى الطعمية، وليه نروح لبعيد ألا تعد عزومة فطار من أحد أصدقائك على وجبة فول وطعمية وبدنجان من أحب العزومات إلى قلبك؟ بالطبع أيوه.

الشعب المصرى شعب بسيط يحب الحياة، تسعده أكلة طعمية وفول فى الصباح، ويعزم عليها ويتباهى بها كمان، إذن لماذا نشكو ونكتئب بسبب ارتفاع الأسعار.. ببساطة لأن بالفعل الأسعار بقت نار والأسر الوسط أصبحت فى خبر كان، ولكن خبر كان هذا ليس بسبب ارتفاع الأسعار فقط ولكن بسبب ارتفاع الأسعار بالإضافة الى اتساع أفق الأحلام والتطلعات !

السبت :

فيديوهات أغانى الأطفال

على يوتيوب هناك فيديوهات تعدى الواحد منها مليار مشاهدة، عادى مقبول هذه الفيديوهات موجهه للأطفال وليس لدينا برامج أطفال فى التليفزيون، ولو حصل وبقى فيه برنامج مصممين أن المذيعة تكون أبلة الناظرة مش حتى مدرسة الفصل ! اللى فارسنى بجد من الفيديوهات دى اللى متعرفش لها صاحب أنها تستغل أغانى الأطفال المصرية التى تغنى بها محمد فوزى وصفاء أبو السعود وغيرهما وطبعا ليس بأصوات أصحابهم، وتضع عليها صور كارتون، ترتكب حماقات، يعنى مثلا أغنية محمد فوزى التى يقول فيها إن طفل دلق الحبر على أخته فأبوهم ضربهم المقصود بها وفق العصر الذى كانت فيه الأغنية هو تعليم الأطفال أن هذا فعل خاطئ، ولكن أن يصاغ الموضوع فى صورة أطفال بيدلقوا الحبر على رءوس بعضهم وأب بيضرب أطفاله فهذا خطأ تربوى كبير، هو اليوتيوب ده ملوش أهل يترد عليهم أو قسم نشتكيهم فيه؟

الأحد

سويت نوفمبر

شهر نوفمبر من الشهور التى أحبها، يكفى أن زوجى الله يرحمه ويحسن إليه ولد فى 7 نوفمير، فكان يوما له خصوصية عندنا فى البيت، كنا نعتبره يوم عيد ميلاد للأسرة كلها وكان زوجى الله يرحمه يقول معقولة نحتفل بسنة عدت من عمرنا ده عد تنازلى على فكرة، فأضحك وأقول له بل نحتفل بسنة جديدة جاية علينا بالسعادة إن شاء الله، لكن فى آخر عيد ميلاد له منذ عامين.. أحضرت التورته لكنه رفض أن يأتى معى للسفرة حتى نطفى الشمع قال البنت أتجوزت ومسافرة والأولاد مسافرين مش ححتفل يهديك يرضيك أرجوك.. مفيش فايدة..

وبقيت التورتة فى الثلاجة ثلاثة أيام حتى ألقيتها فى القمامة كاملة، كان هذا أصعب يوم على ولم أكن أدرى أنه حاسس أنه حيسيبنا ويمشى لذلك رفض أن أطلب من الأولاد اللمه بتاعة كل سنة للاحتفال به، أتذكر هذا وأدعى ربنا سبحانه وتعالى أن يجعل يوم ميلاده عيدا له فى الجنة فقد كان رجلا من عباد الله الصالحين.