الحقائق المصرية تهزم «التشويش» الإسرائيلي

أشرف مروان
أشرف مروان

د.أحمد فؤاد أنور أستاذ التاريخ والدراسات العبرية بجامعة الإسكندرية أرسل إلينا هذا التقرير الذى يقدم خلاله إطلالة واسعة عن احتشاد المفكرين والمترجمين المصريين فى مواجهة الأكاذيب والتشويش الإسرائيلى فيما يتعلق بالصراع العربي- الصهيوني.

نال ولا يزال شهر أكتوبر زخماً ثقافياً، ونشاطاً توعوياً من خلال مظلاتٍ عدة وبجهودٍ تطوعية.. حيث تابعت دعوة د.حنان كامل متولي عميدة كلية الآداب بجامعة عين شمس للعالم د.عمرو علام أستاذ الأدب العبري الحديث والمعاصر، ووكيل كلية الآداب جامعة المنوفية، ود.محمد عبود مدرس الأدب العبري والباحث المتميز.

دارت حول أهمية الوثائق العبرية عن حرب أكتوبر، وطبيعة هذه الوثائق، والصعوبات التي واجهت فريق الترجمة، والدلالات السياسية والعسكرية فى الوثائق، تلك التى أشرف على ترجمتها ودشنها أستاذنا الجليل د .إبراهيم البحراوي «رحمه الله»، وهى تعانى من إجراءاتٍ «روتينية» مطولة فى المركز القومى للترجمة.

لدرجة أن السؤال بات معلقاً هل ستصدر مجلدات جديدة أم سيكون ذلك الذى صدر العام الماضى آخر المجلدات؟ رغم وجود طاقم ترجمة له خبرة ممتازة ومزود بالفعل بوثائق؟

وعلى الصعيد الشخصى شاركت فى تنظيم ندوة للواء أركان حرب د.نصر سالم (رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق وأستاذ العلوم الاستراتيجية المستشار بأكاديمية ناصر) فى كلية التربية الرياضية بجامعة الإسكندرية برعاية رئيس الجامعة د.عبد العزيز قنصوة، ود.محمد عبد الحميد بلال عميد الكلية، ود .مهاب عبد الرزاق وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع.

وسعدت بقبول المشاركة فى ندوة عن حرب أكتوبر فى حزب التجمع مع د.جمال الرفاعي، وهي التي أدارها المستشار خالد الكيلاني- باحترافية- وشهدت حضوراً لنخبة من المثقفين البارزين.. وشَرفتُ بالمشاركة فى ندوة من تنظيم «تنسيقية شباب الأحزاب» أقامتها فى دار الأوبرا، مع اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر سابقاً، والإعلامية الكبيرة سناء منصور، والإعلامى اللامع عادل حمودة.

وتابعت ندوة فى جامعة الإسكندرية كان المتحدث الرئيسي فيها الشهيد الحي المجند البطل عبد الجواد سويلم حيث استضافته كلية الآداب الإسكندرية في ندوة برعاية د.هاني خميس عميد الكلية، وأعدها ونسق لها أ.د مجدي عجمية الأستاذ ومنسق الأنشطة الطلابية بالكلية.

وفي المقابل ارتكزت «تل أبيب» في الذكرى الخمسين للحرب على نشاطٍ «تشويشي»ٍ لعله يخفف من جراح الألم والصدمة، لكنه تجدد بمواقف مصر الصلبة فى أكتوبر 2023 والرافضة لمخططات التهجير التى صارت تتردد من أكاديميين ومن عسكريين سابقين وحاليين ، بل ومن وزراء إسرائيليين بشكل أسبوعى، وإن تراجع بعض الرسميين عن تصريحاتهم، وحاول الآخرون التخفيف من أهميتها.

فى ذكرى النصر المصرى الذى فرض إرادته على الجميع أصدرت «تل أبيب» كتاباً نشره «الموساد» يكرر المزاعم بأن «أشرف مروان» كان عميلاً مزدوجاً، واقتصر جديد هذا الكتاب على صورة لمروان على خلفية مطارٍ مدنيٍ وبجواره شخص لا يظهر وجهه.. تقول إسرائيل: إنه الضابط «دوبي» مشغل «أشرف مروان».
وهنا يمكن ملاحظة ثغراتٍ فى الرواية الإسرائيلية، حيث وجد نفسه محصوراً بين احتمالين نظريين: الأول هو أنه لا يعلم، وأيضاً لم يستوعب التأكيدات المصرية والعربية الرسمية على وطنية «أشرف» ودوره البارز فى عملية التضليل والخداع، والثانى أنه يعلم أن «مروان» خدع «تل أبيب»، وأعطاها حقنة مخدرة جعلتها لا تستدعى الاحتياطى (رغم أنها كانت ترى الجيش المصرى محتشداً أمامها على الضفة الغربية)، ويحاول تخفيف وقع الهزيمة على الرأى العام الإسرائيلي وفى نفس الوقت الانتقام من «مروان» وتشويه سمعته.

وفى السياق ذاته أنتجت بتمويلٍ سخى فيلماً عن «جولدا مائير» صورها بشكل إنسانى دعائى، لكنه فى الوقت نفسه حملّها مسئولية سقوط الإسرائيليين فى الحرب بإهدارها فرص تحقيق السلام ، وأنتجت «تل أبيب» كذلك فيلماً وثائقياً بعنوان «عائلة الجواسيس» دار حول الجاسوس الذى كشفته المخابرات المصرية ، وذاعت قصته بسبب تناولها فى مسلسل «السقوط فى بئر سبع».

اعترف ضيوف هذا الفيلم من المسئولين السابقين فى المخابرات الإسرائيلية بأن المصريين أسقطوا الشبكة التى ضم فيها الزوج إبراهيم أيضاً زوجته وأولاده!! كما أسقطت الجهاز الحديث الذى كان يقوم بإرسال الرسائل منه إلى إسرائيل، وأرسلوا منه رسالة فحواها : الجهاز معنا، لا ترسلوا المزيد من الرسائل.

الخلاصة: تجديد روح أكتوبر كل عامٍ مسئولية لا تقتصر على وزارة الثقافة ، والتوصية العاجلة هى تذليل العقبات أمام إصدار المزيد عن وثائق نصر أكتوبر.