بسبب ازدحام المستشفيات في غزة.. استخدام المدارس كملاجئ طبية وملئها بالجرحى

استخدام المدارس كملاجئ طبية وملئها بالجرحى
استخدام المدارس كملاجئ طبية وملئها بالجرحى

مع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة في اليوم الأسبوع الثالث على التوالي، تشهد المستشفيات في القطاع أوضاعًا غير مسبوقة من الازدحام، حيث يتوافد أعداد هائلة من الجرحى على المستشفيات عقب كل غارة إسرائيلية، مما يضع الأطباء والممرضين تحت ضغط هائل مع محاولة إنقاذ حياة المصابين، حتى أصبح الوضع خارج عن السيطرة في معظم مستشفيات القطاع بسبب ارتفاع أعداد المصابين إلى مستويات لا يمكن التنبؤ بها.

فالاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن ارتكاب جرائمه البشعة ولم يكتف بكل الدمار الذي ألحقه بالقطاع ولا بقتل آلاف الأبرياء من رجال ونساء وأطفال، بل استمر في قصفه الهمجي في جميع أنحاء قطاع غزة، حتى أصبحت المستشفيات تعج بالجرحى والقتلى، وقد وصل الأمر إلى حد تكدس المصابين والمرضى في كل زاوية وساحة في مستشفيات القطاع، حيث لا يوجد مكان فارغ يمكن استخدامه لعلاج ورعاية المصابين، لترتفع راية الإنذار الأحمر بمعظم مستشفيات غزة، فقد امتلأت كل أسرتها حتى إن المصابين افترشوا الأرض لتلقي العلاج، ولكن لا يوجد مكان آخر لاستضافة مصاب لعلاجه.

الوضع في المستشفيات اتجه نحو الكارثة، فالازدحام الشديد يعم المؤسسات الطبية، كما أصبحت المرافق الصحية مكانًا للعناية والإسعاف في كل مكان، حتى أن الأطباء يجدون أنفسهم يقومون بمعالجة المرضى ويجرون العمليات الجراحية في الممرات، بجانب النقص الحاد في المعدات الطبية والأدوية، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا في تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمصابين، ليمثل أيضًا كل ذلك تحديًا ضخمًا للقطاع الصحي في غزة بأكمله.

وبعدما أصبحت مستشفيات القطاع مكتظة بشكل لا يُطاق، وتصاعُد الهجمات الإسرائيلية على غزة، باتت أماكن أخرى تتحول إلى ملاذ للمصابين والجرحى، حتى وصلت الأوضاع إلى امتلاء الفصول الدراسية في مدارس مدينة خان يونس بالأسرة بدلًا من المكاتب الدراسية لإيواء المصابين، لكن حتى هذه الملاذات لا توفر العناية الطبية والعلاج اللازمين بسبب نقص الإمكانيات والموارد الطبية في المستشفيات.

وروت  سلوى نجار، والدة أحد المصابين، تجربتها في مدرسة خان يونس التي تم تحويلها هي وابنها المصاب إلى مكان المدرسة لإيوائهم، وتقول: إن ابنها يحتاج بشدة إلى رعاية وعلاج طبي، ولكن نظرًا لامتلاء المستشفيات بالمصابين لم يتبقى أي مكان شاغر لاستضافة ابنها، ولهذا تم تحويلهم إلى مدرسة تم تجهيزها لتكون ملجأ للمصابين حيث يُجبرون على النوم في الفصول الدراسية بالمدرسة إلى أن يتمكن ابنها من تلقي العلاج والرعاية الطبية، آملة في وصول العلاج قريبًا، حسبما أفادت قناة "العربية" الإخبارية.

ليس ابن هذه السيدة، وحده من يرقد في هذه المدرسة التي تحولت إلى مأوى للمصابين،  فهناك العديد من الأشخاص الآخرين الذين يشاركونه نفس الوضع الصعب، حيث يجلس العديد من المصابين في أسرتهم، ينتظرون أيضًا العلاج والرعاية الطبية التي يحتاجونها.

 
مستشفيات لحالات الطوارئ فقط

فالمستشفيات في قطاع غزة أصبحت تحاول التركيز على استقبال الحالات الطارئة فقط، وهذا يعني أن العديد من المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج الروتيني والرعاية الدورية يواجهون صعوبة في الوصول إلى الخدمات الصحية، ما يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة في القطاع، والمخاوف تتزايد من نفاد إمدادات الوقود، حسبما حذرت الأمم المتحدة.

وخلال المؤتمر الصحفي الدوري لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، قدمت منظمة الصحة العالمية معلومات مثيرة حول الأوضاع الصحية الصعبة في غزة. 

وأكدت المنظمة، أن الأطباء هناك يضطرون إلى إجراء عمليات جراحية بدون تخدير وبدون الإمدادات الجراحية الأساسية، وهذا يعني 
أن المرضى يعانون من الألم والمخاطر التي تصاحب عمليات الجراحة في هذه الظروف الصعبة.

وفي هذا السياق، أشارت المنظمة إلى أن، الوقود أصبح يمثل "السلعة الأكثر حيوية" في غزة، فعمل المستشفيات ومعظم المرافق الحيوية في القطاع يعتمد على الوقود لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل الأجهزة الطبية وضمان استمرار الخدمات الحيوية، وبدون الوقود، لا يمكن توفير الخدمات الطبية وتشغيل المستشفيات، ما يجعل الوضع أكثر صعوبة وخطورة على الصحة العامة في القطاع.

ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى الآلاف في حصيلة تزداد بشكل كبير يوميا، بينما واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين والمستشفيات والكنائس وأي مكان يمكن أن يحتمي به سكان القطاع.

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصف مكثف على القطاع

 وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

 وأشار نتنياهو إلى أن حركة حماس مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

 وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الاحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها مئات الشهداء من الجانب الفلسطيني.