غضب «فيروز» الساطع يلهب صمود المقاومة

فيروز تشدو لمن استشهدوا فى أرض العزة والكرامة
فيروز تشدو لمن استشهدوا فى أرض العزة والكرامة

العلاقة بين الفن وقضايا الوطن القومية تشكل علاقة تبادلية، فكما يتأثر الفن بالأحوال السياسية المحيطة بنا، أحياناً يكون الفن هو المحرك الرئيسى للتعبير عن الحدث وتحفيز لمشاعر لقربها من لغة العامة، وفى مقدمتها، ترنيمة الغضب التى تحمل اسم «زهرة المدائن» التى كتبها ولحنها الأخوان رحبانى وصرخت بها صاحبة الصوت الملائكى فيروز فى وجه العالم لتوقظ ضميرة النائم، فكانت بمثابة سهام ترشق فى صدر الكيان الغاصب، وتقول كلماتها: 


- «لأجلك يا مدينة الصلاة أصلّي.. لأجلك يا بهيّة المساكن.. يا زهرة المدائن.. يا قدس يا مدينة الصلاة أصلّي.. عيوننا إليك ترحل كل يوم.. تدور فى أروقة المعابد.. تعانق الكنائس القديمة.. وتمسح الحزن عن المساجد.. يا ليلة الإسراء.. يا درب من مرّوا إلى السماء.. عيوننا إليك ترحل كلّ يوم.. وإنّنى أصلّي.. الطفل فى المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان.. لأجل من تشرّدوا.. لأجل أطفال بلا منازل.. لأجل من دافع واستُشهِد فى المداخل.. واستُشهد السلام فى وطن السلام.. وسقط العدل على المداخل.. حين هوت مدينة القدس تراجع الحبّ.. وفى قلوب الدنيا استوطنت الحرب.. الغضب الساطع آتٍ.. وأنا كلى إيمان.. سأمر على الأحزان.. من كل طريق آتٍ.. بجياد الرهبة آتٍ.. وكوجه الله الغامر آتٍ ، آتٍ ، آتٍ .. لن يقفل باب مدينتنا ، فأنا ذاهبة لأصلّي.. سأدقّ على الأبواب وسأفتحها الأبواب.. وستغسل يا نهر الأردن وجهى بمياه قدسية.. وستمحو يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية.. وسيهزم وجه القوة.. البيت لنا والقدس لنا.. وبأيدينا سنعيد بهاء القدس.. بأيدينا للقدس سلام.