تساؤلات

لأول مرة

أحمد عباس
أحمد عباس

سنويا أزور معرض « جيتيكس» المعنى باستعراض بآخر ما وصلت إليه التكنولوجيا فى العالم والمنطقة العربية، التكنولوجيا هنا مقصود بها كل ما يتعلق بالاتصال سواء كان اتصال الأشخاص أو الأشخاص بالأشخاص أو الأشخاص بالآلة أو الآلة بالآلة وهكذا، باختصار كل ما يضمن للإنسان الاتصال، من جهة أخرى المسائل التى تتصل بالتكنولوجيا والإبداع والابتكار والمخيف هذه المرة هو التقدم الفائق فى تكنولوجيات الذكاء الاصطناعى،أتساءل فى العادة ما هذا الشىء الملعون الذى يصمم الإنسان على تطويره وإمداده بكل خوارزميات جمع المعلومات وتحليلها والبناء عليها ثم واتخاذ القرار.


فى العادة أتلقى دعوة الزيارة مش شركة &e أو اتصالات سابقًا، وأنا لم أزل أفضل أن أقرن الاسمين ببعضهما ذلك أن قناعتى أن السوق المصرية لاتزال لم تستوعب التغيير بالقدر الكافى، ربما فى البلد الأم استطاع البراند الجديد أن يجد موقعه بسلاسة أما فى مصر فالمسائل لها طبيعة أكثر تعقيدًا وتحتاج لطول بال كبير، تعرف مثلًا أن ميدان تريومف فى مصر الجديدة تغير اسمه من الشهبانو إلى ميدان الحسين ابن طلال منذ نحو عشرين عامًا ومع ذلك ظل ميدان تريومف!، كذلك هى صعوبة السوق المصرية بالضبط.


على هامش المهمة المعتادة يكون لقاء سنويًا مع قيادات الشركة لمركز أعمالها فى مصر من رأس الهرم إلى أخمصه، تبدأ بالمهندس جمال السادات رئيس مجلس الإدارة والمهندس حازم متولى الرئيس التنفيذى وعشرات من مديرى القطاعات والإدارات وينعقد مؤتمر صحفى واسع يسأل خلاله السائلون أى سؤال شاءوا بلا تردد، فى هذه المرة اعتذر حازم متولى عن الجواب وانفعل قليلًا عقب سؤال تكرر من العام الماضى ولما أجاب عنه بوضوح كتب الصحفى السائل الجواب بفهم خاطئ وتسبب ذلك فى حرج كبير مع الجهات الحكومية فى مصر، بعض اللائمين انفردوا به عقب المؤتمر وسألوه عن سبب انفعاله أما أنا فلا ألوم حازم أبدًا الرجل طبيعى جدًا وأنا لا أصدق كل أصحاب الانفعالات الثابتة والردود الباهتة والمواقف المواربة ولا أثق بهم مطلقًا، وأصدق حازم.


فى مبنى مقر الشركة بمنطقة الكفاف تحدث التجارب غالبًا لأول مرة، هذه السنة كانت لأول متجر بيع يعمل بالكامل بالذكاء الاصطناعى دون احتكاك بشر مع بشر أطلقوا عليه اسم «ease» أو «سهولة، العمليات كلها تدور بالذكاء الاصطناعى فقط يشرح أحمد خضر نائب الرئيس لعمليات التحول الرقمى. يقول خضر إن هذا المتجر هو الأول فى العالم من نوعه وأنا أصدقه، المتجر مدعوم بمئات الكاميرات الذكية تطل من كل زاوية تمسح أبعاد الداخلين والخارجين والمتعاملين وربما بصمتهم البيولوجية بلا موظف وحيد، ويتيح المتجر لزوّاره فى الإمارات التعرّف على مستقبل قطاع البيع بالتجزئة من خلال استخدامه لمزيج من تقنيات الذكاء الاصطناعى، والتعلم الآلى، وتقنيات التعرف على بصمة الوجه، وأجهزة الاستلام الذكية لبيع الهواتف ومستلزماتها.


تجربة أخيرة حضرتها وكم أحب أن أتمتع بنتائج ملموسة لتعاون الكبار مع الكبار، فلم يعد خط المحمول مقصورًا على كونه أداة للاتصال فبكل بساطة أن كنت تحمل خطًا تابعًا للمشغل &e يمكنك أن تكون صاحب حساب بنكى فى بنك المشرق، التجربة لن تكلف العميل شيئًا أكثر من أن يدخل على تطبيق الشركة الفاخر ثم يبدأ عملية فتح حساب بنكى متكامل لا حساب اليكترونى دون الحاجة إلى ذهاب وإياب وعطلة وكذلك يضمن البنك لنفسه حصة كبرى من الحسابات الجديدة من حصيلة ٣٢ مليون عميل هم عملاء شركة &e، ذلك طبعًا وفقًا لقواعد البنك المركزى المصرى وغالبًا يحدث لأول مرة.